ونحن نعيش في خضم الفتنة الطائفية المظلمة التي حلت بالمسلمين في الظرف الراهن خصوصا فاننا نرى جميع التيارات الاسلامية تدعي انها تمثل المنهج الصحيح في حين انها تمثل طرفا من الاطراف التي تعد بشكل او باخرفتيل الازمة ومثيراتها كذلك فإن النسبة الاعظم من عوام المسلمين لا يرون في هذه التيارات وقياداتها اي نموذج ايجابي للسياسي الاسلامي او حتى الداعية الاسلامي الذي عرفه المسلمون في العصور المتقدمة الطويلة .
يؤخذ على اهل السنة في المنطقة العربية والدول المرتبطة بها ( الدول الاسيوية ) على اقل تقدير أنها جعلت الوهابية وما ترشح عنها ( القاعدة ) نموذجها المتحرك في هذا الخضم المتلاطم ، نقول هذا حتى لو عرفنا ان الدور العلمية ودور الافتاء لاتعتبر الوهابية نموذجا من نماذج الاسلام التي يمكن ان تطرح للراي العام العالمي والمسلم ولكن الواقع يتحدث عن سطوة الوهابية والقاعدة على المنابر الاعلامية والترويجية وعلى عوام الجمهورالمسلم فقد سرقت الاضواء عن النماذج الاخرى والتي لم تستطع التاثير على مسار الحدث في الدول العربية والاسلامية رغم التطورات المتسارعة التي لا يعرف احد اين ستتوقف ، وايضا مما يؤسف له الطريقة الاقصائية في الاعلام المحسوب لاهل السنة والجماعة لكل ما هو مغاير لرؤيتهم التي يرونها هنا او هناك وخصوصا منابر الوهابية واذرعتها الحركية التي فرضت هذا الواقع .
ويؤخذ على الشيعة الامامية الجعفرية الاثني عشرية وهم الطبقة الثانية من طبقات المسلمين من حيث الكثرة العددية أنها تؤصل المفاهيم وتناور في التطبيقات وهذا ما جر الويلات ، مثلت الشيعة الجعفرية وعلى طول الخط مبدأ الرفض والمعارضة والوقوف بالضد مما يرونه تسلطا وظلما وحيودا عن المسار، ولكن التجربة الشيعية صارت تناور في التطبيقات والدليل على ما نقوله هو سياسة الجمهورية الايرانية ولا اقول الاسلامية لانها الان تعمل بمبدأ ” الغاية تبرر الوسيلة ” فترفع المبادئ وتعمل ما يغاير هذه المبادئ فتقدم المصالح القومية على المصلحة الاسلامية العليا ودور ايران في النموذج السوري خير دليل على ذلك ، وكذلك فهي تتعامل حتى مع التكفيريين في العراق وافغانستان اذا التقت مصالحها معهم و تشن الدعاية الاعلامية ضد مناهج التكفير التي ترعرعت في البيئة العربية والمسلمة الحاضنة ؛ ولا اعلم كيف تبرر هذا السلوك . واما تجربة الحكومة العراقية فقد غرقت احزابها الاسلامية بكل ما لا يمت بصلة للاسلام وال بيت النبوة ، حتى المرجعية التي اعطيت مقاما وصفات مستلة من سيرة ونهج الائمة الاثناعشر( كمعصومين حسب الرؤية والاعتقاد الشيعي ) فان هذا العنوان المرجعي قد تراجع كثيرا فارتبطت اكثر العناوين المرجعية بالبذخ العائلي والفساد الخلقي وكذلك الابتعاد عن النهج العلمي وعدم تحريك الساكن في محاولة التدرج لاصلاح الواقع وفق الطرح القراني ” ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة ” وصولا الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر باوضح مصاديقه وهذا لا يكون الا بيد الامام او من ينوب عنه واقعا !!
تنقل كتب التاريخ أن رجلا في زمن خلافة الامام علي عليه السلام وفي ايام حرب صفين … التي يعدها الكثيرمن الكتاب ولا اقول المحققين وخصوصا الكتاب العرب امثال علي الوردي وطه حسين واحمد امين بداية الفتنة الكبرى في تاريخ الاسلام والشرق العربي أنه اجاب عندما سالوه عن هذه الفتنة : ” الصلاة خلف علي اتم والمائدة عند معاوية ادسم والوقوف على التل اسلم !! ومعناه أن الحق مع علي لان الصلاة خلفه اتم ..
حسب نظري القاصر فان الحق ليس مع الشيعة وليس مع السنة ولا مع الصوفية او غيرهم من الفرق ، وبما اني من المعتقدين بعقيدة العدل الالهي فالحق مع المنهج الذي يمثل محمد صلى الله عليه واله بكل حذافيره وهذا هو الاختيار الالهي لان الرسول محمد صلى الله عليه واله اختارته المشيئة الالهية ولم يختره الناس فكذلك من يمثله ويمثل نهجه فهو اختيار الهي ، والمحصلة أن هذا هو صميم عقيدة الانتظار والظهور لإمام آخر الزمان عليه السلام الذي يجمع شتات هذه الامة ..