15 نوفمبر، 2024 5:45 م
Search
Close this search box.

قراءة في واقعة ” محاربة الملائكة مع محمد في معركة بدر “

قراءة في واقعة ” محاربة الملائكة مع محمد في معركة بدر “

الموضوع :

1 . بداية لا بد لنا أن نقدم لمحة عن معركة بدر ( تعتبر غزوة بدر الكبرى من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي . حدثت في 17 مارس 624 م ، بالقرب من المدينة المنورة الحالية في المملكة العربية السعودية . وقد دارت المعركة ، بين قوى المسلمين الناشئة بقيادة الرسول محمد و مشركي مكة . كان المسلمون أقل عدداً وسلاحاً ، لكنهم أنتصروا . كان الأنتصار في بدر إيذاناً ببداية نهاية الوثنية في شبه الجزيرة العربية .. نقل من موقع / الدكتور طارق السويدان ) .  

2 . هناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، التي تروي أن الله أستجاب لدعوة محمد ، حين دعاه بأن يرسل له مددا ، لتعينه في غزوة بدر ، أنقل ملخصا عن هذا الموضوع من موقع / أسلام أون لاين ( تحدث القرآن عن إمداد ملائكي للمؤمنين يوم بدر ، قال تعالى { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ / سورة الأنفال 9 } ، والأقرب من السياق القرآني أن هذا الإمداد قد حصل بالفعل ، أي أن ألفًا من الملائكة نزلوا يوم بدر إلى جوار المسلمين ، قال الطبري : ” عن نزول الملائكة في بدر وأحد ” {في القرآن دلالة على أنهم قد أُمِدُّوا يوم بدر بألف من الملائكة ، وذلك قوله : إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم .. “ ، أما في غزوة أحد فالدلالة على أنهم لم يمدوا أبين منها في أنهم أمدوا ، وذلك أنهم لو أمدوا لم يهزموا وينل منهم ما نيل منهم } ) . جاء هذا المدد نتيجة دعاء محمد ( عن عبد الله بن عباس ، قال : حدثني عمر بن الخطاب ، قال : لما كان يوم بدر نظر الرسول إلى المشركين وهم ألف ، وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلا ، فاستقبل نبي الله القبلة ، ثم مد يديه ، فجعل يهتف بربه : « اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آت ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض » ، فما زال يهتف بربه .. فأتاه أبو بكر ، وقال : يا نبي الله ، كفاك مناشدتك ربك ، فإنه سينجز لك ما وعدك ، فأنزل الله { إذ تستغيثون ربكم .. / سورة الأنفال9 } ، فأمده الله بالملائكة ) .

3 . بهذا الصدد ، أنقل بعض الأحاديث المنقولة من كتاب المغازي – للبخاري { باب في شهود الملائكة بدراً ، ثم ذكر تحت هذا العنوان الحديث المستفيض ، فقال : حدثني إسحاق بن إبراهيم .. عن معاذ ابن رافع الزرقي ، عن أبيه – وكان أبوه من أهل بدر – قال : جاء جبريل إلى النبي ، فقال : ماتعدون أهل بدر فيكم ؟ قال : ” من فضل المسلمين ” أو كلمة نحوها : قال : كذلك من شهد بدراً من الملائكة . } . وهناك حديث أخر { أن جبريل شهد بدراً في أهبة الحرب قال البخاري : حدثني إبراهيم ابن موسى .. عن ابن عباس ، أن النبي ، قال يوم بدر : ” هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب ” وهذان الحديثان أصح مافي الباب } .. أستشهادات أخرى { وقد أورد ابن حجر في ( الفتح ) والسيوطي في ( الدر المنثور ) جملة أحاديث بأسانيد صالحة ، كلها صريحة في شهود الملائكة بدراً } . نقلت المادة من موقع / فضيلة الشيخ عبدالكريم تتان .

القراءة :

* في التأريخ الديني العقائدي ، لم تخبرنا النصوص المنقولة عنه ، أن الله قد أرسل ملائكة يحاربون في نصرة رسله وأنبيائه ، ولو كان الأمر كذلك ، لكان الله يعتبر شريكا في حروب المرسلين ! . الأمر الأدهى ، أن محمدا يقول : ” هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب ” ، وهذا يعني أن جبريل ، تعدى دوره في أيصال الرسلة الى محمد كوحي ، وأمسى قائد فرقة من الملائكة ، تحارب مع محمد ! .

* حول : ” نزول الملائكة في بدر وأحد ” .. فقد أكد الطبري الواقعة – نزول الملائكة في معركتي بدر وأحد ، ولكنه علل ذلك بعد أئذ ب : ” أما في أحد فالدلالة على أنهم لم يمدوا أبين منها في أنهم أمدوا ، وذلك أنهم لو أمدوا لم يهزموا وينل منهم ما نيل منهم ” .. وهذا دليل على أن المفسرين والفقهاء ، يستخدمون مخيالهم في كتابة الوقائع والأحداث ، لأنهم يؤكدونها مرة ، من ثم ، يقومون بنفيها لاحقا ! .                                                                                                                                    * الطبري ، الذي تكلم عن مشاركة الملائكة في معركة بدر هو أبو جعفر محمد بن جرير ، الشهير بالإمام أبو جعفر الطَّبَرِي 839 – 923 م ، مفسّر ومؤرّخ وفقيه ، ولُقِّبَ بإمام المفسرين ، ولد بآمُل عاصمة إقليم طبرستان .. التساؤل :    ” أي حقيقة ينقلها هذا الأمام ، وقد توفى بعد 300 سنة من أحداث معركة بدر ! ” . 

* من جانب أخر ، ما دام الله لديه قوات حربية من الملائكة ، وقادة مثل الوحي ” جبريل ” ! – أضافة لمهامه .. فالتساؤل المنطقي هنا : هل لله قوات سلام ، للفصل بين المتحاربين ، وأخرى للهدنة و الصلح ! .

خاتمة :

أرى أن محمدا ، أوصل خبرا لأصحابه وقومه ، والمشركين أيضا / بصورة غير مباشرة ، من خلال توجيهه كتبة القرآن – فيما يخص الآية 9 من ” سورة الأنفال “ وغيرها ، أن الله يستجيب لدعواته – بأرسال الملائكة للقتال معه .. التساؤل ، لم لم ينتصر محمد في غزوة أحد ، ما دام لجيش محمد سندا من الله ! . هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، هل من شاهد فعلي رأى الواقعة / أن الملائكة تشارك وتساند محمدا في معركة بدر ! .                                                                     أخيرا : أما المحدثين والفقهاء والمفسرين والشيوخ ، فقد خضعت مخيلتهم للأسطورة ، في خلق وترقيعالقصص والحكايا ، التي تتعلق بتضخيم وتعظيم أحداث ومرويات الموروث الأسلامي ، ومنها مشاركة الملائكة في غزوة بدر .

أحدث المقالات

أحدث المقالات