19 ديسمبر، 2024 12:26 ص

نتنياهو … ومديات الذكاء السياسي !

نتنياهو … ومديات الذكاء السياسي !

بدءاً وبشكلٍ عابر , لابدّ من الإقرار أنّ الذكاء هو مفهومٌ نسبيّ , كما له جانبين او صنفين : ” الإيجابي والسلبي ” , أمّا الأخير ” وكمثالٍ متواضع ومبسّط ” فيتمثّل في جانبٍ منه في < إستخدام العصابات اللصوصية لتقنيّاتٍ متقدمة ومعقّدة في فكّ وتفكيك شفرات خزائن البنوك المحمية الكترونياً ونهبها , بجانب التخلّص والنجاة من اجراءات واجهزة الأنذار والتعقّب من البوليس ورجال الأمن في المتابعة > .. الى ذلك فهنالك صنفٌ آخرٌ في ” السيكولوجيا – السوسيولوجية ” بما يجمع بين هذين الصنفين وبدرجاتٍ متفاوتة ومتقلّبة .! حيث يمرّ المرء ” او بعضه ” في حالاتٍ يتصرّف فيها بمواقفٍ آنيّةٍ شديدة الذكاء , وبأخرى مناقضة وعكسية بالكامل والمطلق بفعل عوامل من التقلبات والضغوط والتوترات النفسية .

الى أيٍّ من هذه الصنوف ينتسب بنيامين نتنياهو .؟ والذي نجح بالفوز برئاسة الوزراء بثلاثِ دوراتٍ انتخابية , لم تكن جميعها نزيهة او بريئة ! وفق المصادر وبعض وسائل اعلامٍ اسرائيلية , وكلّ ما مضى بهذا الشأن قد انقضى وكأنّه لم يكن مجازاً .! , لكنّه منذ السابع من شهر اكتوبر للسنة الماضية او بعده بأسابيعٍ قلائلٍ , كانَ وبانَ الخلل والإختلال في التوازن الفكري والسياسي بعد ادراكه المسبق ( من الزاوية العسكرية على الأقل وكضابط سابق برتبة مقدّم في الجيش الأسرائيلي ) بعدم امكانية او استحالة القضاء على القيادة العسكرية العليا لحماس التي تصول وتجول في شبكة الأنفاق تحت الأرض وتوجّه الصواريخ على ايّ نقطةٍ تختارها في تل ابيب وسواها .   لم يكن من خيارٍ متاح لنتنياهو سوى الإيغال في اجتياح كلّ مدن القطّاع وايقاع اكبر الخسائر بفلسطينيي مدن القطّاع , مهما بلغت خسائر القتلى والدبابات والمعدات للجيش الأسرائيلي .. العنصر الستراتيجي في التأثير على التوازن – اللامتوازن في سلوكية نتنياهو هو المعارضة الأحتجاجية له من القوى والأحزاب السياسية البارزة لسياسته , ومع ما يرافقها من تظاهرات عوائل الرهائن المرتهنين لدى حماس , وهذا ما صارَ مكرّرا ولعلّه مُمِلاً في الإعلام … بنيامين نتنياهو يمرّ في حالةٍ من التيه الفكري والنفسي وكأنه يراهن على اضغاثٍ أساسها اطالة مدة الحرب لشهورٍ أخرياتٍ في هذه البقعة الجغرافية الضيقة والمحدودة .! , من زاويةٍ اخرى وبعيدة يدرك رئيس الوزراء هذا أنّه قد شذَ عن نصوص ” التوراة والمزامير ” اليهودية بما فيها المزيّفة عن الكتاب اليهودي المقدّس – المفترض .! , وعبرَ هذه الزاوية الدينية وقداستها , فلم يعد نتنياهو يكترث لأيّ مقعدٍ وثيرٍ ينتظره او يستقبله في جهنّم , وهو على علمٍ مسبقٍ بذلك .! , لكنّه يفتقد الجرأة والشجاعة ” الآنيّة ” لشجاعة الإنتحار للتخلّص والخلاص ممّا يلّمُ به من كلّ زاوية , ولعلّ الأنكى أنه قد يستبعد ” الى حدٍ ما ” اعادة عملية اغتيال اسحق رابين – رئيس الوزراء الذي سبقه , وبرصاصاتٍ يهوديةٍ من يهوديٍ متطرّف .!