وكالات- كتابات:
وجّه المرشد الإيراني؛ “علي خامنئي”، اليوم الخميس، رسالة إلى الشباب والطلاب الجامعيين في “الولايات المتحدة”؛ الذين نزلوا إلى الميدان: “للدفاع عن أطفال غزة ونسائها”.
وقال “خامنئي”؛ في رسالته التي نشرها موقعه الإلكتروني الخاص: “أكتب هذه الرسالة للشباب الذين حثتّهم ضمائرهم الحيّة على الدفاع عن نساء غزة وأطفالها المظلومين”، مخاطبًا إيّاهم بالقول: “أيها الشباب الجامعيون الأعزاء في الوِلايات المتحدة الأميركية ! إنها رسالة تعاطفنا وتآزرنا معكم. لقد وقفتم الآنَ في الجهة الصحيحة من التاريخ، الذي يطوي صفحاته”.
وأضاف: “أنتم تُشكلون الآن جزءًا من جبهة المقاومة، وقد شرعتم بنضالٍ شريف تحت ضغوط حكومتِكم القاسية، التي تُجاهر بِدفاعها عن الكيانِ الصهيونيِ الغاصب وعديم الرحمة”.
وأشار “خامنئي”، إلى أن: “جبهة المقاومة العظيمة تُكافح منذ سنين، في نقطة بعيدة (عنكم)، بالإدراك نفسه وبالمشاعر ذاتها التي تعيشونها الآن. والهدف من هذا الكفاح هو وقف الظلم الفاضح الذي ألحقته شبكة إرهابية عديمة الرحمة تُدعى الصهيونية بالشعب الفلسطيني، منذ أعوام خلت، ومارسّت بِحقه أقسّى الضغوط وأنواع الاضطهاد بعد أن احتلّت بلاده”.
ولفت “خامنئي” إلى أن: “الإبادة الجماعية التي يرتكبها اليوم نظام الفصل العنصري الصهيوني، هي استمرار لسلوكه الظالم جدًا خلال العقود الماضية”، مشددًا على أن: “فلسطين أرضٍ مستقلة ذات تاريخ عَريق، وشعب يجمع المسلمين والمسيحيين واليهود”.
ورأى “خامنئي”؛ أن: “رأسماليي الشبكة الصهيونية أدخلوا بعد الحرب العالمية الأولى، وبدعم من الحكومة البريطانية، عدةَ آلافٍ من الإرهابيين إلى هذه الأرض على نحو تدريجي، وهاجموا مدنها وقراها، وقتلوا عشرات الآلاف أو هجروهم إلى دول الجوار، وسّلبوهم البيوت والأسواق والمزارع، ثم أسّسوا في أرضِ فلسطين المُغتصبة كيانًا يُدعى (إسرائيل)”.
وشّدد على أن: “أكبر داعم لهذا الكيان الغاصب، بعد المساعدات البريطانية الأولى، هو حكومة الولايات المتحدة الأميركية التي ما زالت تُقدم مختلف أنواع الدعم السياسي والاقتصادي والتسّليحي لذاك الكيان بنحو متواصل، كما أنها بمجازفتها التي لا تُغتفر، أشرعت الطريق أمامه لإنتاج السلاحِ النووي وأعانته في هذا المسّار”.
وقال أيضًا في رسالته، إن: “الكيان الصهيوني، منذ اليوم الأول، انتهج سياسة القبضة الحديدية في تعاطيه مع شعب فِلسطين الأعزل، وضاعف، يومًا بعد يوم، قسّوته واغتيالاته وقمعه، من دون الإكتراث لكل القيّم الوجدانية والإنسانية والدينية”.
وذكّر، أن: “الحكومة الأميركيةَ وشركاءها امتنعوا حتى عن إبداء استيائهم، ولو لمرة واحدة، إزاء إرهاب الدولة هذا، والظلم المتواصل. واليوم أيضًا، إن بعض تصريحات حكومة الولايات المتحدة حَول الجريمة المروعة في غزة، هي نفاق ليس إلا”.
وأشار إلى أن: “جبهة المقاومة انبثقت من قلب هذه الأجواء المظلمة، التي يُخيّم عليها اليأس، وعزز رفعتها وقوتها تأسيس حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران”.
وتابع قائلاً: “لقد قدم قادة الصهيونية الدولية، الذين يسّتحوذون على معظم المؤسسات الإعلامية في أميركا وأوروبا أو يُخضعونها لنفوذ أموالهم والرشّا، هذه المقاومة الإنسانية والشجاعة على أنها إرهاب؛ فهل الشعب الذي يُدافع عن نفسِه في أرضه أمام جرائم المحتلين الصهاينة إرهابي ؟! وهل يُعد الدعم الإنساني لهذا الشعب وتعضيد أذرعه دعما للإرهاب ؟!”.
وقال أيضًا؛ إن: “قادة الغطرسة العالمية لا يرحمون حتى المفاهيمَ الإنسانية ! إنهم يقدمون الكيان الإسرائيلي الإرهابي العديم الرحمة مدافعًا عن النفس، وينعتون مقاومة فلسطين، التي تدافع عن حريتها وأمنها وحقها في تقريرِ مصيرها، بالإرهاب”.
وطمأن الشباب الأميركي بالقول: “أود أن أطمئنكم بأن الأوضاعَ في طور التغييّر اليوم، وأن أمام منطقة غربي آسيا الحسّاسة مصيرًا آخر. لقد صّحت ضمائر كثيرة على مستوى العالم، فالحقيقة في طور الظهور”، معتبرًا أن: “جبهة المقاومة باتت قوية، وستغدو أكثر قوة، وأن التاريخ يطوي صفحاته أيضًا”.
وأشار إلى أن عشرات الجامعات في “الولايات المتحدة”، نهضّت والناس في سّائر الدول أيضًا، منوهًا إلى أن: “مؤازرة أساتذة الجامعات ومسّاندتهم لكم، أيها الطلاب، حدث مهم ومؤثر، يمكن له أن يُريح أنفسكم بعض الشيء إزاء سلوك الحكومة (البوليسي) الفظ، والضغوط التي تُمارسّها بحقكم. أنا أيضًا أشعر بالتعاطف معكم، أيها الشباب، وأُثمّن صمودكم.