كثيرا مايرد على اسماعنا المثل الشعبي المعروف { الزلم صناديك المقفلة } الا ان هذا المثل تعرض الى التحريف الواقعي من خلال انشار ظاهرة الثرثرة التي كما هو معروف انها تقتصر على النساء . الى اوساط عدد من الرجال ، حيث كان في الازل القريب حرمات لكل شي واولها الاسرار حينها كانت تصل حدود حفظ الاسرار الى الا قتتال بين القبائل ، علاوة على احتقار المجمتع للشخص الواشي وعدم احترامه .
وجاء الادب الحديث ليؤكد اهمية هذه الخصلة في الانسان حين ردد جبران خليل جبرا مقولته الشهيرة ” تعلمت الصمت من الثرثار والغريب بالامر اني لا اقر بفضل هذا المعلم ” ، والمثير بالامر ان جبران استكبر يكون معلمه شخصا ثرثار لما تحمله هذه الخصلة من سلبيات .
ومن المؤكد ان الامثال القديمة تنم عن اصالة الارث الشعبي العراقي الا انها لم تسلم من بعض الرجال الذين فضحوا من خلال تفشي هذه الظاهرة وابرزهم كانوا الساسة فقد اجرموا بحق هذا المثل من خلال انتهاجهم لتلك الاساليب النسوية المنبوذة للنساء قبل الرجال حيث ذهب البعض منعم الى فضح الاخر على شاشات التلفاز والتشهير به عمدا لاسقاطه سياسيا واخلاقيا ومعنويا . متناسين ان الله يحب ان يستر العيوب ومؤكدين للشعب العراقي ان تلك التصرفات تنم اخلاق فاعليها فالاناء بما فيه ينضح “. ”
وان الشارع العراقي شاهد على الظاهرة التي تفشت بصورة ملحوظة خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية ، حيث بدات مجموعة من الساسة { الزلم } بفضح زملائهم في العملية السياسية من خلال نشر لملفات فساد او تسجيلات الفديواو صور اخذت اثناء احدى السهرات التي عقدها احدهم مما صور انطباعا سلبيا على كلا الطرفين .
ومن الجدير بالذكر ان هذا المثل كان بالقديم يعبر عن شخصية الرجال من خلال ربط حفظ الرجل لسر غيره واحترامه لاهميه خصوصيته بمفهوم الرجولة التي تعد من اهم اساسيات الحياة العربية بالنسبة لمجتمع الذكور كما تعد الهوية التي تمنح صاحبها الاحترام والهيبة بين اوساط الرجال والمجتمع عامة .
حتى جاء عصر الساسة العراقيين الذي هدم جميع المعاني الاصيلة التي ارتبطت منذ العصور الجاهلية بالرجل العربي من خلال فضحهم لبعضهم البعض وتشهيرهم ببعضهم لاجل ان ينالوا مقعدا في البرلمان الجديد او لان جهة معينة دفعت لهم اكثر ليقوموا بفضح سياسي لا تريد تلك الجهة نجاحه ، او لنيل الشهرة على حساب غيره .
ان الانقسامات التي شهدتها مجموعة من الكتل السياسية وخروج نواب فاعلين فيها ادى الى فضح جميع خفايا تلك الكتلة كما حصل في خروج النائب الشــــ…… من كتلة مهمة وقيامه بضح اسرار وخفايا الكتلة التي احتضنته ، مما يؤكد انه لاينتمي الى تلك الكتلة واهدفها انما انتمائه لها لاجل مصلحة واضحة حتى تفشت هذه الظاهرة بصورة سريعة لتنتقل وتثبت حقيقة بعض الساسة وما هم عليه وعدم امتلاكهم لمبدا ثابت يساعدهم على بناء ذات انسانية مستقلة .
ان اتباع البعض منهم لهذا الاسلوب المشين الذي يحط من شانهم قبل ان يقلل من شان السياسي المقصود يثير الشارع العراقي بصورة واضحة في محاولة منهم لفهم الاسباب التي دعت الى عدم كشف كل تلك الحقائق الا بعد ان حدث خلاف مع الكتلة مما يؤكد بصورة فعليه ان هذا التشهير هدفه التسقيط لاغير وانهم لايكترثون الى الشعب العراقي وان جل ما يهمهم هو مصالحهم الشخصية وسيارتهم الفارهة وسفراتهم السياحية لارقى المتجمعات في العالم ويعيش المواطن العراقي البؤس والشقاء .
واخير اود الاشارة الى ان الرجال كما هو معلوم افعال لا اقوال وان البعض من الساسة هم اقـوال لا افعال والحليم تكفيه الاشارة .