شوهد وهو متأنقا ويلبس من الحلل احلاها، وهذا الامر على غير عادته، فسأله احدهم، ماهذه الحلل، وماهذا الهندام، فرد : هكذا يلبس صهر السطان، فسأله وهو يعرفه فقيرا مدقعا، ومتى صاهرت السلطان؟ فقال: نويت ان اصاهره وقد حققت نصف الامر، فانا وامي وابي موافقون، ولم يبق سوى موافقة السلطان وابنته وزوجته، وهذا هو حال مرشحينا للانتخابات المقبلة، فهم واهلوهم قد وافقوا ان يصبحوا نوابا، ولم تبق الا موافقة الشعب، وانا يملكني العجب لثقة هؤلاء بانفسهم، فهي ثقة فارغة، بعض المرشحين لايملك تاريخا سياسيا، ولم يكن ناشطا خلال الفترة الماضية، ومنهم من كان مصلحا للاطارات والآخر كان حلاقا، وهذا ليس انتقاصا، فاي مهنة شريفة تعكس شرف صاحبها ومكافحته، لكنه التخصص، لاننا وبكل تأكيد اذا مانجح هؤلاء وخدمهم الحظ سنرزح تحت عناء اربع سنوات مجدبات، وهذا بسبب ربما تمسكنا بالعشائرية، ففلان من فلان عشيرة، وعلى عشيرته ان تنتخبه بلا اي منجز او عمل يسطع فوق هامته، سوى انه انتمى الى الحزب الفلاني او الكتلة الفلانية، انا اعرف اشخاصا خاملين مذ كنا صغارا، واستمروا على خمولهم، لم يتمتع احدهم بتحصيل دراسي، وقد هرعوا الى الدراسة عندما اصبحت الشهادة بفلسين.
لسنا بصدد تسقيط البعض، ولكننا نحلم ب328 نائبا هم من خيرة ابناء هذا الوطن، وعندما يترشح فلان العلاني وهو شيخ جامع، او شيخ عشيرة، او رياضي وربما مطرب، فهذا لايعني اننا بخير مع هذه التجربة، نحتاج الى كفاءات سياسية، تفهم لعبة الديمقراطية فهما حقيقيا، وتستطيع ان تناور باتجاه منفعة وخير البلد، اذا ماحظيت بمركز مهم في هذه العملية المعقدة، لانحتاج الى ربطات عنق وبدلات ولانحتاج الى مرشحات جميلات تعقد لهن الامسيات لاختيار اجمل مرشحة، وانما نحتاج الى مرشح مخلص يملك رؤية حقيقية لما يحيط بهذا البلد من غموض، وماتتقاسمه من اهواء طائفية وعرقية، وما آلت اليه الاحوال من انقسامات شملت الطائفة الواحدة، نحتاج الى عقول تستطيع ترتيب خارطة العراق باتجاه الوطن، ولاضير ان بقي شيوخ العشائر في مضايفهم، وبقي السادة وشيوخ الدين في جوامعهم وحسينياتهم، عندها يمكنهم تقديم خدمات افضل مما يقدمونه في مجلس النواب، ويحكى في هذا ان احدهم جاء الى الاصمعي فقال له: توفي احد اقاربي ولم يكن له عمل جيد في حياته، فقال له الاصمعي، ولد صالح يدعو له، فرد الرجل ليس لديه ولد، فقال الاصمعي: فعلم ينتفع به، فرد الرجل: ليس عنده علم، فقال الاصمعي: فصدقة جارية، فرد الرجل: ليس له صدقة جارية ، فقال الاصمعي: فمسجد انشأه يدعى به اليه، فرد الرجل: ولا هذا ايضا، فقال الاصمعي: فصاعقة تضربه وتريح الخلق من شره، ونحن ايضا نقول للمرشح علم ونضال وتاريخ سياسي، وظهور في المحافل العامة، ونشاط غير طبيعي استطاع ان يعرف الناس به، او شهادة عليا يستطيع من خلالها ان يبرمج خدماته للشعب، فان كان لايملك هذه المقومات فصاعقة تضربه وتريح الخلق من شره، واذا ماكان هو واهله موافقون ان يصبح نائبا او نائبة في البرلمان، فهذا لايعني انه سيفوز بثقة الشعب، لكن جل خوفنا ان تكون الانتخابات على اساس الطائفة والدين والمذهب والعشيرة، عندها سيفوز مثل هؤلاء وسنحظى بالتخلف والتكتلات، وستكون موازنة عام 2015 اردأ من موازنة عام 2014 ، وسيكون رئيس مجلس النواب اكثر طائفية ولايخشى ان يصرح باسم طائفته ولايخشى بهذا لومة لائم، وسيكون رئيس الوزراء اكثر غموضا وانغلاقا، كل هذا سيجري علينا لان الاخ موافق ان يتزوج ابنة السلطان هو وامه وابوه، ولم يبق الا الفتاة وامها وابوها، ليصبح صهر السلطان.