خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
يفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأميركية نحو ستة أشهر، ومع هذا تستمر المنافسات الانتخابية في آتون التوترات الجيوسياسية، والسؤال: من سيكون رئيس “الولايات المتحدة الأميركية”، وما هي العوامل المحددة في هذه الدورة الانتخابية ؟.. بحسّب تقرير “علي آهنگر”؛ المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.
معركة صاخبة كل مرة..
للإجابة؛ لا يجب أن ننسّى أن الحرب الانتخابية بين مرشحي الحزبين (الديمقراطي) و(الجمهوري)، كانت قد بلغت ذروتها في نفس هذه الفترة قبل ثمان سنوات؛ حيث وقفت “هيلاري كلينتون”؛ المخضرمة سياسيًا في المعسكر الديمقراطي، في مواجهة مرشح جمهوري غير معروف نسّبيًا لا يُعرف عنه عالم السياسة الصاخب الكثير عنه.
وقد راهنت الكثير من المحافل والأوساط العامة بل والخاصة حول العالم والمعنية بمتابعة انتخابات الرئاسة الأميركية، على حصان “كلينتون” الأزرق. ولم يتوقع أحد على الإطلاق فوز هذا المجهول صاحب الشعر الأحمر بالرئاسة الأميركية.
واليوم يدور الزمان على عقبه؛ حيث يقف “جو بايدن” في جهة، بينما يقف “دونالد ترامب”؛ المُّثير للجدل في الجهة المقابلة.
على شفا حربًا أهلية..
وهناك من يقول إن “الولايات المتحدة” على شفا حرب أهلية حال فوز “ترامب” أو يُحذر على الأقل من تكرار اضطرابات حي (كابيتول هيل).
وبغض النظر عن هوية الفائز بالرئاسة الأميركية للسنوات الأربع المقبلة، فالأهم بالنسبة للصحافيين والإعلاميين، تسّليط الضوء على عتمة سوق المنافسات المضطرب، والكشف عن الجوانب المظلمة، وتوقع آفاق وهوية الشخص الذي سيُحقق أمنيته بالجلوس على مقعد “الغرفة البيضاوية”.
وكما نشر كاتب المقال قبل ثمان سنوات توقعاته في إحدى الصحف المحلية بشأن فوز “ترامب”؛ في ظل عدم تصديق الرفاق، فقد بحث الكاتب في تواضع الأصوات خلال فترة الستة أشهر التي سبقت انتخابات الرئاسة الأميركية قبل أربع سنوات، وتوقع فوز “بايدن” على “ترامب”.
الأشهر الستة الأخيرة..
والآن نحن في مواجهة نفس فترة الأشهر الستة قبيل الجولة الجديدة من انتخابات الرئاسة الأميركية؛ لذلك دعونا نكرر ما فعلنا في الدورتين الانتخابيتن السابقتين.
فالتوقعات تكون مفيدة من حيث الاستعداد للفترة المقبلة، وأن نتخذ الاستراتيجيات، ونُعيد النظر في التكنيكات، ونٌفكر في السياسات، لأن كل مرحلة تتطلب تحركات معينة. فلو نخرج في فصل الشتاء بقميص صيفي، حتمًا سوف نُصاب بالبرد. وبالتالي فإن لكل فصل ملابس تناسبه يجب ارتداءها، وهذه مسألة يقف عليها بدقة صناع القرارات والسياسات على الساحة الدبلوماسية.
“النفط” المحور الرئيس..
لكن البحث والانتفاضات الإعلامية تقول، أن النفط سيكون المحور الرئيس في تحديد هوية الفائز بالانتخابات الرئاسية في دورتها الجديدة، فالأمر يتعلق بالنسبة للنفط بالوجود أو عدمه.
وفي هذا الجزء الأكثر تأثيرًا في تاريخ العالم المعاصر، يغلب الحزن على ملوك “النفط”؛ حيث يعلمون أنها ليست مقطع ساخر يقوم بتمثيله؛ “تشارلي تشابلن”، بحيث يجلسون للمشاهدة في قاعة العروض السينمائية بينما يدخنون السيجار. ولكن في هذه الحالة إما يبقون أو يمضون للأبد.
والحرب تُمثل حياة للنفط في عالم يقوم على الطاقات المتجددة. والاختيار بين البقاء والعدم. وكان شعار “بايدن”؛ وكذلك الحزب (الديمقراطي)، خلال فترة الأشهر الستة قبل انتخابات 2020م، التخلي عن النفط وإنشاء الكثير من مزارع الطاقات المتجددة.
وفي الأيام الأولى من رئاسته، قرر “بايدن” إلغاء اتفاقية خط أنابيب (كيستون)، والذي ينقل “نفط آلبرتاي كندا” إلى “الولايات المتحدة”، وفي السيّاق ذاته منع كل أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في الأراضي الفيدرالية، وحظر بقرار سري على المصافي الأميركية تصدير منتاجاتها، كما منع بناء مصانع (LNG) على سواحل “خليج المكسيك”.
بخلاف الكثير من الإجراءات التي تسببت في سكته لمدراء الشركات النفطية الكبرى. لكن مؤخرًا لم يكن “بايدن”؛ القائد الذي أراد تحطيم النفط؛ حيث غلب الضعف الواضح عليه وعلى سياساته، وتعرض وسياسته للضرب الموجع من شركات النفط؛ التي تدخل الميدان حاليًا من خلال مساعدة حملة “ترامب” بمليار دولار.