خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
انتخاب الهيئة الرئاسية للبرلمان الثاني عشر، ينطوي رُغم انعدام المفاجآت، على عدة رسائل هامة؛ بحسّب تقرير “پژمان تهوري”، المنشور بموقع (إيران واير)، أهمها:
01– الراديكاليون أقلية..
نتائج انتخاب الهيئة الرئاسية للبرلمان؛ تعكس قلة الرادايكاليين والمتشّددين من (التيار الأصولي)، على عكس الدعاية الواسعة التي رّوج لها أعضاء جبهة (پايداري) والحديث عن الفوز الحاسم في الانتخابات البرلمانية بدورتها الثانية عشر.
ولم يفشلوا فقط في الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان، وإنما اتضح أنهم أقلية بلا تأثير في البرلمان الثاني عشر؛ حيث حصل “مجتبى ذو النوري”؛ النائب عن “قم” والمنافس المتشّدد على مقعد رئيس البرلمان، على عدد: (60) صوتًا فقط، وحصل “حميد رسايي”؛ منافس الجبهة على مقعد نائب رئيس البرلمان على: (36) صوتًا فقط، وهو ما يُّثبت أن هذه الشخصيات ستكون بلا تأثير في البرلمان الثاني عشر، ولا يجب اعتبار أصواتهم العالية مؤشرًا على القوة والنفوذ.
02– بالكاد فاز الراديكاليون..
فشل الطيف المتشُّدد والراديكالي داخل (التيار الأصولي) في كسّب الأغلبية بالبرلمان الثاني عشر، يوحي بافتقارهم للقاعدة الشعبية، وأن مستوى الإقبال على صناديق الاقتراع المرتفع نسبيًا، لم يؤهلهم حتى لعضوية البرلمان.
وحتى “مجتبی ذوالنوری”، و”قاسم روانبخش”، و”حمید رسایی”، و”مرتضی آقاتهراني”، و”مهدي کوچکزاده”، و”بیژن نوباوه”، و”کامران غضنفري”، و”أمیر حسین بانکیپور”، و”نصرالله پژمانفر”؛ وسائر نواب جبهة (پايداري)، فازوا في المدن الرئيسة؛ حيث تدني مستوى الإقبال، وفي الحقيقة بالكاد فاز الراديكاليون.
وقد كانت مقاطعة الانتخابات أفضل هدية لجبهة (پايداري)؛ حيث تستطيع أن ترى فوزها بالانتخابات في ظل غياب المصوتين.
03- البرلمان مكان للمسّاومة وتبادل المكاسب..
ميزة البرلمان عدم اختلاف صوت النائب عن “طهران” عن أصوات غيره من أصغر الدوائر الانتخابية الأخرى، لذلك تتُّيح نسّب الأصوات العالية للكتل القوية القدرة على المسّاومة.
وفي إطار المنافسات على انتخاب الهيئة الرئاسية للبرلمان الثاني عشر، لم تحصل النائبات: “سمیة رفیعي” و”سارا فلاحي” و”زینت قیصري”، المتقدمات على أصوات.
وبغض النظر عن انعدام ثقة التيارات السياسية في النساء، فالسبب الرئيس وراء هذه الهزيمة هو عدم قدرة هؤلاء النساء على المسّاومة بسبب ضعف الأعداد داخل البرلمان.
ولو أن كتلة المستقلين؛ (المكونة من نواب عن تيارات الإصلاح والاعتدال)، تمكنت من الحصول على مقعد هام في الهيئة الرئاسية للبرلمان، فقد حصلت على هذا الامتياز لقاء التصّويت لصالح “قاليباف”.
بعبارة أخرى؛ تمكن النائب “غلام رضا نوری قزلچه”؛ النائب الإصلاحي عن دائرة (بستان آباد)، من شق طريقه للهيئة الرئاسية للبرلمان، اعتمادًا على قدرة كتلة المستقلين على المسّاومة.
04- التشّكيك في إحصاء الأصوات..
إعلان نتيجة انتخاب نواب رئيس البرلمان، كشف عن عملية تبديل الأصوات بسّهولة؛ حيث شكك بعض النواب في تعداد أصوات نواب رئيس البرلمان، وطالبوا بإعادة فرز الأصوات.
ورغم أن نتائج عملية إعادة فرز الأصوات لم تؤدي إلى تغيّر نواب الرئيس، لكن انخفضت أصوات الفائزين بالمنصب بشكلٍ ملحوظ بل يمكن القول بشكل مثير للدهشة.
وبعد إعادة فرز الأصوات اتضح تراجع عدد أصوات “حميد رضا حاجي بابايس”؛ النائب الأول إلى: (154) بدلًا من: (175) صوت، وانخفضت أصوات “علي نيك زاد”؛ النائب الثاني من: (169) إلى: (142) صوت.
05- لائحة الحجاب ومشروع فلترة الإنترنت..
بذل البرلمان الحادي عشر جهودًا مضنية للتصديق على لائحة الحجاب ومشروع فلترة الإنترنت، لكن باءت هذه الجهود بالفشل. ومن خلال نتائج انتخابات الهيئة الرئاسية البرلمانية، ووضوح وزن وثقل الكتل السياسية في البرلمان الثاني عشر، يمكن افتراض عدم تمرير المشروعين.
ومن المسّتبعد أن يتمكن الراديكاليون، من استكمال أعمالهم غير المنتهية في البرلمان الثاني عشر ذو الأغلبية المعتدلة.
في السيّاق ذاته، فإن تغير الحكومة واحتمال فوز مرشح معتدل، قد يُساعد في تلطيف الأجواء البرلمانية ويهمش الراديكاليين.
على كل حال يمكن خلال الأيام والأسابيع المقبلة تقديم تصور أكثر دقة عن توجهات البرلمان الثاني عشر والوزن الحقيقي للكتل السياسية، والحكم بشكل أكثر دقة على مخرجات هذا البرلمان. لكن هذا البرلمان أثبت كخطوة أولى انفصاله عن حملة الدعاية الواسعة التي حدثت، وأن وجود أقلية متشددة وراديكالية لا يمكن أن يكون معيار جيد للتحيز ضد البرلمان الثاني عشر.