حسب التقويم الهجري
تعيدنا الذاكرة الى ما قبل استشهاده ونجليه الطاهرين
الى بدايات عام 1998حينها كنت احد طلبة معهد اعداد المعلمين في بغداد في المرحلة الاخير قسم الاسلامية في هذه الحقبة كان هناك صراع كبير لم يظهر للعلن بين الاسلام السياسي بقيادة صدام حسين و الذي كان احد نتاجاته الحملة الايمانية التي اطلقها وروج لها عبر ماكنته الاعلامية المتفردة بلا اي منافس وبين صراع استرجاع الهوية الاسلامية ذات المنهج التحرري والتي تناغمت مع الفئة الكبيرة في المجتمع الا وهي فئة الشباب العراقي .
التي كانت متعطشة لقيادة ثورية ذات معالم حقيقية واضحة تثبت وجودها بنزولها الى الساحة وليس من
من وراء الحجب اوعن طريق الفتاوي المبطنة او من خارج الحدود.
في ظل وجود تقيد وتضيق لكل العوامل التي من شأنها خلق شخصية يمكن لها ان تتجرأ على مجابهة صدام حسين .
ومن لا يعلم ما ذا يعني صدام حسين فاليتابع قليلاً ممارسات النظام الحاكم في كوريا الشمالية ورئيسها الذي اعدم زوج عمته بمدفع مقاومة الطائرات لانه لم يصفق بحرارة في احد المهرجانات التي حضرها الرئيس .
رغم هذا لا يمكن ان يقارن مع جرائم صدام وحاشيته الذي تشهد له ارض حلبجة وجماجم الكرد الفيلية
وطلاب الكليات ومشانق البعث واذان الهاربين.
وشهادة اعمدة الاشارات المرورية على جثث التجار التي صلبت عليها ووووووو الكثير الكثير .
وفي خضم كل هذه العوامل والارادات .
ترجل الى الساحة الرجل العجوز ذو اللحية البيضاء مرتديا كفنه متجاهل كل ما تعرض له من اعتقالات واقامات جبرية وسجون ليقف في مسجد الكوفة ويكبر بين حشود الشباب المتعطش للخلاص من وطآت النظام الجاثم على صدور الملايين .
ليعلنها امام الجميع انه طالب الاصلاح في بلده العراق .
رغم الة القمع الصدامي الامر الذي شجعنا كشباب لنتفاعل مع هذه الثورة الفكرية والعملية في ساحة لا تقل عن ساحة القتال .
فكانت لنا اول تجربة في تحدي النظام في حضورصلاة الجمعة في مسجد الكوفة ومسجد المحسن واخره في جامع الشروفي الذي تم بنائه بركات صلاة الجمعة التي دعا اليها المولى المقدس.
على ارض في منطقة الشعب شمال شرق بغداد تبرعت بها احد المحسنات من ال الشروفي الكرام .
لتقف بها مئات الشباب في هذه الارض القاحلة وتصلي صلاة الجمعة في امامة الشيخ ميثم الانصاىي رحمه الله على ما اظن في حينها .
وبمجرد انتها مراسم الصلاة هرع الشباب للعمل الجماعي في شق اساسات بناء المسجد في همة لم اعهدها في ذلك الزمان فقط اذكر اني شاهدتها في فلم الرسالة وكيف المسلمين فرحين في بناء المسجد النبوي الشريف .
نعم بلا مبالغة كنا هكذا واكثر حتى كنت اخفي على والدي اني احضر الصلاة خوفاً من ان امنع وتعاد مآسات ابناء عمومته الذين اعدموا لانهم يصلون في حسينة في منطقة الصليخ .
والكثير من ابناء منطقة الشعب يستذكرون هذه الايام
الجميلة والعصيبة في ان واحد ومن بين تلك الشواهد كادت قبة الجامع التي بنيت بشكل تطوعي وبأموال محدودة تتناسب مع عسر الحال .
ان تقتل المئات من المصلين لولا ارادة الله التي اجلت انهيارها ليوم واحد بعد صلاة الجمعة .
هنا رب سائل يسأل
في وجود هكذا جو مشحون في ظل حصار قاتل دمر العائلة العراقية لم يسلم منه حتى ابواب المنازل وشبابيكها .
وسلطة قمعية وحشية
لماذا اذا كل هذه الاصرار والتفاعل الحقيقي بلا تصنع او امتيازات معنوية او مادية يمنحها السيد الشهيد ؟.
بل على العكس كانت تقارير وكلاء الامن وحاشيتهم والناقمون من اخوة يوسف كانت بمثابة سيوف السلطة واليد الطولى لتشخيص كل من يتفاعل مع الحدث ويتأثر بما جاء به السيد الصدر (رض).
من فكر توعوي ونهضة انسانية تؤمن بالانسان والدولة الكريمة وتحارب الاذلال والعبودية.
حتى قالها قدست روحه الطاهرة على رؤوس الاشهاد وبقيت مدوية الى الان (انا حررتكم فلا سيتعبدكم احد بعدي
الامر الذي يدعونا ان نواصل طريقنا في رفض الظلم وان تغير شكله وتطور اسلوبه
ونستمر في قول كلمة الحق في وجوه الصدامين الجدد .