وكالات- كتابات:
في مقابلة مع وسائل إعلام تركية؛ قبل يومين، كشف رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، عن دور تلعبه “بغداد”: لـ”تأسيس أرضية مشتركة” بين “أنقرة” و”دمشق”، غير أن هذا التحرك ليس منفصلًا عن الاتفاق “العراقي-التركي”، الذي من المفترض أن يتم وفق مضمونه: “تنظيف” مناطق في “إقليم كُردستان” من تواجد حزب (العمال الكُردستاني) بموافقة ومساعدة “بغداد”.
“السوداني”؛ قال في حديثه لوسائل إعلام تركية، أنه على اتصال مع الرئيس السوري؛ “بشار الأسد”، وكذلك الرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، بشأن جهود المصالحة، مضيفًا: “إن شاء الله، سنرى بعض الخطوات في هذا الصّدد قريبًا”.
بعد فشل الوساطة الروسية..
ودعمت “تركيا”؛ جماعات المعارضة السورية المسُّلحة لإسّقاط “الأسد”، قبل أن يتراجع “إردوغان” ويُعلن؛ في 2022، أن الإطاحة بـ”الأسد” لم تُّعد على جدول أعماله في “سورية”، وسبق أن فشلت وسّاطة روسية لإعادة العلاقة بين البلدين.
إلا أن النجاح المحتمل لـ”العراق”؛ في هذا الأمر، يأتي مع وجود مصلحة مشتركة بين “تركيا” و”سورية”، والمتمثلة بإنهاء تواجد قوات (قسد)، الكُردية المّدعومة من “الولايات المتحدة الأميركية”.
“قسد” تهدد الأمن القومي العراقي..
“السوداني”؛ وفي خضم حديثه، قال إن: “مصادر التهديدات الأمنية التي يواجهها العراق وسورية تنبع من المناطق السورية”؛ التي لا تسُّيطر عليها الحكومة السورية”.
ويُفهم من ذلك؛ بحسّب مراقبين، أن هذه العبارة تشمل جميع المناطق سواء بما فيها المناطق التي تسُّيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية”؛ (قسد)، في شرق “سورية”، والمدعومة من “الولايات المتحدة الأميركية”.
مصلحة مشتركة..
وتُعتبر قوات (قسد) الكُردية؛ المدعومة من “واشنطن”، واحدة من أهم المخاوف الأمنية لـ”تركيا”، جنبًا إلى جنب مع قوات حزب (العمال الكُردستاني) المتواجدة في “العراق”، واتسّاقًا مع تصريح “السوداني”، ستكون المصلحة المشتركة تشمل البلدان الثلاث، فإزاحة (قسد) من مناطق شرق “سورية”، يعني عودة سيّطرة الحكومة السورية بالكامل على أراضيها، وكذلك تخلص “تركيا” من واحدة من أكثر المخاطر التي تُهددها المتّمثلة بـ (قسد)، وكذلك حصول “العراق” على حدود مشتركة متصلة مع “دمشق” وليست بعيدة عن سيّطرتها، خصوصًا مع تعبير “السوداني” أن: “المناطق التي لا تسُّيطر عليها الحكومة السورية؛ تُهدد أمن العراق”.
وبينما فشلت “تركيا” بإقناع “واشنطن” بإنهاء تحالفها مع “قوات سورية الديمقراطية”، أدى ذلك إلى تقريب “أنقرة” من “روسيا وإيران”، الداعمين الرئيسيين لنظام “دمشق”.
ورطة “بغداد” !
من هنا؛ يرى مراقبون أن الوسّاطة العراقية، تهدف لاستنّساخ تجربة الاتفاق “العراقي-التركي” بالسماح بتوغل قوات “أنقرة” للقضاء على حزب (العمال الكُردستاني) وإعادة مسّك المناطق من قبل القوات العراقية، فالوسّاطة القادمة ربما تحمل تعاونًا مشتركًا بين “أنقرة” و”دمشق” أيضًا ضد “قوات سورية الديمقراطية”، وبمباركة من “بغداد”، الأمر الذي يدفع المراقبين للتساؤل عما إذا كان هذا المشروع: “سيورط” بغداد في ضرب حلفاء “واشنطن” المتمثلين بـ (قسد).
كما أن (قسد)، هي قوات سبق أن تعاونت مع الجانب العراقي استخباريًا وعسكريًا في ملاحقة عناصر من (داعش)؛ غرب “العراق” وشرق “سورية”، كما أنها تحتفظ في سجونها على العديد من أخطر قادة (داعش)، الأمر الذي يطرح تساؤلات أخرى عما إذا كانت الخطوات العراقية ربما تهدف لتقويض (قسد)، ما سيدفع (قسد) للإنتقام وتسّريب العديد من عناصر (داعش) تجاه “العراق” وعدم بذل الجهد في ملاحقتهم.