لو قارنا بين الام التي فضلها تعالى بقوله (الجنة تحت اقدام الامهات وبين الوطن الذي يحتضن كل المكونات البشرية على اختلاف اعراقها وطوائفها ومكوناتها والى من يجب ان يعطى الولاء اولا اهو الى العائلة ام الى البلد؟، وهل الوطنية قميص يلبس في مكان وزمان محدد ام هي ككريات الدم الحمر والبيض تجري في شرايين الجسم؟
سمعنا الكثير وقرأنا أكثر عن الوطنية والمواطنة وكم هي الانظمة التي قامت بخياطة ثياب الوطنية لكي تتناسب مع اهداف هذا الحزب او ذاك التكتل واهدرت المال لتصوغ المناهج الدراسية لتصببها بأدمغة يافعيها من اول مراحل الدراسة ليطبقوا المثل القائل ((التعليم بالصغر كالنقش على الحجر))؛
ولم يأخذوا بالاعتبار بقية المفاهيم والمبادئ وضربوها بعرض الحائط كما وطوعوا امور الحياة لخدمة المصالح الشخصية والفئوية وأهمل الانسان البسيط الذي أصبح يخدع ويرى الابيض اسود والاسود ابيض والتلاعب بقوت حياته البسيطة لجعله يلهث وراء رغيف خبز اطفاله ويا ليته يحصل على ابسط سبل العيش والحياة الكريمة وهوة وسط بلده هذا البلد الذي حينما يتعرض لازمات يفتعلها بعض الساسة.
ترى هذا الانسان البسيط والمحروم من ابسط حقوقه في وجه المدفع واول من يرمى به في محرقة الاحتقان وساحة النار دون التفكير بمصيره او مصير عائلته.
هذه الطبقة المظلومة والرازحة تحت خط الفقر المتقع لسنين بل ولأجيال ولا تجد من يهتم لشؤنها ويرعى مصالحها رغم انها الخزان الذي لا ينضب من المواهب والطاقات وهي المحرك الفعلي لاقتصاد البلد ودخله القومي والتقصير بحق هذه الطبقة جريمة تطال كل الشرائح لأنها سلسلة مترابطة ومتجانسة ونحن نرى عكس ذلك فكم انت مظلوم ايها المواطن الفقير ومستضعف لدرجة الاستهانة وسلب الحقوق بدم بارد في هذا البلد الذي لم يتذوق ابنائه حلاوة خيراته ولم تطبق ابسط الحقوق وادنى الواجبات بل رأينا روتين فئوي من تقاسم كعكة السلطة وعدم السير.
من هنا نجد ان الوطنية هي صميم ديمقراطية الشعوب، والتي نجد أن تطبيقاتها وأن اختلفت في تهدف الى شيء واحد، وهو الحفاظ على روح الإنسانية وحريتها.
مما تقدم في العراق لم ولن يختلف الامر، بل أصبحت الوطنية المعيار الاساس للإخلاص وان تلكأت في كثير من المجالات بسبب التصرفات اللامسوؤلة من قبل المسؤولين، وأخطائهم بحق المواطنين والمظلومية التي تعرض لها الفرد وبالتالي الوطنية.
ما أشير اليه اليوم هو الفرصة الحقيقية لتجديد والحفاظ على الوطنية من خلال الانتخابات، قد تبدوا بعيدة بعض الشيء لأول وهلة لكنها، من اهم الخطوات التي تجدد ثقة الانسان بوطنيته وتجدد ثقة المواطن بمواطنته، عندما تتحقق جميع مطالبه المشروعة ويشعر بمسؤوليته الحقة، هذا هو جوهرها والقادم أفضل أن عملنا على التصحيح والتغيير.