قد كُتبَ على العراق أن يكون ساحة للحرب ضد المسلحين والإرهاب، وهذا ما ارتأته الإدارة الامريكية ابان ولاية بوش الابن، واهداف حربها على نظام البعث الفاشي، حيث نقلت الحرب من داخل واشطن، الى دولة العالم الثالث، بمسلسل الإرهاب المفبرك،
واتجهت نحو أفغانستان وتنشيط القاعدة فيها، ثم العراق ودعم القاعدة، وصولا الى سوريا وثورة “داعش” المزيفة. قد لا نبالغ حين نقول انها حربا استراتيجية مخططة لتحويل الصراع “الإسلامي الصهيوني” الى “سني شيعي”.
القاعدة قد ولت مع غور زعيمها بن لادن، لكن سرعان ما ابتدعت الإدارة الامريكية في الشرق الأوسط فكرة “دولة العراق والشام”. لتوفير الغطاء الشرعي بالتواجد العسكري لهم بحجة “التدخل الإنساني “. العراق لازالت جراح عمليته القيصرية لم تجف بعد، حتى انخرط في عجلة محاربة الإرهاب، والعبء الثقيل قد أجهض جناحيه.
ثلاثة أشهر مرت على عمليات الانبار، والوعد بالنصر قد طالت شعاراتهِ حتى وصلت الى الأطفال. تحت حملة “انا مع جيشي”. ووسائل الاعلام تنقل أخبار الانتصار بكل ثقة، وتصريحات المسؤولين تبشر بالخير دائما.
لكن حين يصرح رئيس أركان الجيش بعدم استطاعت دخول الفلوجة في الوقت الحالي، وهي نظرة عسكرية امنية خاصة، قد نتجت عن دراسة للموقف. وفي الوقت نفسه القائد العام للقوات المسلحة يقرر الهجوم بالتضارب مع رئيس الأركان، هنا يتحتم الامر بنقطتين: الأولى هو عدم الاتفاق والرؤية لدى الاثنين وفقدان التنسيق بينهما والامر الثاني هو التمويه العسكري للعدو.
وبالتزامن في الوقت أيضا يتمكن العدو من خرق المنظومة الأمنية بتفجيرات مروعة طالت العاصمة والمحافظات الأخرى، وتحصد مئات الشهداء والجرحى في عقر دار الحكومة هنا يقع الشك!!. هل فعلا ان الجيش قد طوق الإرهاب في مكانه؟ ام فقد السيطرة وساحة الحرب؟
اجهاض الجيش والأموال في حرب غير مدروسة تكبدنا خسائر كثيرا. في الحرب لا نحتاج مقاتلين بقدر ما نوفر الخطة المحكمة.
أين الانضباط الأمني في المدن؟ الجيش يقاتل في الصحراء والخلايا النائمة في المدن تصول وتجول في أرواح الأبرياء!!. حسم المواقف العسكرية لا يكون بوجه نظر الأعلام فقط. حتى لا تتكرر مأساة “النكسة العربية “. ويعود عبد الحكيم عامر وصوت احمد سعيد يبث لنا افيون النصر ونصحى على المصيبة.