18 ديسمبر، 2024 9:46 م

الإنسانية تجمعنا

الإنسانية تجمعنا

ترددت في السنوات الأخيرة تغريدات خارج أسرابها مما احدثت اصواتا”ناشزة لا تتناسب والأعراف والتقاليد الإجتماعية التي تربينا عليها مذ نعومة أظفارنا لتحدث شرخا”كبيرا”في العلاقات الإجتماعية التي سادت في المجتمع المبني على أسس رصينة ثابتة لا تتحمل الإنجرار وراء أفكاردخيلة على مجتمعنا والتي استمدت من الشرائع السماوية التي تنادي بالإصلاح ونبذ كل ما يدعو الى التطرف والعنصرية والعصبية القبلية انطلاقا”من قول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في مسألة التعامل مع الآخرين (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) وعليه تكون الإنسانية القاسم المشترك بين بني آدم بمختلف إنتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية ولو تخيلنا الانجرار خلف تلك الدعوات الناشزة (على سبيل المثال لا الحصر ) لإمتنعنا عن سماع فيروز لأنها مسيحية ولا نعترف بنزار قباني شاعرا” لانه علوي ونمحو السياب من ذاكرتنا لأنه سني ونتحفظ عن الضحك لان دريد لحام شيعي وعادل إمام سني ولا نستلهم العبر من غاندي لانه هندوسي ولا نعطي قيمة لأنشتاين لانه يهودي ولا نقرأ لبير خدرسليمان لأنه يزيدي ولا نسمع لأحمد خاني لأنه كوردي ولا نقرأ للمتنبي لأنه عربي حيث تعمل القيم الإنسانية  على التقريب بين الأمم والشعوب عن طريق ترسيخ الاحترام المتبادل والتفاهم وقبول الآخر ونبذ الصراعات القائمة على أساس التمييز بسبب اللون أو الجنس أو العرق أو المعتقد الديني وتعمل على الحد من هذه الاختلافات والحث على رؤية أوجه التشابه والتقارب لتعميق الاتصال بين الشعوب والأمم.
 هكذا أرادوا ان تفرقنا الطائفية المقيتة ونبتعد عن كل ماهو حضاري ومتجدد لنعيش في دوامة لا نهاية لها بالرغم من خصوصية كل فرد ليحدوا من تفكيرنا وكل شي لا يتلائم وأفكارهم الدخيلة لكن الحياة في تجدد ولايمكن العيش بعيدا”عن عالم اليوم عالم التكنولوجيا والعولمة التي اتاحت كل ما هو مطلوب وجعلت من العالم قرية صغيرة ولابد من التحرر من القيود الفكرية الفاسدة التي تنافي العادات والتقاليد الإجتماعية السائدة والدعوة الى العيش بأمن وأمان ليغدو كل الى غايته من أجل غد افضل بعيدا ” عن كل ما يطفو على الشارع من ثقافات وعادات دخيلة ما أنزل الله بها من سلطان .