18 ديسمبر، 2024 8:52 م

غزّة .. على حافّات نهاية الحرب .!

غزّة .. على حافّات نهاية الحرب .!

من الزاوية الستراتيجية – العسكرية فالحرب تُعتبر قد انتهت من دون تحقيق كامل اهدافها الستراتيجية لكلا الطرفين المتصارعين , مع تباين واضح في ذلك بين اهداف كلا الجانبين .. انتهاء الحرب من هذه الزاوية المشتركة بين الجيوبوليتيك والنظرة ” السوقيّة ” العسكرية , يعتبر محسوماً حتى بإفتراض اقتحام واحتلال الجيش الأسرائيلي لمدينة رفح التي ينطق بإسمها كلّ او معظم شعوب العالم , فحركة حماس تتحرّك وتتمتّع بحريّة الحركة الى حدٍ كبير تحت الأرض وفوقها بنسبةٍ اقل .! ولعلّ الإشارة تغدو كافيةً للبرهنة وتجسيد ذلك وسواه , بأنّ ” كتائب القسّام ” التابعة لحركة حماس قد اطلقت رشقةً صاروخيةً مؤثرة < من داخل مدينة رفح ! > على مقر قيادة للجيش الأسرائيلي في معبر ” كرم ابو سالم ” الملاصق للحدود المصرية , وهو احد المعابر المفترضة لدخول شاحنات المساعدات الغذائية الى القطاع , واطلاق هذه الرشقة الصاروخية غير الرشيقة من داخل ” رفح ” التي تسببت بمقتل وجرح عشرات من الجنود والضباط اليهود , ً فله ما له من الأبعاد في خارطة الأحداث الساخنة وتطوراتها القريبة , وانعكاساتها على حسابات مجلس الحرب الأسرائيلي .!

في احاطةٍ اخرى او ثانوية بالصدد هذا وضمن المامٍ آخرٍ , فقد صرّح < مؤخرا وحديثاً > القائد الأسبق لجهاز الأستخبارات الأسرائيلية الجنرال ” عاموس بادلين ” بأنّ : ( الحرب في غزة قد انتهت فعليا , وما يجري هو اقل من قتال , وانّ نتنياهو هو الأسير رقم 133 , فهو رهينة بيد كل من ” سموتريتش وبن غفير ) على حدّ قوله .

هنالك إقرارٌ جمعي من معظم كبريات وسائل الإعلام العالمية , بجانب الإنطباعات المترسخة في رؤى الرأي العام العالمي , بأنّ نتنياهو يعايش اصعب واقسى ساعاته او ايامه من زواياً متعددة ومتقابلة في محاولاتٍ شبه بائسة لعدم ايقاف ماكنة الحرب ” التي تطحن آلافاً مؤلّفة من عوائلٍ مدنيةٍ من فلسطينييي القطاع الذين لا علاقة لهم بحماس ” , فهو يعاني بحدّة وبشدة من معارضة واحزاب قوى المعارضة السياسية الأسرائيلية في الداخل لعدم الإيقاف الفوري للحرب , وهو ايضاً يواجه الرياح والعواصف الإعتراضية لبعض دول الغرب , خشيةً وتحسّباً من إتّساع نطاق التظاهرات الإحتجاجية لطلبة الجامعات ” المناصرة لغزة ” واحتمالاتٍ قائمة لإنتقالها الى الشارع , في مختلف العواصم والمدن , وبما لا يُحسب عقباه وبما قد يعقبه افتراضياً واستباقياً .

من المحزن أنّ الدبلوماسية العربية < اذا ما كان لها مكان ما في الخارطة القومية – العربية > فإنها لم ولا تنتهز هذه الفرصة الثمينة لممارسة نفوذها النفطي – السياسي لإضعاف وزعزعة حالة الترّهل والقلاقل التي تفتك برئاسة الوزراء الأسرائيلية سياسياً , دبلوماسياً , وسيكولوجياً , مستثمرةً ومستغلّةً عموم الظرف الدولي المعارض والمحتج لإدامة هذه الحرب الدموية , لكنّه ايضاٍ فلا من وجودٍ لهذه الدبلوماسية العربية ولا لدورٍ مخفٍ للجامعة العربية التي يجري تسييرها بقبضةٍ مصريةٍ مُحكمة , وبعض اصابعٍ ما من دول الخليج العربي , واطولها اصابع سعودية وإماراتية , ولا نتطرّق هنا الى بعض دويلاتٍ عربية توصل المساعدات الغذائية وشبه العسكرية ومرادفاتها الى حكومة تل ابيب , فالأمر مُخزٍ .!