خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
انتهى العهد الذي كان “التيار الإصلاحي” فيه يُفكر بدعم مرشح تيار آخر بعد رفض صلاحية جميع المتقدمين من التيار، حيث يؤكد حاليًا على دعم المرشحين الإصلاحيين. بحسّب تقرير “مطهره شفيعي”؛ المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
وفي ضوء هذه الأوضاع لم يُعد مقبولًا ارتداء مرشح غير إصلاحي ثوب الاعتدال، بعبارة أبسّط إما دعم المرشح الإصلاحي أو لا…
تغييّر استراتيجية “خاتمي” والإصلاحيين..
تغيّير التوجه؛ ليس وليد اليوم أو الأمس، وإنما كان كبار الإصلاحيين قد وصل قبل مدة إلى قناعة بخطأ دعم مرشح غير إصلاحي، بسبب تداعيات ذلك على “التيار الإصلاحي”.
وفي آيار/مايو الماضي؛ انتشر تسّريب صوتي للسيد “محمد خاتمي”؛ وفيه إشارة إلى هذا الموضوع. وينطوي هذا التسّريب على ملاحظات هامة تتعلق بعدم مشاركة رئيس حكومة الإصلاح في الانتخابات البرلمانية آذار/مارس 2024م؛ حيث انتقد النهج السابق لـ”التيار الإصلاحي” في الانتخابات، وتطرق للحديث عن تغيّر الأوضاع على مدار العقد الأخير.
وتكلم عن نوع من: “التحول الانتخابي”، وانتقد رفض صلاحية المرشحين الإصلاحيين، وتساءل: هل يجب أن نعمل لصالح المعارضون للانتخابات ؟.. من ثم فإن رؤى “خاتمي” الأخيرة جديرة بالتأمل؛ حيث قاطع للمرة الأولى الانتخابات البرلمانية في دورتها الثانية عشر.
وهو زعيم “التيار الإصلاحي”، ومن الطبيعي أن يسّري تغييّر زواية رؤيته للأجواء الانتخابية على جميع أعضاء وفصائل هذا التيار.
لقد أثيت “خاتمي”؛ غير مرة، أنه لن يقوم بأي إجراء يتعارض والمصالح الوطنية، وأن شرف الدولة ورضا الشعب على رأس أولوياته. لكن الآن يبدو أنه يرفض دعم أي مرشح خارج دائرة الإصلاحيين. وهو ما أوضحه “محمد علي أبطحي”؛ نائب رئيس حكومة الإصلاح، بقوله: “لقد اتخذ الإصلاحيون قرار المشاركة في الانتخابات المقبلة، وقرورا في ضوء تجربة دعم الرئيس (حسن روحاني) عدم دعم أي مرشح غير إصلاحي، بالنظر إلى ما تسبب فيه (روحاني) من أضرار بالغة للتيار الإصلاحي”.
“إسحاق جهانجيري” إصلاحي..
أجمع الإصلاحيون؛ كما يبدو، على دعم “إسحاق جهانجيري”، في انتخابات رئاسة الجمهورية، باعتباره إصلاحي سّعى خلال سنوات إلى تقديم نفسه خارج هذه الدائرة، وتقديم نفسه ضمن حوزة الاعتدال، لكنه بذكائه لم يقع أسّير لعبة معارضي الإصلاح السياسية، ويتضح ذلك من خلال إجابته في يوم تسّجيل اسمه على قوائم المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة، حول ما إذا كانت حكومته هى حكومة “روحاني” الثالثة، بقوله: “أنا إسحاق جهانجيري”.
شروط “خاتمي” للانتخابات..
بالأمس؛ أصدر السيد “محمد خاتمي”، بيانًا يؤكد أنه سيخوض الانتخابات عن “التيار الإصلاحي”؛ حال الحصول على صلاحية “مجلس صيانة الدستور”.
وكما أسّلفنا فقد اسّتبعد حتى احتمال دعم مرشح من خارج دائرة الإصلاح، ومما جاء في البيان: “لطالما قلت وأقول إن استقرار منظومة (الديمقراطية)؛ باعتباره مطلب الشعب الإيراني والممر إلى مستقبل أفضل، ممكن عبر طريق الانتخابات، في حال كانت تنافسّية بالفعل. ومازالنا بعيدين عن انتخابات مثالية. لكن بالنظر إلى الظروف الداخلية والخارجية والمحيطة بنا، قد يكون من المبرر المشاركة في الانتخابات، حتى لو لم تكن ظروف الانتخابات مواتية تمامًا. وكنت ومازالت أعتقد بضرورة الوقوف دائمًا إلى جانب الشعب ومع الشعب، وسوف أشارك مع التأكيد على استراتيجية الإصلاح الانتخابية، في الانتخابات حال تحقق مقترح جبهة الإصلاح”.
وعن الشروط الواجب توافرها في المُّرشح المطلوب، أكد ضرورة التزامه بالإصلاح والتحول عقيدة وعملاً؛ وأن يسّعى إلى الإصلاح في كافة المجالات الهيكلية والمنهجية، كما يمتلك الفهم الصحيح للتطورات الاجتماعية، وخاصة احتياجات النساء والشباب والطبقة الوسُّطى والدُنيا من المجتمع، وخاصة الفئات الأقل حظًا، ومنع تراجع رأس المال الاقتصادي والاجتماعي والبشري، الذي يضُعف للأسف يومًا بعد آخر، وأن يعمل على تهيئة المجال للحكمة والتوقف عن الحماقة في جميع الأمور والمستويات، لا سيما الاعتماد على القوى الخبيرة، والعالمة، والمحترفة.
واختتم البيان بالقول: “آمل من الجميع، وخاصة المسؤولين والقائمين على الانتخابات، تهيئة أجواء انتخابية من خلال الفهم الدقيق للوضع الحسّاس الحالي في البلاد، وأيضًا عمق الاستياء الشعبي؛ بحيث يمكن لكل التيارات والفصائل المختلفة رؤية مرشحها الذي تتطلع إليه في المشهد. إن شاء الله”.