سأستعرض من بعض المصادر الأسلامية ، هذه الشعيرة – وهي من مناسك الحج ، ومن ثم سأسرد قراءتي الخاصة لها .
الموضوع : أ . سأنقل بعضا مما ورد بصدد رمي الجمرات من موقع / الأسلام سؤال وجواب ، وبأختصار { رمي الجمرات من شعائر الحج الواجبة والمشروعة لكل من قصد هذا المنسك العظيم ؛ وقد ورد التصريح بهذه الشعيرة العظيمة في السنة النبوية المتفق على صحتها بين أهل العلم : عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ الدُّنْيَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ ، يُكَبِّرُ عَلَى إِثْرِ كُلِّ حَصَاةٍ ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ حَتَّى يُسْهِلَ فَيَقُومَ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ فَيَقُومُ طَوِيلاً ، وَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ ، ثُمَّ يَرْمِي الْوُسْطَى ، ثُمَّ يَأْخُذُ ذَاتَ الشِّمَالِ فَيَسْتَهِلُ وَيَقُومُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ فَيَقُومُ طَوِيلاً وَيَدْعُو وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ ، وَيَقُومُ طَوِيلاً ، ثُمَّ يَرْمِي جَمْرَةَ ذَاتِ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي ، وَلاَ يَقِفُ عِنْدَهَا ثُمَّ يَنْصَرِفُ. فَيَقُولُ : هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ يَفْعَلُهُ / رواه البخاري . قال أبو حامد الغزالي : أما رمي الجمار فاقصد به الانقياد للأمر ، ثم اقصد به التشبه بإبراهيم (ع) ، حيث عرض له إبليس في ذلك الموضع ليُدخل على حَجِّه شبهة ، أو يفتنه بمعصية ، فأمره الله أن يرميه بالحجارة طردا له ، فإن خطر لك أن الشيطان عرض له وشاهده فلذلك رماه } . ب . ومن موقع / أسلام ويب ، بذات الصدد ، أنقل التالي وبأختصار{ فرمي الجمار من واجبات الحج .. والحكمة من فعل : 1ـ الاقتداء بالنبي واتباع أمره ، فقد رمى الجمرات وقال: خذوا عني مناسككم / رواه مسلم . 2 ـ التذكر لما وقع لأبراهيم الخليل ، وذلك أنه لما أمره الله بذبح ولده وسعى لتنفيذ ذلك اعترضه الشيطان ووسوس له بأن لا يذبح ولده فرماه بسبع حصيات ، ثم انطلق فاعترضه أخرى فرماه بسبع ، ثم انطلق فاعترضه ثالثه فرماه وأضجع ولده على جبينه وأجرى السكين على عنقه فلم تقطع ، وناداه الله بقوله: ” وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا “. أي امتثلت ما أمرك الله به وعصيت الشيطان . 3 – الترغيم للشيطان والإغاظة له فإنه يغتاظ حينما يرى الناس يرجمون المكان الذي اعترض فيه خليل الله أبراهيم ، فهذا المشهد عبادة وشعيرة من أعظم شعائر الإسلام ، “ وليس عملا مسرحيا “ كما يقال .. } . * بعض المصادر تشير صراحة ، لأعتراض الشيطان لأبراهيم الخليل لحظة ذبح أبنه ، وأخرى أغفلت الأمر ! .
القراءة : * بداية كنظرة تاريخية .. أن رواية أبراهيم تختلف في الأديان السماوية الثلاث ، حيث أن أبراهيم في اليهودية والمسيحية هو أبا ل ” أسحق ” وهو الذبيح ، أما في الأسلام فأن الذبيح هو أبنه “ أسماعيل ” ، وقد جاء في موقع / تونس ، مقالا لصابر بن عامر ، بهذا الصدد ( وأهمّ موارد الاختلاف تتمثل في أن اليهودية والمسيحية وعلى أساس رواية العهد العتيق ، تحدّثتا عن أن إسحاق هو “الذبيح”. لكنْ في الإسلام نظرا لعدم ذكر القرآن لاسم الذبيح ، جاءت الروايات متضاربة ومتناقضة في هذا الباب ولا يوجد إجماع حول هوية الذبيح ومَنْ يكون من أولاد إبراهيم ؟ تقول دراسة مترجمة للباحثة الإيرانية “ نظيرة غلاب ” أن هاجس كلّ هذه الديانات في هذا الموضوع يختلف .. فإذا كان الهاجس النظري من واقعة ذبح إبراهيم ابنه هو بيان فلسفة أمر الله لإبراهيم بهذا الأمر العظيم ، والتي تتجلى بالدرجة الأولى في اختبار إبراهيم وامتحانه ، رغم أن الإشكال عمليا بين الباحثين والعلماء المسلمين هو تأكيد ضرورة إثبات أن الذبيح هو إسماعيل وليس إسحاق ” ) . * وهذا يعني : (1) أن الركيزة التي أسست عليها الرواية القرآنية لأبراهيم الخليل وأبوته لأسماعيل ، لاتتوافق مع البعد التاريخي لأبوة أبراهيم الخليل لأبنه أسحق الذبيح – كما جاء في اليهودية والمسيحية . وهذا شرخ كبير في الحقائق التاريخية الأسلامية للذبيح . (2) ومن جانب أخر – أسلاميا ، يبطل نص الذبيح وفق اللاهوت الديني اليهودي المسيحي ، ما جاء به المعتقد الأسلامي ،لعدم الأتفاق على أسم الذبيح ، (3) وأخيرا ، أن أسم الذبيح أسلاميا أصلا غير متفق عليه ! . * أما رجم الشيطان وفق الرواية الأسلامية بحجيرات ” أعترض الشيطان أبراهيم ، ووسوس له بأن لا يذبح ولده فرماه بسبع حصيات ..” ، هذه الواقعة غير واردة لا في اليهودية ولا في المسيحية ، حيث جاء في موقع / قبطي من أصل مصر ، مقالا بعنوان – ابراهيم ابو الآباء / القمص عبد المسيح البسيط ، التالي – لم يورد رمي أبراهيم للشيطان بحجيرات { وفي هذا يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين : بِالْإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ – قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ ، وَحِيدَهُ الَّذِي قِيلَ لَهُ : إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ . إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى الْإِقَامَةِ مِنَ الْأَمْوَاتِ (عبرانيين 11:17 – 19) .. } . * شعيرة رمي الحجيرات ، أوقع الحجاج في وهم وجود الشيطان بهذا الموقع المحدد ، فأخذوا يتفننون في رجمه ، وقد جاء في موقع / جريدة الدستور ، مقالا بهذا الصدد ، بعنوان ” حقيقة أم خرافة .. هل يرجم الحجاج الشيطان ؟ بقلم محمد يسري ” : ( في موسم الحج كل عام تتوارد الكثير من المواقف الطريفة ، التي تظهر مدى الاعتقادات الخاطئة لبعض المسلمين أثناء أداء المناسك ، وأكثرها عند رمي الجمرات ، التي يظن البعض خطأ أن الهدف منها رجم الشيطان الشاخص أمامهم ، وأنه موجود في هذه البقعة المقدسة ، فُيجد الحاج ويجتهد في تحقيق أقصى إصابة للشيطان الذي يكمن في ذهنه ، ما ينتج عن ذلك الكثير من المشاهد الطريفة التي نشاهدها كل عام لحجاج في هذا الموقف العظيم.. فهل حقًا يرجم الحجاج الشيطان ؟) . من جانب أخر ، هناك الكثير من المواقع التي تنشر الكثير من الشبهات ، من أن هذه الشعيرة / رجم الشيطان ، تعتبر ” من العادات الجاهلية ” ، ومن ثم يرقع الفقهاء هذه الشبهات ، على أنها من سنن الرسول ، ومن هذه المواقع ” موقع / بيان الأسلام ” .
خاتمة : شخصيا لا أكترث كثيرا ، من أن رواية الجمرات ، أن أتفقت أو لم تتفق مع النصوص اليهودية والمسيحية ، أو أن كان الذبيح أسحق أو أسماعيل .. لأن الحقيقةيعرفها المسلمون المتنورون ، والعلمانيون ، ورهط كبير من الفقهاء يعرف ذلك تمام المعرفة ، ولكنهم كالعادة عن الحق ساهون ! . ولكن الذي يثير أستغرابي ودهشتي وتساؤلي : أن المسلمين صار لهم 14 قرنا يرجمون الشيطان ! ويصرخون الله أكبر ، مكررين ذلك كل عام ، ولا زال الشيطان حيا ، 14 قرنا يرجمون وهم مجهلون ومغيبون ، يرجمون بحجيرات سبع شيطانا قيل أنه يختبأ هنا – في هذا الأحفور .. ناسين أن الشيطان لا يقبع في ذاك المكان ، بل أنه يقبع في القلوب ! .