خاص: بقلم- د. محمد دوير:
لدينا كيسار تصور ورؤية لمشاريع التنوير أو التنمية أو التقدم الاجتماعي أو العمل السياسي… الخ..
وبالتأكيد لم نكن ولن نكون جزءًا من أي مشروع رجعي أو تابع أو انتهازي..
وندعم كل صور حرية الفكر والتعبير والحقوق العامة والخاصة..
ولسنا.. تابعين فكريًا أو إيديولوجيا لأي من أطراف اليمين المدني أو الديني..
ونفهم ونتعاطي مع المعارك الثقافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية وفقًا لرؤيتنا..
1- موقفنا من “تكوين” غير قائم على سلوكيات وأخلاقيات وممارسات بعض أعضائها.. فهذه أمور شخصية نترفع عنها.. وعلى العكس قد ندعم بعض رؤاهم النقدية والتقدمية فيما يخص إعلاء قيمة العقل في تفسير وفهم النص.
2- موقفنا من الإسلام السياسي والمؤسسات الدينية هو الدعوة إلى ضرورة إصلاح مناهج البحث والدراسة بها، مع فتح باب الاجتهاد.. على الأقل بالصورة التي طرحها “محمد عبده” وتلاميذه من بعده.
3- نحن – كيسار، أو على الأقل أنا كيساري – نرى أن التنوير فعل اجتماعي يتجلى في صورته الثقافية.. وهو نتاج صراع مجتمعي حول الأصول والثوابت والمنطلقات وطرق تحرير العقل (الديني والسياسي والاقتصادي والثقافي… الخ).. وأن عملية حصر فكرة التنوير في مجرد نقد بعض صور التفسير أو المذاهب هو نوع من سرقة المفهوم والمصطلح لصالح قوى سياسية يمينية تُحاول أن تُزيح قوى سياسية يمينية أخرى من الساحة.. دون أن يكون المجتمع شريكًا في إدارة هذا الصراع والاستفادة منه..
4- نرفض أيضًا كل صور نقد أي تجربة ناهضة من منظور أخلاقي أو سلوكي بهدف التشويه.. ونُعّلي من قيمة النقد البناء والحوار الرصّين والتفاعل مع كل فكرة مطروحة قد تُفيد المجتمع..
5- نرى أن محاولة جرجرة التنوير في مسّارات سياسية ذات صلة بالتطبيع أو تأكيد التبعية أو تحقيق مكاسب شخصية لأفراد أو منظمات أو أقطار خارجية.. هو أمر مرفوض تمامًا وغير مقبول.. فالتنوير ينبغي أن ينطلق من قلب الصراع الاجتماعي ولأجله.
وبناءً عليه.. فاليسار المصري – أو أنا على الأقل – نؤكد على الحق في التفكير والتعبير والتنظيم ومخاطبة المجتمع في كل أمور الدين والسياسة والاقتصاد.. الخ دون وصاية من أحد.. ولكن مع التحفظ الشديد على منهج ووسائل وأدوات “تكوين” في تعاطيها مع فكرة علاقة الدين بالمجتمع أو علاقة الدين بنظرية المعرفة بصفة عامة..