16 نوفمبر، 2024 7:40 م
Search
Close this search box.

“إیندیپندنت” يكشف .. زوجة “رئيسي” وبناته الأسرة صاحبة النفوذ في الحكومة الثالثة عشر !

“إیندیپندنت” يكشف .. زوجة “رئيسي” وبناته الأسرة صاحبة النفوذ في الحكومة الثالثة عشر !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

تفاجأ المجتمع الجامعي، وعدد من الوجوه والشخصيات السياسية، خلال الأيام الماضية بخبر انضمام “جميلة علم الهدى”؛ زوجة الرئيس الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”، إلى مجلس التوظيف بكلية (علوم الأسرة) بجامعة (طهران)؛ حيث أصدرت الكلية بيانًا يؤكد تعيّين “علم الهدي” في منصب أمين هيئة التعليم والتربية بـ”المجلس الأعلى للثورة الثقافية”، استنادًا إلى مكانتها القانونية. بحسّب تقرير “داريوش معمار”، المنشور بموقع (ایندیپندنت ‌فارسي).

في المقابل أكد المعارضون للقرار؛ حظر تعييّن عضو هيئة علمية من خارج الجامعة في هيئة التوظيف الجامعي وفقًا للوائح التنفيذية للتعييّنات. وبالنظر إلى عضوية زوجة “رئيسي” في الهيئة العلمية بجامعة (بهشتي)؛ فإن تعييّنها بهيئة توظيف الكليات بجامعة (طهران)، مخالف لقوانين هذه الجامعة.

استياء مكتوم..

فيما يبدو أن الجزء الأهم من ردود الأفعال على هذا الخبر؛ إنما يتعلق بعدد مناصب ابنة إمام الجمعة المؤقت في “مشهد” منذ تولي زوجها منصب رئيس الجمهورية الإيرانية.

وقد أثار نشاط “جميلة علم الهدى” المكثف؛ مقارنة بزوجات رؤساء الجمهورية السابقين، استياء النشطاء السياسيين، وكان سببًا في طرح موضوع استغلالها العلاقة العائلية.

وقد لعبت على مدار السنوات الثلاث الماضية دورًا إعلاميًا بارزًا إلى جانب تولي العدد من المسؤوليات، وقد أثارت تصريحاتها المتكررة في مجال حقوق النساء، والحجاب، والأوضاع السياسية الداخلية، حساسية الكثيرين.

مناصب متعددة..

ومن جملة هذه المناصب، رئاسة “معهد بحوث للدراسات الأساسية للعلوم والتكنولوجيا”؛ بجامعة (بهشتي)، وأمانة “مجلس تطوير وتحديث نظام التعليم”، ورئاسة “مركز تحديث العلوم الإنسانية والاجتماعية”؛ بجامعة (بهشتي).

كما أنها عضو الهيئة التحريرية بالدورية نصف السنوية (علوم التربية من منظور الإسلام)، والدورية ربع السنوية (بحوث في التعليم والتربية الإسلامية)، ومجلة (دراسات المرأة والأسرة).

وقد لعبت “علم الهدى” دورًا محوريًا في إقامة مؤتمر (نساء مؤثرات) من خلال توجيه الدعوة إلى عدد من الشخصيات غير المعروفة، وتكلفة هذه البدعة في الهيكل التنفيذي والسياسي لـ”الجمهورية الإيرانية”.

سيدة إيران الأولى !

وعلى مدار العامين الماضيين أثار استخدام بعض وسائل الإعلام مصطلح: “السيدة الأولى للجمهورية الإيرانية”، الجدل في الأوساط الإيراني، وقد سّعت من خلال رفض هذا اللقب إلى تقديم زوجة المرشد؛ “علي خامنئي”، باعتبارها السيدة الأولى لـ”الجمهورية الإيرانية”.

وقد أثار هذا الموضوع حفيظة؛ “مهدي فضائلي”، عضو مكتب المرشد الإيراني؛ حيث لم يعتبر أن هكذا مقارنة تُناسب زوجة مرشد “الجمهورية الإيرانية”.

وبخلاف الأنشطة التي تبدو ثقافية، من الأسباب الأخرى للحسّاسية من أنشطة “علم الهدى” مشاركتها القوية في حملة “رئيسي” الانتخابية، والتكهنات حول دورها الكبير في اتخاذ قرارات الحملة.

والشعارات حول تدخلها في عزل وتنصيب أعضاء الحملة، لم تقتصر فقط على مرحلة المنافسات الانتخابية، وإنما يتهمها بعض النشطاء الإعلاميين المعروفين بالتدخل في قرارات الحكومة.

توبيخ الكبار..

وفي هذا الصّدد كان؛ “محمد مهاجري”، الناشط السياسي والإعلامي، قد كتب مخاطبًا رئيس الجمهورية: “السيد (رئيسي) أقول عن علم، إن أعضاء الحكومة يشعرون بالاحتقار من تسّليم تقارير العمل للسيدة (علم الهدي) أو الحصول على الأوامر والنواهي من أعضاء أسرتك”.

كما أكد أنه في بداية عمل الحكومة الثالثة عشر، اقترن تدخل الزوجة في الشؤون المختلفة بتوبيخ بعض الكبار. وهي القضية التي ربما ترتبط بتوبيخ “خامنئي”؛ للسيد “رئيسي” حول مستوى تدخل زوجته بقرارات الحكومة. وقد ناقشت بعض وسائل الإعلام هذا الموضوع عام 2021م.

نفوذ أسرة “علم الهدى”..

كذلك فإن توضيح دور؛ “مقداد نيلي”، صهر “إبراهيم رئيسي”، في عزل وتعيّين بعض أعضاء الحكومة، يدخل تحت دائرة نفوذ أسرة “علم الهدى”.

وهو شقيق “ميثم نيلي”؛ مدير موقع (رجا نيوز) الإخباري، وأحد الوجوه المقربة من؛ “مصباح يزدي”، والعضو السابق باللجنة المركزية بجبهة (پایداري).

وكان بعض نواب البرلمان قد اتهم صهر، وابنة، وزوجة “رئيسي”، بالحديث عن الخيارات المطروحة للوزارات، وتحدثوا عن ظاهرة “المقدادية” في الحكومة. كذلك فإن تداول التسجيل الصوتي للسيد “حسين طائب”؛ رئيس الاستخبارات السابق، والذي يتهم فيه “ميثم نيلي”؛ شقيق صهر “رئيسي”، بتسّريب صور بذخ أسرة “محمد باقر قاليباف”؛ رئيس البرلمان، بعد جولة سياحية في “تركيا”، والمعروفة إعلاميًا باسم “سيسموني غيت”، هو دليل آخر على اتساع دائرة نفوذ أسرة الرئيس في قرارات الحكومة.

كذلك لم يمر ظهور أفراد الأسرة بجانب “رئيسي” في زيارته إلى “الولايات المتحدة” للمشاركة في الجلسة العامة لـ”الأمم المتحدة” بلا جدل.

وكشف تداول مداخلة “جميلة علم الهدى” مع بعض وسائل الإعلام الأميركية، عن اتجاه جديد في الهيكل السياسي لـ”الجمهورية الإيرانية”، يهدف إلى تضخيم دور زوجة الرئيس. لذلك أثارت رسالة “علم الهدى” إلى زوجات قادة الدول الأوروبية، بشأن إدانة الأحداث في “غزة”، تعجب النشطاء السياسيين.

كذلك فقد ادعت أن زوجها طلب إليها تأليف كتاب باسم مذكرات زوجة رئيس الجمهورية، على غرار ما فعلت “ميشيل” زوجة الرئيس الأميركي السابق؛ “باراك أوباما”.

وبغض النظر عن الزوجة، والصهر، تشمل دائرة نفوذ أسرة الرئيس، ابنته “ريحانه سادات رئيسي”؛ حيث تصّدر توزيع بروشور دعائي لكتاب الابنة على قوافل الحجيج الإيرانيين، صدارة الصحف ووسائل الإعلام؛ حيث وصف هذا الأمر بالنموذج على استغلال سلطة رئيس الجمهورية.

ومن جملة الاستغلال سفر “ريحانه” مع أبيها إلى “الولايات المتحدة”، بل إن الأمر لا يقتصر على ذلك؛ حيث أفادت بعض الأخبار باصطحاب “رئيسي” أسرته في كل زياراته لدول “أميركا اللاتينية”، وهو ما يلخص نشاط أسرة الرئيس في المجالات السياسية.

ولعل ما يُزيد من حسّاسية هذا النشاط السياسي والإعلامي المكثف، انتشار الأخبار حول الأنشطة الاقتصادية لأبناء “أحمد علم الهدى”؛ إمام الجمعة المؤقت، في “مشهد”.

على سبيل المثال، ورُغم نفي الأسرة، ادعت وسائل الإعلام مسّاهمة “ماجد علم الهدى”؛ وشقيق زوجة “رئيسي”، في شركة (جوانمرد) القابضة للسياحة، وهو المتهم الرئيس في قطع أشجار غابة (هيركاني) على الحدود مع “أذربيجان”.

كما سبق وأن ورد اسم “ماجد” في قضية “وحيد مظلوميان”، والذي كان متهمًا بالتلاعب بشعر الذهب والأخلال بالنظام الاقتصادي للدولة، عبر بيع وشراء نحو طنين من العُملات الذهبية خلال شهرين، وهي القضية المعروفة إعلاميًا باسم: “سلطان العُملة الذهبية”.

وأخيرًا فلو أن علاقة “إبراهيم رئيسي” مع “أحمد علم الهدى”؛ كانت قد أثارت في فترة ما المخاوف إزاء توغل المتشّددين في السياسية الإيراني، فإن نفوذ زوجة رئيس الجمهورية وانبته وصهره في الإدارات التنفيذية، حول الحكومة عمليًا إلى مصدر تربح وسوء استغلال من جانب أسرة “رئيسي-علم الهدى”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة