تم انشاء المكونات الخاصة والمتنوعة بالشبكة الكهربائية في العراق ( معدات واجهزة )و كما هي في معظم دول العالم لتكون مترابطة بمنظومة نقل موحدة للطاقة المنتجة والتي صممت بعناية لتمتد على مناطق البلاد المختلفة لتشكل ما يسمى بالمنظومة الوطنية للكهرباء ، حيث يتم ربط محطات التوليد والتحويل وعلى اختلاف طاقاتها السعوية بعضها ببعض لتعمل كجسد واحد ومتكامل لتأمين الطاقة الكهربائية في مساحات البلاد المترامية .
شبهت المنظومة الكهربائية المترابطة بالأواني المستطرقة والتي تعرف على انها ( مجموعة من الحاويات المتصلة التي تحتوي على مائع متجانس أو سائل وعندما يستقر ذلك السائل فانه يتوازن في كل الحاويات عند نفس المستوى واذا أضيف المزيد من السائل لأحدى الحاويات، فإنه سوف يصل مرة أخرى الى مستوى جديد متساوي في كل الحاويات الموصولة ) وهذا ما أثبته العالم الفيزيائي بليز باسكال في القرن السابع عشر بشأن الضغط المسلط على جزء ما من اي سائل سوف ينفذ بالكامل بنفس الشدة في كل الاتجاهات ، وعلى وفق هذا التشبيه الصائب فإن ما تنتجه محطات الكهرباء العاملة في المنظومة الوطنية للإنتاج بأنواعها ( بخارية، غازية ،شمسية… الخ ) سوف يضخ في هذه الحاويات على الرغم من مواقعها المتناثرة على مساحة البلاد حيث تمتزج توافقياً كميات الطاقة الخارجة من محطات توليد الشمال مع الخارجة من محطات الوسط أو الشمال ، وهذا ماكان وما يزال فاعلاً في عمل المنظومة الوطنية للكهرباء العراقية منذ عام ١٩٦٣ عندما ربطت شبكات المنطقة الشمالية مع شبكتي بغداد والمنطقة الجنوبية حيث تم في حينها انشاء مركز سيطرة موحد لمراقبة التشغيل والحفاظ على انسيابية العمل الفني بوسائله السليمة .
المثير للسخرية الان ما يجري الحديث فيه عند الاعلان عن تشغيل محطة توليد للكهرباء في محافظة أو منطقة ما بأن هذا التشغيل سوف يساهم وعلى نحو حاسم في حل أزمة الكهرباء في هذه المحافظة أوتلك حيث يقع ذلك في محاولات الترويج السياسي الشاذ لأي منجز متناسين اصحابها بقصد أو دونه بأن هذا سوف يصطدم بالثوابت العلمية ونظرياتها المعروفة وسوف يسببون عذابات مؤلمة للمسكين باسكال في قبره .