18 نوفمبر، 2024 1:41 ص
Search
Close this search box.

شعبية المالكي بنظر الباحث الأمريكي مايكل روبن والكاتب

شعبية المالكي بنظر الباحث الأمريكي مايكل روبن والكاتب

قبل شهر تماما كنت قد كتبت مقالا تحت عنوان ( إلى هايدة العامري … المالكي عائد لرئاسة الحكومة القادمة ) , قلت فيه ( إنّ اتجاهات الشارع الشيعي تؤكد سيطرة نوري المالكي على كامل مجريات العملية الانتخابية , ولا زال ائتلافه هو القوة الأبرز على الساحة السياسية الشيعية ) , وقلت أيضا ( ومما ساعد المالكي على هذا التفوق الواضح هو موقف خصوم المالكي الانتهازي واللامسؤول من قضيتي الإرهاب ونفط إقليم كردستان المسروق ) , وقلت أيضا ( فالماللكي يا هايدة العامري عائد للحكومة القادمة بسبب تأييد الشارع الشيعي لمواقفه الثابتة والقوية وقدرته العالية على إدارة الأزمات , وهزالة وتفاهة خصومه السياسيين ) , وتنبأت في هذا المقال أن يتجاوز ائتلاف دولة القانون حاجز المائة وعشرون مقعدا في هذه الانتخابات , وربّما لم يجرأ أحد من السياسيين أو المتابعين للشأن السياسي العراقي أن يتنبأ بهذا العدد من المقاعد لائتلاف دولة القانون , فكل المؤشرات تؤكد فوز ائتلاف المالكي الساحق في هذه الانتخابات .
لكنّ الذي دعاني لكتابة مقالة اليوم , هو المقال الذي نشره الخبير والباحث في معهد أمريكان إنتربرايز والمستشار السابق في وزارة الدفاع الأمريكية مايكل روبن , والذي قال فيه ( إنّ شعبية المالكي في تزايد والعراقيون قد تعبوا من العنف السياسي الذي لا معنى له , مؤكدا أنّ الشعب العراقي بغالبيته يؤيد سياسة المالكي في سعيه لتثبيت سلطة القانون , وهذا يدّلل بشكل واضح أنّ الحالمين في السلطة قد تخيب ظنونهم مجددا مهما قاموا بظهورهم الإعلامي أو التحشيد التسقيطي أو الاتكاء على الخزانات العربية والارتماء في أحضانها ) .
وهذا مما يؤكد صحة استنتاجاتنا لما يدور في الساحة السياسية العراقية , فما قاله الباحث الأمريكي مايكل روبن , أكدّناه مرارا وتكرارا في مقالاتنا السابقة , والحقيقة أنّ هذه الرؤية لاتجاهات الشارع العراقي قبيل الانتخابات , قائمة على رؤية واقعية وعلمية لأداء كل الفرقاء السياسيين , فخصوم المالكي قد اعتمدوا فقط على سياسة التسقيط الساذجة واختلاق الأكاذيب , وهذه السياسة إذا لم يتم حبكها بشكل مقنع , فإنّ نتائجها ستكون معاكسة تماما , وهذا ما وقع به خصوم المالكي , حيث تحوّلت سياساتهم في تسقيط نوري المالكي إلى عوامل مباشرة في تعاظم شعبيته .
فقلة الخبرة والافتقاد للحنكة السياسية عند خصوم المالكي جعلتهم يسبحون في المياه الضحلة , فكان الأولى بهم التركيز على تصحيح مسارات العملية السياسية الخاطئة , والتوجه نحو إعادة بناء هذه العملية من خلال إلغاء مبدأ التوافقات والمحاصصات الطائفية والقومية البغيضة , وليس التركيز على شخص رئيس الوزراء الذي هو نتاج هذه العملية السياسية الخاطئة , وهذا ما أدركه رئيس الوزراء نوري المالكي , فشعار حكومة الأغلبية السياسية الذي رفعه كشعار لحملته الانتخابية , هو أحد أهم الأسباب التي ساهمت بتعاظم التأييد الشعبي له , فالعراقيين قد أدركوا منذ فترة ليست بقليلة أنّ المخرج الوحيد لهذا المأزق الذي يمر به البلد هو من خلال حكومة الأغلبية السياسية ووضع نهاية لحقبة حكومات التوافق والمحاصصات الطائفية والقومية البغيضة , وهذا هو الفارق بين السياسي والطارئ على السياسة .

أحدث المقالات