( ملحوظة عساها تغدو ملحوظة )
لمْ يتناهَ الى ناظري والمسامع , او لم أقرأ ولم اشاهد ولم اسمع ” معاً ” أنّ أيّ وسيلة اعلامٍ عربية او محلية ولا عالمية قد كشفت او اوضحت ماهيّة وماذا تتضمّنه وتحتويه صناديق المساعدات الإنسانية < الكارتونية وربما البلاستيكية > المرسلة للنازحين الفلسطينيين سواءً عبر المظلات او بواسطة الشاحنات , مهما كانت متواضعة او محدودة , والتي لابدّ ان تشمل المعلّبات الغذائية وادوية وقناني الماء وربما اشياء ومستلزمات اخرى بما يجود به الجود العربي الرسمي .!
لكنّ ما يحزُّ في الأنفس ويمزّق اوصال المشاعر والأحاسيس أنّ تلكم الصناديق الملقاة من الجو ( التي سقط العديد منها بإتجاه مياه البحر ) فلمْ تحتوي أيّ منها على ” الأكفان ” حيث تواجه العوائل الفلسطينية نقصاً حادّاً في الأكفان البيضاء التي يلفّون بها شهداءهم عند عملية الدفن غير النظامية وفي ايّ مكانٍ كان بما هو ليس بمقبرة , بل أنّ بعض مقابر القطّاع قد طالتها قنابل وصواريخ الطائرات الأسرائيلية , ولم يبقِ فيها من أثرٍ للجثث والجثامين القديمة والحديثة .
لمْ يفكّر ولم يتفكّر الحكّام العرب بحرمة القتلى والموتى من الشهداء الفلسطينيين ومتطلبات التعامل الديني والأنساني معها , وإلاّ لأرسلوا مع المعلبات كمياتٍ متواصلة من الأكفان بالتوائم والتناغم التصاعدي او ” الطردي ” لمعدلات قتل المواطنين الآخذة في الإرتفاع بنحوٍ يومي .. الأكثر من ذلك وبما يتعلّق او بما يفترض ان يتعلق بشعور ومشاعر القادة والزعماء العرب , لكانوا أرسلوا كمياتٍ متواصلة من الأكفان وبأحجامٍ مختلفة ذات تناسبٍ نوعي مع الضحايا والقتلى , حيثُ Small Size هو للأطفال الفلسطينيين الذين يواجهون الموت والقتل وهم في بداية او ربيع حياتهم المبكّر , و Medium Sizeمن هذه الأكفان المفترضة فتكون للصبايا والصبيان القتلى , أمّا للمعدّلات العمرية المختلفة من الضحايا ” أناثاً وذكوراً ” , فلا من فروقاتٍ ليغدو أيّ كفنٍ من حجم Large or Extra Large في هذه الحالة المثالية للأدب الدرامي والتراجيدي العربي الذي لم يجرِ نظم ابياته او مقاطعه شعراً او نثراً وفق رؤى ونهج الحكّام العرب التي تهيمن على مشهد الجيوبوليتيك القومي .!
ما تبقّى من جموع العوائل الفلسطينية المجزّأة على قيد الحياة < لحدّ الآن > فإنّهم ” يلفّون ” ويغطّون افرادهم القتلى بأيٍ من الأقمشة المتهرّئة او بعض المحترقة , اكراماً حتميّاً للميّت .! وبعض الملوك والأمراء العرب منهمكين على عجالةٍ لإخراج قادة المكتب السياسي لحركة حماس من دولة قَطر , والمجاهدة في ايجاد ايّ دولةٍ قد ! تستقبلهم او الموافقة على ايوائهم بضماناتٍ امريكية – اسرائيلية مكتوبة وموثّقة وحتى مختومة , وبأحرفٍ افرنجية .!