18 ديسمبر، 2024 8:17 م

بعضاً من مساراته !

بعضاً من مساراته !

ذات مـرة ، نشـرت مـقالـة نـاقـدة عـن الـوضـع الـسياسـي فـي الـعراق عـلى مـوقـعي فـي الفيسـبوك ، أعـقبه تـعليق لــــفت نــــظري بــــعمقه ودقــــته وفــــواح بــــرائــــحة رجــــل مــــتمكن مــــن أدواتــــه وحــــريــــص عــــلى مــــفرداتــــه بــــأســــم ”صــــباح الـــزهـــيري أبـــو مـــصطفى ”. مـــما حـــثني وأثـــار فـــضولـــي فـــي الـــبحث عـــن شـــخصيته وجـــدلـــية مـــواقـــفه وعـــلاقـــته بــالــثقافــة والــسياســة ومــرجــعيته الــفكريــة . وفــي حــديــث مــع الــصديــق الــدكــتور عــبد الحســين أحــمد الــخفاجــي عـــبر وســـائـــل الـــتواصـــل الاجـــتماعـــي . طـــرقـــت أســـمه خـــلال الحـــديـــث ، فـــتوقـــف فـــي ســـرد مـــناقـــبه وســـجايـــاه الــشخصية والــفكريــة والانــسانــية ، وروى لــي واقــعه عــن تــلك المــواقــف أيــام الــنظام الــسابــق فــي تــنبيه وتحــذيــر الــدكــتور الــخفاجــي مــن لحــظة إعــتقالــه ، ومــا زال الــدكــتور عــبد الحســين الــخفاجــي يــتذكــرهــا بــاعــتزاز أمــام صـــــحبه عـــــن تـــــلك الـــــسابـــــقة الخـــــطيرة والـــــشجاعـــــة مـــــن رجـــــل كـــــريـــــم وحـــــريـــــص بـــــمقام صـــــباح الـــــزهـــــيري أبـــــو
مصطفى !.
هـذا الحـديـث الـودي ، والـذي لايخـلوا مـن الـتقاطـعات مـع الـدكـتور الـخفاجـي دفـعه فـي أن يـبادر وهـو مـشكور دومـاً وذات فـضل كـبير ، أن يهـدي كـتبي الـى الاسـتاذ صـباح الـزهـيري ، والـتي نـالـت إهـتمامـه وحـرصـه مـن خـلال الـقراءات ، الـتي قـدمـها فـي تـفاصـيل مـهمة ودقـيقة ولا تخـلو مـن الـنقد والمـراجـعة ونشـرت بـعدة مـواقـع ، وأنــا أيــضاً ســاهــمت بــإعــادة نشــرهــا بــكل أريــحية وفخــر واعــتزاز . فــي تــلك المــفارقــة أمــتدت بــيننا عــلاقــة ود وتـواصـل وتـبادل بـوجـهات الـنظر فـي الـثقافـة والـسياسـة والـوضـع الـسياسـي فـي الـعراق ، وأنـا لـم الـتقيه قـط
فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي .
فـي رحـلتي الـى الـعراق بـدايـات هـام ٢٠٢٤ ، وكـما وعـدتـه سـوف ألـتقيه بـرغـبة وحـرص شـديـد لـعدة دوافـع فـي داخـــلي أهـــمها شـــغفي فـــي الـــقرب مـــن هـــؤلاء الـــقامـــات الـــوطـــنية والـــفكريـــة لـــكي أنهـــل مـــن مخـــزونـــهم الـــعميق لاتـعلم مـنه وأضـيف أشـياء جـديـدة إلـى حـبي لـلمعرفـة والـحقيقة . فـي أول يـوم مـن وصـولـي الـى قـريـة الـهويـدر فــي بــيت أخــتي ” أم وزوجــة الــشهيديــن أم مــصطفى ”. زارنــي الاعــزاء ، الــدكــتور عــبد الحســين الــخفاجــي ، ومحـــمد الـــطائـــي ” أبـــو مـــروان ”. وفـــي مـــحور الحـــديـــث ، بـــادر الـــدكـــتور الـــخفاجـــي فـــي الاتـــصال بـــالاســـتاذ الـزهـيري لـيخبره بـوصـولـي فـأصـر أن نـكون ضـيوفـه فـي الـيوم الـتالـي فـي بـيته الـكريـم الـعامـر فـي حـي بـعقوبـة الجـديـدة ، وعـلى شـرفـي تـمت دعـوة الاصـدقـاء المشـتركـين عـلى ولـيمة عـشاء شـهية ومـنوعـة وكـريـمة بـكرم أهـلها . وقـد أصـطحبني الـى بـيته الـكريـم الاسـتاذ الـخفاجـي والـصديـق محـمد الـطائـي ”ابـو مـروان ” ، والـصديـق الــعتيق ســعد عــبد عــيسى ” أبــو عــلي ” ، والاســتاذ الأديــب الــحقوقــي طــه هــاشــم الــدلــيمي . وعــلى مــأدبــة تــلك الــولــيمة الــطيبة دارت بــيننا أحــاديــث ذو شــجون حــول وضــع بــلدنــا الــسياســي ومســتقبله فــي تــداعــيات ظــروفــه الــــصعبة . وبــــكل فخــــر واعــــتزار أن ألــــتقي لأول مــــرة بــــقامــــة وطــــنية عــــراقــــية وهــــو مــــبعث أعــــتزاز وفخــــر لــــي . شـخص سـياسـي مـثل الاسـتاذ الـزهـيري ، لـقد شـغل مـواقـع مـهمة وحـساسـة فـي جـسم الـدولـة الـعراقـية وذو خــبرة ودرايــة بــتفاصــيل بــناء الــدولــة الحــديــثة . ســيرتــه الــشخصية تتحــدث عــنه عــبر عــدة مــواقــع شــغلها بــمهام صـــعبة ومـــهمة ولـــم يـــساوم عـــلى إنـــتمائـــه الـــعراقـــي والـــدفـــاع عـــن مـــقدســـاتـــه . وطـــيلة حـــياتـــه المـــهنية والـــوظـــيفية تشهــد بــنزاهــته وعــراقــيته . عــمل كــدبــلومــاســي لمــدة ٢٣ عــام ، وزار بــلدان وقــارات وأســتقرأ أوضــاعــها الــعامــة متمنياً لبلده العراق حياة مستقرة وواعدة