18 ديسمبر، 2024 11:16 م

أرق في تل ابيب .!

أرق في تل ابيب .!

رائد عمر
هنالك دراية مسبقة محسوسة وملموسة بأنّ الغالبية العظمى من القرّاء والقارئات عل ادراكٍ مسبق بما تتضمّنه معظم فحوى العنوان اعلاه .. حيثُ أنّ اسباب هذه الأرق المنبعثة من عنصر القلق المتدفّق , انّما تعود الى صدمة اصطدام صواريخ كتائب القسّام على مراكز واهداف مختارة في تل ابيب يوم اوّل امس … الضربة الفلسطينية الجديدة كانت مباغِتة ومفاجئة لكلّ من يتواجد في تل ابيب وضواحيها وربما لمدنٍ قريبةٍ اخرى , بدءاً من رئيس وزرائهم ومرورا بأجهزة الأستخبارات والأمن , وانعطافاً نحو قيادات الجيش والأحزاب السياسية المعارضة والموالية .

امتصاص الضربة الصاروخية ” من الزاوية الفنية او التقنية ” كان لابد ان ينتهي خلال ساعةٍ او نحوها من انفجار الصواريخ , حيث يغدو الترقّب بأعلى درجاته من احتمالات هطول صواريخٍ أخرياتٍ تنتظر دَورها .!

انّما لماذا هذا الأرق الذي في حالةِ ديمومةٍ باقية لغاية الآن .؟! والى أجلٍ يبدو قريباً ” وفق استقراءاتٍ عسكرية واخرى سياسية الى حدٍ ما .!

نشير وربما نعيد التأشير من زاويةٍ ما , أنّ المكان او الموقع الذي انطلقت من صواريخ ” القسّام ” كان على بُعد مسافة 800 متر فقط عن منطقة تواجد الوحدات العسكرية الأسرائيلية , والتي دخلت من الجزء الجنوبي – الشرقي لغزّة منذ بضعة ايامٍ , اطلاق هذه الصواريخ من هذه المسافة قد يشكّل بُعداً دراميا سيكولوجيا – خفيفاً ! للوهلة الأولى , إذ جليّاً يتّضح أنّ قيادة حماس احتفظت بأمكنة سريّة ومخفية ضمن ممرّات شبكة الأنفاق لقواعد ومنصّات صواريخها في مناطقٍ متفرّقة وبعيدة عن شمال حدود غزة مع العدوّ منذ قبل بدء المعركة , وحيث بلغت الأمور ما بلغته لتصل الى توغّل الجيش الأسرائيلي الى تطويق وشبه احاطة عسكرية لمحور فيلادلفيا والسيطرة على معبر رفح الملاصق للحدود المصرية , وتحسّباً استباقياً من القيادة الميدانية لكتائب القسّام , وربما من القيادة العسكرية العليا لحركة حماس , من احتمالاتٍ واردة لتوصّل جند الصهاينة الى هذا ” الموقع الصاروخي المخفي بمهارة ” , فآثروا التخلّص من هذه الصواريخ ومنصاتها وملحقاتها التقنية , عبر توجيهها واطلاقها على تل ابيب وفق إحداثياتٍ دقيقةٍ مُثبّتة على الخرائط منذ بدء المعركة في يوم 7 اكتوبر من السنة الماضية , وربما قبل بدئها على اغلب الظن .!

الأرق الإسرائيلي ” المشروع ” الذي قد يتصبّب بقَطَرات العرق ” < والتي قد لا توقفها ولا تُهدّئها كؤؤوس العَرَق .! > , فمؤدّاه الإفتراض الستراتيجي – المخابراتي او الأمني من وجود قواعد صواريخٍ مخفيةٍ اخرى في امكنةٍ من جنوب غزّة ” كإحتياطٍ ستراتيجي لتطوّرات المعركة والى ما وصلت اليه , وهذا ما أدّى الى توقّفٍ تكتيكي لتقّدم القوات البرية الإسرائيلية لإعادة الحسابات التعبويّة في خطط الحركة , وهذا ما قاد ايضا للجوءٍ مزدوج عبر القصف العشوائي – الممنهج لمخيمات اللاجئين الآمنة , والى تكرار او اعادة تكرار العودة الى مفاوضات الوساطة مع مصر وقَطر لبحث مسألة الإفراج عن الرهائن , كنوع او صنفٍ من وسائل التخدير النفسي – السوسيولوجي – السياسي , لإطالة واستطالة أمد الحرب , وربما الى حين موعد الأنتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين 2 – نوفمبر الفادم .

الى ذلك وبإشارة الى اصطلاح ” وحدة الساحات ” الذي انبثق في بداية الحرب , ولمواكبة دموية وبربرية القيادة الأسرائيلية لممارسة التقتيل الجمعي المضاعف , فجَبهات المقاومة الأخرى من الحوثيين وحزب الله اللبناني بجانب الفصائل العراقية , قد تغدو مرشّحةً للغاية في تصعيد – التصعيد من الجانب النوعي على الأقل وغير المسبوق .!

بَقِيَتْ الملاحظة الملحوظة دوماً أنّ القيادة الإسرائيلية تكّتمت ” كالعادة ” على عديد خسائرها في الأرواح والمعدّات والأهداف التي طالتها هذه الصواريخ المباغِتة .