18 ديسمبر، 2024 8:35 م

سقوطُ رؤساءٍ ومروحيّات .!!

سقوطُ رؤساءٍ ومروحيّات .!!

 لا نتعرّض ولا نشير هنا الى سقوط مروحية الرئيس رئيسي والوفد المرافق له , مما ادّى الى وفاتهم , مهما صار يتوارد من بعض انباءٍ وفرضياتٍ توعز اسباب سقوط الطائرة الى عواملٍ غير تقنية او متعمّدة , والإكتفاء بما تبثّه وسائل الإعلام الأيرانية الرسمية , مع تغطياتٍ مفصّلة لبعض الفضائيات العربية التي كأنها تفرّغت لتغطية موسّعة ودائمة على مدى نحو يومين .

قد يتذكّر البعض ولا يتذكّرُ بعضٌ آخر سقوط او اسقاط بعض المروحيات والطائرات الرئاسية لعددٍ محدد لبعض رؤساء دول العالم , وعلى مدى اكثر من نصف قرنٍ من الزمن ( واذ لا تتيح آليّاتُ النشرِ نشر كلّ او معظم عمليات سوط رؤساء ومروحياتهم  في تلك الحقبة الزمنية المحددة , نتعرّض اولاً الى احداهنّ , أملاً في عرض وتعرّضٍ لحوادثٍ درامية – رئاسية في وقتٍ قريب ) ..   ما سبق هذه الفترة الزمنية المشار اليها هو سقوط مروحية الرئيس العراقي السابق ” عبد السلام عارف ” ومقتله في 13 نيسان لعام  1966 , حيث كان يستقل طائرة ” سوفيتية ” من نوع – ميل موسكو – , وقيلَ ايضاً انّ الطائرة كانت بريطانية من نوع Westland Weeses وفقاً لضابط برتبة عميد عراقي . هنالك اكثر من مفارقة تراجيدية قادت لمقتل الرئيس عارف , في زيارته لمحافظة البصرة والأقضية التابعة لها لتفقّد منشآت صناعية , ففي آخر يومٍ للزيارة انتقل عارف لزيارة قرية ” النشوة ” حيث حظي بإستقبالٍ حاشد وحافل من شيوخ العشائر , وكان مقرراً مغادرة الرئيس في وقت العصر تحديداً لأنّ طيّاري المروحيات آنذاك لم يعتادوا ولم يتدربوا على الطيران الليلي بما فيه الكفاية او وفق المقتضيات الفنية اللازمة .! بَيدَ انّ الحاح المحتفلين وشيوخ العشائر على بقاء الرئيس معهم لفترةٍ اطول وهو ما جرت الإستجابة لهم , قد جعل البدء بحلول الظلام يلقي بظلاله , وكان أن اتّصلت قيادة القوة الجوية في بغداد بالرئيس والطيارين بعدم العودة الفورية الى العاصمة وفقاً لتبؤاتٍ بأضطراب الأحوال والأنواء الجوية , لكنّ ذلك لم يلق آذاناً صاغية من الرئيس عارف .. ما ان غادرت وحلّقتْ المروحيّة حتى بدأت اهتزازاتٌ متقطّعة تحدث في في محرّك الطائرة , وما لبثت ان شوهدت النيران تندلع في داخلها , والتي استمرّت في التحليق بنحوٍ ما وهي خارج سيطرة الطيار وبإتّجاهاتٍ مختلفة وعلى ارتفاعاتٍ منخفضة من فوق النهر , لم ينتظر المشير عبد السلام عارف تحطّم الطائرة وانفجارها وهي تجتاز بساتين النخيل على حافّات النهر , فانتظر اقترابها اكثر من الأرض وقفزَ من المروحيّة محاولاً السقوط في مياه النهر, إلاّ أنّ اتجاه سقوط الطائرة ابعدها قليلا عن مجرى النهر , مما ادّى الى سقوطه على الحافّة الترابية الصلبة . فإرتطم جبينه مباشرةً مما ادى الى اصابته بحالة اغماءٍ اعقبها نزف شديد مع كسرٍ في الجمجمة تسبب في وفاته بعد دقائق … ضمنَ حالة التندّر والتشفّي من معارضي عارف , فقد اطلقوا مقولةً معيبة سرعان ما انتشرت على اوسع نطاق , كان مفادها اونصّها : – < صعدَ لحم ونزلَ فحم > .!

للحديثِ بقيّة .