23 نوفمبر، 2024 3:29 ص
Search
Close this search box.

حكومة السياط.. وبرلمان التسليم..؟!

حكومة السياط.. وبرلمان التسليم..؟!

على الأرض وبعيداً عن خداع الكلمات فإن قراءة الواقع السياسي تؤكد هذه الحقائق أو تفرضها:
فكل من يختلف مع النجيفي متهم في وطنيته..!
وكل من يختلف مع نظام المالكي وأجهزة أمنه وحزب خِرافه فهو متهم في عروبته..!
وكل من يختلف مع نظام طهران ووليها الفقيه فهو متهم في إسلامه..!
بصيغة أُخرى:
أنت لست وطنياً إذا لم تكن من حزب النجيفي أو نصيراً له بالتسليم من دون نقاش لأن النقاش ضلالة وكل ضلالة في النار؟!.
ولست عربياً إن لم تبصم على سياسة- المالكي- حاكم بغداد وحزب سياطه ونعاجه وببغواته..؟!
ولست مسلماً إن لم تكن جندياً في نظام الولي الفقيه.!
هذه هي القواعد التي تحكم العمل السياسي في العراق بوصفه امتداداً لسياسة إيران وتوابعها. وستنداح الدائرة لتبلغ وتبتلع الخليج العربي والأُردن وفلسطين.
على الطرف الآخر من العالم حيث لا تجد هؤلاء- أي حيث لا تخلف فكرياً أو عقائدياً أو دينياً أو اقتصادياً يقود ويسود ويفرض أو يحكم. فتستطيع أن تختلف مع السياسة الأميركية أو الأوروبية ورؤسائها وتُغلِظ لمسؤوليها القول في العراق وغير العراق. من دون أن ينالك ضرر أو اتهام، أو يتم تحديد موقعك وحقوقك على ضوء رأيك وموقفك. وذلك أن التخلف العقائدي الذي تحيا به تلك الشعوب والأنظمة- الملحدة كما يحلو للبعض تسميتها- يمنعها من أن تحاسبك وتقيم عليك الحدود أو تبرمج عقلك ومشاعرك، فتغضب حيث يجب وترضى حيث يراد لك.
يحق لك أن تقسو على زعامات القوى العظمى فيما عدا- بوتين- طبعاً، حيث لا حاكم في دولهم لغير القانون ولا سلطة لغير الشعب ولا رئيس أبدياً ويورث ويملك الحق في أن يلغيك بجرة قلم، أو يضعك في السجن مدى الحياة، أو يصادر ما تملك، أو ينفيك خارج الوطن لأن الوطن بعض ملكه الموروث. ألا يرث الله الأرض لعباده الصالحين..!!.. وساستنا في العراق أكيد منهم.
أما في عراقنا، حيث الإيمان والتقوى وسلطة العمائم، يملك المالكي وحده أن يقرر، يملك بإذن وليه أن يفاوض ويتفق ولا يملك حق الاعتراض أحد. بل يوافقه وزير خارجيته زيباري ويشاركه النجيفي التنازل عن عروبة شط العرب وتغيير هويته العراقية إلى فارسية. كيف لا.. وهم لا ينطقون عن الهوى إن هم إلا وحيٌ يوحى من وليهم الفقيه الذي وَسِعَ عِلْمُه الأرض، من عليها وما عليها.
عالم عجيب من المتناقضات. تصرخ معه الشعوب من وجعها ثم تسكت. لم تعد تملك غير الوجع. والصمت. لم يترك لها أهل المغامرات والمقامرون وذوو الإلهيات على أرضها من رأسمال إنسانيتها سوى أنها تحيا في زاوية قصية من ذلك العقار الأغلى في العالم، كما وصفه آيزنهاور، وكان صادقاً. تحيا تأكل وتشرب من الفتات من دون أمل. حتى الأمل صادره الممانعون الفاسدون فمنعوه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات