ديننا رحيم عليم سليم.
مذاهبنا ومدارسنا أنوار فكرية وإنطلاقات إدراكية زاهية.
إنساننا معبّأ بأرقى الجينات الحضارية , وهو سليل عقول وهاجة , وأجدادٍ برعوا في صناعة الوجود الإنساني الأبهى.
كل ما فينا وعندنا في غاية العذوبة والتمام والكمال.
لكن العلة الكبرى تكمن في العقل!
نعم إن العلة في العقل!!
ولكن أي عقل؟
إنها علّة العقل السياسي!!
فهو مريض وربما يحتاج للعلاج في المصحات العقلية!!
فالأحزاب بمعظمها , أنظمة أوهام , وتعيش في أوهام , وتفنى في أوهامها , التي لا يمكن محاججتها أو التفاعل معها , فهي صاحبة الحقيقة المطلقة , وكل مَن يقول غير ذلك عدوها, ولهذا فأن جميعها لا يمكنها أن تتفاعل أو تتحاور.
لو لم تكن تعيش أوهاما , لأدركت بعيون الواقع وبصيرة المصالح الوطنية والعامة.
تأمّلوا ما يجري , ستجدون سيادة الأوهام الحزبية , سواءً كانت دينية أو علمانية أو غيرها.
فالأحزاب تعيش مراحل أوهامٍ تأكل أوهاما , وجميع الأوهام محض هراء , ومناهج إنقراض وفناء,
وتتخندق في عقائدها الوهمية , ولا تتزحزح عنها , وترى أي تغيير أو تطور أو مواكبة , نوع من الهزيمة والعار والخيانة , لكنها لا تحسب تدمير الوطن وحرق الحاضر والمستقبل خيانة أو عملا لا وطنيا , لأن أوهامها لا تسمح لها بالتفكير بغير مفرداتها الراسخة في ذاتها , والمتجاهلة لموضوعها.
وهذه الأوهام السياسية والحزبية , هي التي صنعت متوالية الفشل السياسي على مدى القرن العشرين , وقد تأججت قدراتها في القرن الحادي والعشرين , وهي ساعية بأوهامها الكبرى إلى متاهات الإنقراض العظيم.
فأحزابنا بأنواعها , ليست سياسية حقيقية , وإنما تكتلات أوهام جماعية تتناطح فيما بينها , كالأكباش المتحمسة للمسفادة اللذيذة.
أوهام تناطح أوهاما!
وأحزاب تفتك بأحزاب!
ووطن وشعب يتولاهما الدمار والخراب!
ورايات الأوهام ترفرف في كل مكان , فهل لدينا مصحات عقلية تكفي لحجر ساستنا , وعلاجهم بالصدمات الكهربائية وبعقاقير الجنون المعاصرة؟!
إستفيقوا أيها (الساسة) من (أوهامكم) واتقوا الله فيما تفعلونه وتقولونه , وأنظروا أبناء الشعب وارأفوا بالوطن , والإنسان الذي أوجعته أوهامكم , وضيق مدارككم , وإندحاراتكم بالكراسي , وكأنكم أصنام ولستم من أبناء الشعب , أو تذكرون بأنكم كنتم منه ذات يوم!
فهل أنتم مصابون بذهان الكراسي , وهوس الأحزاب الإكتئابي , ذو الطاقات الإنتحارية العالية؟!!
والويل للناس من الأحزاب المتوهمة بالسياسة!!