19 ديسمبر، 2024 12:48 ص

عراق الغد.. ثوابت القرار وجوقة اللئام !!

عراق الغد.. ثوابت القرار وجوقة اللئام !!

صنعة السياسة مهنة مثلها مثل أي مهنة غيرها.. تتطلب مهارات ابتكارية مبدعة.. لذلك صح قول الصهيوني تشرشل.. انه لا عدوات دائمة ولا صداقات دائمة انما هي مصالح دائمة.
الفارق بين تعريف العدو والصديق في دساتير الدول انما هي مصالحها.. معضلة العراق الحديث تتمثل في تأسيسه وفق المنظور الصهيوني البريطاني.. واعادة تأسيسه ما بعد ٢٠٠٣ وفق متغيرات منهجية القرن الأمريكي الحادي والعشرين.
هكذا تفرقت المصلحة الوطنية العراقية الي التنوع وبدلا من ظهور الاتفاق الوطني لعراق واحد وطن الجميع.. ظهرت مفاسد المحاصصة كثمن مدفوع لادامة مصالح إقليمية ودولية في منطقة بلا اتفاق وطني لتعريف العدو والصديق ما دامت مليارات الدولارات من قوت جياع العراقيين تصب في جيوب الفساد بعناوين مقدسة !!
وفق هذا المنظور في لعبة الأمم.. تتقلب الأفكار وتسوق الايدلوجيات المتناقضة.. حتى بات المواطن المتلقي ووسائل الإعلام في ازدواجيات متضاربة.
فكل من هم على ميول الحزب ص.. او التيار ع.. سرعان ما يضعون بيضهم في سلة ض.. الذي كانوا بالأمس القريب معارضين له بقوة السلاح.. وأكثر نموذج يتعامل مع هذه المتغيرات في الأغلب الاعم.. تلك الجماعات المسلحة التي تريد أن تشبع بطون جاعت من قياداتها بعنوان الجهاد وتلك الدماء الزكية التي دافعت عن العراق ضد عصابات داعش الإرهابية.. لذلك وضعت مرجعية النجف الاشرف الحد الفاصل بينها وبين مثل هذه الجماعات بعنوان (حشد المرجعية) .. مقابل غيره.
المثال الاخر.. تلك الأصوات المبحوحة في البرامج الحوارية.. وهي تلعلع بقوة الرصاص لطرد القوات الأمريكية من العراق.. انتهت إلى عدم الإشارة إلى جرائم هذه القوات في استهداف قياديين في مناسبات حيوية لحضور ممثل السفارة فيها!!
المثال الثالث.. تكرار مأساة رهن ثروات العراق النفطية تحت عنوان عقود التراخيص الاستخراجية.. حتى وصل الأمر للتعاقد مع شركة اوكرانية غير معروفة.. فقط لارضاء العمة السفيرة الأمريكية في سفارة الشر كما يطلق عليها.
ومثال رابع.. عن عقود استثمارية في النفط والغاز  بلا شفافية الإحالة او شفافية الإفصاح عن جدوى المشاريع..
في مقابل ذلك.. حروب بين الفاشنستات.. والبلوكرات حتى تحولت المدرسة المستنصرية بكل ما في معايير الحفاظ على المباني الأثرية الى مجرد قاعة أعراس!!
ولم تزل المناوشات متواصلة بعد مقتل ام فهد.. وسط الكثير من التهكم الكبير عما وصلت اليه سلطة شريحة (غجر مفاسد المحاصصة) !!
فيما تواصل سلطة الأمن في وزارة الداخلية تنظيف اثام مناطق الجريمة المنظمة.. حتى اليوم لم يكشف عن تلك الجهات التي تقف وراء تكاثر الملاهي الليلية وبيوت الدعارة والاتجار بالجنس الأبيض وغيرها من الجرائم الجديدة ناهيك عن جرائم الابتزاز الإلكتروني…
كل ذلك يطرح السؤال الكبير. هل تنجح قوات انفاذ القانون في حكومة السيد السوداني التعامل مع هذا التراكم الفج المعيب من تزايد الجريمة؟؟
الجواب نعم انها تتعامل مع هذا الواقع بقوة.. لكن من يقف وراءها أكثر قوة من قوات انفاذ القانون.. تلك حقيقة لابد من مواجهتها في اتفاق سياسي وطني.. يمنع وصول المخدرات للمدارس.. يلغي منافذ حدوديه غير رسمية.. يوقف جماعات مسلحة  بعناوين جهادية خارجة عن سيادة الدولة.. وتلك لعمري مهمات بطولة في أولمبياد مفاسد المحاصصة.. التي تكبل اي قرار سيادي.. ومن يقول غير ذلك يجانب الصواب.
السؤال الاخر.. من باستطاعته العمل على هذه الحلول؟؟
ذلك سؤال اخر مطروح امام َ مصادر القرار إقليمية ودولية.. ربما فهمها حزب البرزاني.. في زيارة نجيرفان البرزاني لطهران.. فتحول الخطاب الاعلامي عن قواعد الموساد الإسرائيلي في اربيل الى أهمية البحث في حلول المشاكل بينها وبين بغداد.. وربما تحصل اربيل على قرارات تلغي حتى قرارات المحكمة الاتحادية من تحت ذقن كل تلك الابواق التي غردت عن تلك المواقع الإسرائيلية في اربيل!!
كل ذلك يؤكد صحة قول الصهيوني تشرشل.. وكم  في مفاسد المحاصصة من يتقافز فقط للحصول على عظام موائد اللئام بشتى الأساليب ومختلف العناوين.. الاهم حصوله على منفعته الشخصية ثم الحزبية حتى وان كانت على حساب عظام جياع العراقيين.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!