فهم لعبة السياسة المسيسة يُشبه الى حدٍ كبير لعبة الشطرنج حيث يبقى البيدق شاخصاً ولايقوى على الحراك في حين توجد ايادٍ خفية تتلاعب فيه،لوتحدثنا عن السائد في العالم اجمعهِ نجدهُ بصنفين من الضمائر احدهما يسعى الى الخير والآخر شرير ومصر ان يُفسد كل شيء جميل طالما ان المنظور المنضوي بالواقع والمترسخ في العقول هو بحدود نظرتنا الطبيعية للاشياء لأننا محددون ولانرى ابعد من بصيرة الحال السائد امامنا وعلى جوانبنا، فأغلب الافراد في المجتمعات العربية المختلفة لايعلمون ماذا يحدث من مؤامرات للأستئثار بالسلطة من قبل الحكام في الدهاليز المظلمة وبأتفاقاتٍ سيئة تصب في مصلحة القائد والبقعة التي يكون متقوقعاً فيها، واكثر الامثال تطابقا مع كلامنا هذا هم قطعاً حكام العرب لأن عملهم دؤوب لارضاء اسيادهم ومن يدعمهم، سابقاً كان مشروع دعم الدول التابعة هو سياسة سرية وخفية عن مفهوم الافراد ووعيهم كشعوب لاتعلم مايدور حولها لكن اليوم اصبحت التبعات الولائية الدولية معلنة وكل جهة وحليفتها بالمقابل تخوض في غمار صراعات مبدأها تمرد جياع الشعب على سُراقهِ لذلك اصبح استقرار اي دولة يشكل خطراً محدق بدولٍ مُستكبرة بعظمتها كون ذلك يخالف مخططاتهم ومسيرتهم التي رسموا خطوطها المارقة نحو امتلاك العالم بقبضة من حديد بأفتعال الازمات الذي بات هو المُسيطر في اختلاف اساسيات العالم ومجتمعاته وبذلك اصبحت قاعدة الاستقلال الوطني بالصواب هي الشاذة وعليه فأن هذهِ الصفقات السياسية الاقليمية تُحتم علينا كبلد انكسر لعشرةِ اعوام في ان نركز جيداً على من نختار ليكون اميناً على انفسنا وبيوتنا وشوارعنا ومدننا وليكن هذا شاغلنا الاول بدلاً من الحديث على منصب رئاسة الوزراء والجمهورية لانها امور كبيرة وتوجهها ايادٍ خارجية هي من تختار لها المسميات لانحنُ، مانحتاجهُ الآن هو رفع الغشاوة عن ابصارنا لان ذلك يتطلب ان نُجهد انفسنا بأختيار الشخص القريب من مشاكلنا ومن قلب وسطنا الاجتماعي الخصب بشخصيات اكاديمية ونُخب ثقافية ذات ذمم سليمة.