من بديهيات الامور ان اي مرشح يريد ان يقدم نفسه ممثلا عن الشعب في اي انتخابات، فانه يطرح سيرته الذاتية في رقعته الانتخابية، والتي من خلالها يعرف الناس مسيرة هذا الشخص من مختلف نواحيها، ويقوم ايضا بتقديم برنامج انتخابي واضح فيه جملة من المقترحات والدراسات التي يرى هو ضرورة امكانية تطبيقها لانجاح مسيرة وعمل منطقته وبلده حسب وجهة نظره.
وهذا مما يتفق عليه الجميع ليس في العراق وحسب، بل في كل بلدان العالم.
الا اننا وخلال تتبعنا لمسيرة الانتخابات فيما بعد احتلال العراق، لا نرى قيمة او اهمية لهذه الامور المنطقية العلمية الاكاديمية الحضارية.
ففي العراق يكون العكس من كل بلدان العالم، اذ يقدم الفرد نفسه ليس حسب سيرته الذاتية او تحصيله العلمي او برنامجه الانتخابي، بل انه يعرف نفسه على انه ابن فلان او ابن عم فلان، فيكون تعريفه بالمجاورة وليس بالاصالة.
والمعيب اكثر هو استغلال اسم السلطة ومال السلطة واجهزة السلطة وراس هرم السلطة في الدعاية لهذا الامر.
ولم اتفاجأ كما لم يتفاجأ الكثير من محاولة البعض من هذا الصنف الشاعر بالنقص، الى الاستغفال والضحك على ذقون الناس بواسطة هكذا الاعيب ومحاولات منبوذة.
فدولة الرئيس المالكي لم يكتفِ بان يسلم كل زمام امور البلد بيد ابنه المدلل الوحيد، انما حاول اشراك ابناء اخوته وابناء عمومته، واصهاره في الانتخابات، وتقريبهم للسلطة اكثر مما هم عليه الان، حتى وصل الامر به الى اشراك رئيس عشيرته المعروف بولائه للمجرم صدام وحزبه البعثي الشوفيني في دعايته الانتخابية الممولة مُقاولاتياً لو جاز التعبير من مشاريع الحكومة.
وكشاهد على هذه الظاهرة الطارئة هو ان هولاء المرشحين تجدهم يُعرِّفون انفسهم من خلال دولة الرئيس، وليس من خلال شخوصهم، وكل حسب صلته وقرابته به، هذا من جانب، ومن جانب اخر، فانهم يستغلون اسم الدولة وسيارات الدولة ومال الدولة وسلطة الدولة في دعاياتهم الانتخابية المشبوهة، ولا من منتقد او رادع او مستنكر مع شديد الاسف.
فابشروا احبتي بقادم العراق الجديد، ودولته الحديثة، المُتخَمة بالابناء والاصهار وابناء الاخ والاخت والعشيرة، دولة بني مالچ الطويرجاوية.
كل الحب والاحترام لعشيرة بني مالك ولاهالي طويريج الحبيبة.
ما اعنيه هنا افرادا لا عناوين.