19 ديسمبر، 2024 12:17 ص

لا تعبث بقراءة التاريخ

لا تعبث بقراءة التاريخ

التاريخ بكل صفحاته الامجاد والاستبداد ، المعرف والمزيف لا يمكن لاحد ان ينقحه او يهمشه هكذا كتبوه وعلى العقول التي تقراه ان تنتقي ما ترغب واسوء رغبة لدى العقول هي التي تسلط الضوء على التعذيب والقتل والتنكيل بحق الانسان ومهما كان الانسان بريء او متهم فهذه الصور الماساوية التي يستانس بعض الكتاب ذكرها بالتفاصيل في كيفية التعذيب وانواع التعذيب والات التعذيب يجد في نفسه متعة عند ذكرها وهنالك من يدعي تعرية الطواغيت واساليبهم الفتاكة بحق الانسان ،الا انه يسيء للانسان بل لديانة كاملة ، هنالك اسماء بمجرد ان تذكرها يقترن اسمها بالتعذيب والبطش ولا داعي لذكر اساليبها القبيحة في القتل والتعذيب مثلا الحجاج هويته معروفة وستقول هنالك من يعتبره الحاكم المفترى عليه ، اقول وهل ذكر تفاصيل اعماله الاجرامية تغير الصورة بل مجرد ذكر الصحابة والاعلام الذين قطع اعناقهم تكفي لقباحة سيرته وباعتراف كل الفرق الاسلامية .

اما تسليط الضوء على مواقف كانت ضبابية لدى القارئ او مواقف سلبية من حيث مثلا الخيانة او التجسس او جعله بطلا لمواقف كاذبة مثل هكذا وقائع بحاجة للتوضيح وموثقة بالمصادر حتى تتضح الصورة اما الاعتقاد والعواطف فانها لا تعطي صورة حقيقة للتاريخ بل تزيد من تحريفه .

لعل الكاتب د رشيد الخيون من اكثر الكتاب الذين يغوصون في التاريخ الاسلامي للبحث عن الهفوات اكثر من العبرات ومن خلال هذه الهفوات يعطي صورة مظلمة للتاريخ الاسلامي وفي بعض الاحيان يجعل من رموز ه التي يختارها بانها تمثل الاسلام ولانها رموز ليست سليمة فانها تحقق غايته .

للخيون كتاب فيه مجموعة مقالات اسمه طروس من تراث الاسلام وقد لفت انتباهي افراطه في الاستعانة باسماء لشخصيات خليطة من الخلفاء والمؤرخين والادباء ، الكتاب يتضمن 23 مقالا ذكر فيها ( 691) اسما للاعلام وهكذا رقم يدل على حجم المعلومات التاريخية المتضمنة بها المقالات ، نعم انها تحسب ظاهرا له وتشهد على سعة اطلاعه ، الا ان بعضها عندما اردت ان اتحقق منها من مصادرها التي هو ذكرها لم اجدها ولا اعلم كيف ذكرها ، اغلب الاعلام من السنة واوسطهم من الغربيين والاقل جدا من الشيعة وهذا لانه يبحث عن المصادر التي تتفق وما يريد ان يكتب قد يذكر عبارة ثناء هنا او هناك لبعض رموز الشيعة وهذا لابد منه لان التورية مطلوبة ، وهذا وقع حال كل طغاة العالم فانك تجد في سيرتهم بعض المواقف الايجابية وهذه المواقف ليس لتعبر عن ما في داخلهم بل لتشوش الصورة عن ما يصدر عنهم .

هنالك من يبحث عن احداث تاريخية تثير الجدل لتزيد الفرقة والسكوت عنها هو الافضل مع احتفاظ كل طرف بقناعته عن الحدث ، واخص بالذكر قناة الحرة وعبر برنامجها “مختلف عليه” الذي يعده ويقدمه ابراهيم عيسى ولانه يعرف كيف ينتقي ضيوفه والمواضيع التي يختارها فتارة يتحدث عن الامام علي عليه السلام بايجابية مع سلبية الاخرين يعود في حلقة اخرى ليتحدث عن احد الصحابة ويطعن بمن يخالفه ، وحتى ان له برامج تخص شخصية النبي محمد (ص) كان ياخذ خبر  محرف لينال من خلاله الدين الاسلامي ، هذا الرجل لا يعرف طبيعة الروح او قوة المعنوية يتحدث عن المادية وفقا لما تراه عينه وليس ما يحسه قلبه .

اتحدث عنه وعن من على شاكلته بالاجمال حيث الغاية من الحديث هو غايتهم من الحديث اما فحوى الحديث فهذا له مجال اخر وكما قلت منها ما لا يستحق النقاش ليبقى كل طرف مقتنع بما يراه صح وتبقى الاخوة فيما بيننا جميعا ومنها صفحات حمراء دموية ليس من الصحيح التشهير بها لا يعني اننا ننكرها لكن ذكرها يجعل النفوس بين المحبطة والكئيبة والمفعمة بالحقد .

وما اروع ما قاله الامام الرضا عليه السلام عندما سئل عن كيفية احياء امرهم قال “يتعلم علومنا ويعلّمها الناس فان الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا

هكذا هو الخطاب البناء الذي يجمع شمل البشرية