خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
بعد العثور على جثة الرئيس الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”، في موقع سقوط المروحية الرئاسية، اطلقت وسائل الإعلام الإيرانية حملة دعاية واسعة حول خاتم الرئيس الذي كان يرتديه أثناء الحادث. بحسب التقرير الذي أعدته ونشرته (إذاعة الغد) الأميركية الناطقة بالفارسية.
وانتشرت في وسائل الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي؛ فيديو لحظة العثور على الخاتم؛ وفي الفيديو شخص يقوم بعرض الخاتم أمام الكاميرا.
وانتشار هذا الفيديو وتداوله مرارًا هو أحدث مثال على استفادة “الجمهورية الإيرانية” من الخاتم كأداة دعاية سياسية.
والسؤال: كيف دخل الخاتم في بروباغندا “الجمهورية الإيرانية” ؟.. وكيف يسّتفيد المسؤولون الإيرانيون من الخاتم في أهدافهم السياسية ؟
من خاتم “سليماني” حتى “رئيسي”..
تداول صور خاتم؛ “إبراهيم رئيسي”، أعاد إلى الأذهان على الفور ذكرى خاتم؛ “قاسم سليماني”، ففي العام 2019م، أطلقت “الجمهورية الإيرانية” في موقف مشّابه، حملة دعاية واسعة حول خاتم القائد السابق لـ (فيلق القدس) عشية مقتله في “العراق”. في تلك الفترة انتشرت في وسائل الإعلام وحسابات الموالين للحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي، صورة الخاتم في يد “سليماني” المبتورة.
والدعاية حول الخاتم بلغت حد أنه بعد عامين وأثناء اختراق موقع صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية، وضع القراصنة المحسّوبين على “إيران”؛ صورة جرافيك على الصفحة الرئيسة للموقع تحمل إشارة إلى خاتم “قاسم سليماني”، حيث ينطلق صاروخ من خاتم (كإشارة للخاتم في اليد المبتورة)؛ باتجاه موقع يُرمز إلى (قبة الفرن النووي) الإسرائيلي في مفاعل (ديمونا)؛ مصحوب بعبارة “سليماني” مخاطبًا “إسرائيل”: “نحن أقرب إليكم مما تتخيلون، في مكان لم يخطر لكم على بال”.
وبلغت مرحلة الدعاية لخاتم قائد (فيلق القدس) السابق؛ حد “الإتجار”، حيث قام بعض صناع الجواهر في “إيران”، بصناعة خواتم نُقشت عليها صورة “سليماني”.
دور “خامنئي” في ترويج الخواتم..
المرشد الأول للجمهورية الإيرانية؛ “روح الله الخميني”، كان يرتدي في يده خاتم ككل كغيره من رجال الدين، لكن خليفته “على خامنئي”، أدخل الخاتم في البروباغندا والدعاية السياسية للنظام.
وأبرز نموذج على ذلك، أثناء جولته الأخيرة بـ”معرض طهران الدولي للكتاب”، أعطى “خامنئي” خاتم نسائي “للتبرك”؛ كما يُقال إلى إحدى دور النشر المشاركة في المعرض لإيصاله إلى سيدة مريضة. وقد منح هذا الخاتم بهدف “نجاح” عملية جراحية كان من المقرر أن تخضع لها المريضة.
كما كان يهدي في الغالب من يحضرون اللقاءات الرسّمية خاتمه الشخصي أو غيره من الخواتم. على سبيل المثال قال؛ “باقر محمدي”، حارس مرمى الفريق الوطني الإيراني، في حوار إلى وكالة أنباء (إيرنا) أنه حصل على خاتم هدية من المرشد الأعلى.
ويستغل “خامنئي” هذه الخواتم في توجيه رسائل سياسية. وكان قد أهدى قبل عدة سنوات؛ “علي رضا كريمي”، الملاكم الإيراني خاتم عقيق، لأنه قد تعمد الخسارة أمام منافسه الروسي نزولًا على رغبة مدربه حتى لا يصل إلى مرحلة المواجهة ضد المنافس الإسرائيلي.
في السيّاق ذاته؛ جعل “خامنئي” من الكوفية بما لها من جذور تقليدية وعرقية، رمزًا إيديولوجيًا للسلطة وقمع المعارضين. على سبيل المثال كان؛ “محمد علي جعفري”، القائد العام لـ (الحرس الثوري) سابقًا، قد قال: “أرتدى (خامنئي) الكوفية استعدادًا للمواجهة ضد المعارضين”.
انتشار الخواتم المذهبية بين المسؤولين..
قبل عقدين استخدم؛ “محمد خاتمي”، الرئيس الإيراني الأسبق، الخواتم في كسّب الأصوات خلال المنافسات الانتخابية.
وقد بلغت استفادة المسؤولين من الخواتم حد أن نشرت بعض المواقع الإخبارية تقارير حول نوعية الخواتم التي يرتديها المسؤولون.
كذلك يُقلد المسؤولون المرشد في إهداء أنصارهم خواتم. وكانت وسائل الإعلام الإيرانية قد نشرت تقرير عن إهداء؛ “غلام حسین محسني اژهاي”، رئيس السلطة القضائية خاتمه؛ (وقد كان ذكرى من زوجته)، إلى أحد الشباب، وقال: “لم أستطع أن أحطم قلب هذا الشاب”، علمًا أن اسمه على قائمة عقوبات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.