خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
بدأت خلال الأسبوع الأخير؛ جولة جديدة وغير مسّبوقة من التحركات السياسية والدبلوماسية على مستوى المنطقة والعالم تهدف إلى نجاح مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في “غزة”، بين (حماس) و”الكيان الإسرائيلي”، ووفق المتداول من المتوقع الوصول إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة. بحسّب تقرير “مهدي بازرگان”، المنشور بصحيفة (شرق) الإيرانية.
وبالتوازي مع هذه التطورات؛ أعلنت (المقاومة الإسلامية في العراق) لأول مرة قصف أهداف حيوية في “تل أبيب” بصواريخ (كروز)؛ (الأرقب)، طالت مركز (جيلوت) الاستخباراتي التابع لـ (الموساد)، وكذلك مقر استخبارات (آبراهام) في “بئر سبع”؛ جنوب “فلسطين” المحتلة، وأهداف أخرى هامة بالنسبة للاحتلال في “البحر الميت” بين “الأردن” و”فلسطين”.
سوف يحد الكثير من التوترات بالمنطقة..
في ضوء ما تقدم؛ هل من المتوقع أن تسُّفر المفاوضات الراهنة عن نتائج ؟.. وكيف سيكون تأثيرها على الأجواء المتوترة بين “طهران” و”تل أبيب” والمنطقة ككل ؟..
للإجابة؛ بدأ “همايون ناصريان”، خبير شؤون الشرق الأوسط، حديثه بالثناء على جهود إنهاء الألم، والكارثة الإنسانية في “غزة”، وأكد أن أتفاق في ظل الظروف الراهنة بين (حماس) و”تل أبيب”، سيكون بمثابة بارومتر للحد من التوترات الإقليمي، وقال: “دخول الفصائل الإقليمية بحرب مباشرة مع إسرائيل، كان بالأساس نتاج استمرار الإبادة والجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، ولذلك قرر (حزب الله) اللبناني، و(المقاومة الإسلامية في العراق)، و(أنصار الله) في اليمن، الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل. كما شملت التداعيات التوتر المباشر بين طهران وتل أبيب”.
ومما سبق فإن “ناصريان” على قناعة بأن الاتفاق المحتمل بين (حماس) و”إسرائيل”، يمكن أن يحّد بشكلٍ كبير من التوترات في المنطقة، ويؤسس لاستقرار نسّبي بعد قرابة ثمانية أشهر من الحرب، والصراع، والاضطراب في منطقة “غرب آسيا”.
لا يمكن التفاؤل باتفاق كامل..
في المقابل يعتقد “أميد نعيمي”؛ خبير شؤون الشرق الأوسط، أن الحقائق على الأرض، والتقارير الإعلامية، لا توحي بإمكانية التوقيع على اتفاق بين (حماس) و”إسرائيل” يضمن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار؛ إذ تشترط (حماس) وقف دائم لإطلاق النيران قبل الدخول في المفاوضات، بينما أكدت “تل أبيب” مرارًا رفضها القبول بأي اتفاق من شأنه إنهاء الحرب والمواجهات في “غزة”.
لذلك يسّتبعد “نعيمي” إنهاء الحرب والإبادة في “غزة”، وبخاصة قرار “بنيامين نتانياهو” بمهاجمة “رفح”، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق خلال الساعات والأيام المقبلة.
ووفق المتداول، فسوف يشتمل الاتفاق المحتمل على ثلاثة مراحل بضمان “القاهرة وواشنطن”، على أن تتضمن المرحلة الثالثة إنهاء الحرب بشكلٍ دائم وكامل.
إلا أن “نعيمي”؛ أضاف محذرًا: “لا يمكن الثقة بأي شكلٍ في ضمانة الولايات المتحدة، ومن المتوقع ألا يفي الأميركيون والصهاينة بعهودهم”.
واستشهد بتصريحات “أنتوني بلينكن”؛ وزير الخارجية الأميركية، مؤخرًا والتي أكد خلالها أن موضوع الهجوم على “رفح” لم يتحدد حتى الآن. وأردف: “لا يمكن التفاؤل الكامل بمستقبل المفاوضات”.
مناورات سياسية..
ورُغم شكوكه بشأن الاتفاق بين (حماس) و”تل أبيب”، هناك حاجة ماسّة لإنهاء الألم والإبادة في “قطاع غزة”، لكن يجب أن نضع في اعتبارنا ولو بنسبة ضئيلة، أن التوافق المحتمل قد يكون مجرد خُدعة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأن يقوم بالعملية العسكرية على “رفح” بعد تبادل الأسرى للتخفيف من وطأة ضغط الرأي العام والإعلام العبري؛ لا سيما وأن العديد من المسؤولين الأميركيين لم ينفي إمكانية الهجوم، وهو ما يتضح من مضمون كلام وزير الخارجية الأميركية، فضلًا عن تحذيرات المسؤولين في “السعودية”، ومن ثم يبدو أن خيار الهجوم على “رفح” لايزال مطروحًا على طاولة “نتانياهو”.
واختمم هذه الخبير حديثه بالقول: “من المسّتبعد التوصل إلى اتفاق قد يقضي من جهة على المواجهات في المنطقة، ويسُّاهم من جهة أخرى في الحد من التوتر بين طهران وتل أبيب”.