من خلال عملي في مجالات الإعلام والحرب النفسية ومراكز البحوث المتقدمة لأكثر من أربعين عاما وخبرتي في تحديد السمات القيادية المطلوبة وسبل حل الأزمات والغوص في أسبابها ووضع الحلول العملية لها لمن يريد إعتلاء عرش السلطة بعد أن فقدها الكثير من قادة السنة وأدت بالتالي الى تدني مكانة (المكون السني العربي) أو ما يعانيه (البعض) من ضعف دوره القيادي لظروف ربما أصبحت خارجة عن إرادته أضع بين رئيس حزب تقدم السيد محمد الحلبوسي وحتى رموز (المكون السني) ومن يريد إستعادة نجوميته ودوره الريادي بين الوسط السياسي العراقي ويعاود مسيرته الصاعدة التي تاثرت كثيرا بما حصل له في ظروف سابقة بالنسبة للسيد الحلبوسي على وجه التحديد.. سأضع بين يديه ومن يريد من بقية الرموز الكبيرة الإرتقاء بمكانة المكون السني ممن ينصره في هذه المهمة لإعادة الدور والمكانة إتباع جملة خطوات أساسية ومهمة للغاية تعد (خارطة طريق) لهم وتحقق لهم الآمال المرجوة .. أود أن أطرح ملامحها وستراتيجيتها على الشكل التالي:
1. أن حزب تقدم الذي يترأسه السيد محمد الحلبوسي أدى مرحلته وحصد المكانة المطلوبة لتزعمه المكون السني لمرحلة سياسية لا بأس بها إمتدت لفترتين إنتخابيتين تقريبا ، وكما يرغب السيد الحلبوسي أو هكذا خطط لأن يكون للأعوام التي سبقت عام 2024 ، لكنه بعد الإنتخابات المقبلة سواء أكانت (مبكرة) أو في (إعتيادية) في وقتها المحدد لها عام 2025 ، عليه أن يغير إسم حركته أو حزبه (تقدم) منذ الان بعد أن إستهلكت فترته مضامينها ولغرض كسب أعضاء جدد الى حركته ليتوسع نشاطه الحزبي في المحافظات المعروفة بـ (محافظات المكون السني) وليزيل عنها تبعات تلك المرحلة ويتخلص بعض الشخصيات من تبعات (الإحراج) لمن كانوا ضمن حزب تقدم وقد خرجوا منه قبل فترة أن يعيدهم الى صفوفه ولديهم الرغبة ربما بالعودة اليه ضمن الإطار الجديد ..وهو في هذه الحالة أمام مقترحين لاثالث لهما : إما تسميته بـ ( التيار الوطني العراقي ) أو ( التيار الوطني العروبي) ويدخل الإنتخابات المقبلة تحت هذا العنوان.. وأرى أن التيار الأول هو الأقرب وتسميته تقترب من طرح السيد مقتدى الصدر (التيار الوطني الشيعي) بالرغم من أن تسمية الحركة السياسية الجديدة التي سيتزعمها السيد الحلبوسي تبتعد كثيرا عن إطارها (الطائفي) لكنها تبقى في كل الأحوال معبرة عن توجهات وآمال (المكون السني) ويمكن أن تضم الى صفوفها نخبا وكفاءات وطنية عراقية من كل الاطياف العراقية الأخرى من تلك تلتقي معه في (الرؤية العراقية الشاملة) وليست (الحصرية) ضمن طائفة أو مذهب معين، وسيجد التفافا لم يشهده من قبل تحت العنوان الوطني العراقي لكون (المكون السني) لايريد طرح نفسه كـ (بديل طائفي) ويعد توجهاته عراقية وطنية عروبية في المقام الأول ولن يحيد عن توجهاته الوطنية العراقية هذه على مر الأعوام والسنين والى ما شاء الله.
2. أن يكون إعتماد السيد الحلبوسي على (الشخصيات القوية) أو تلك التي ينطبق عليها (إجادة الدور والمكانة) سواء من الأنبار أو من خارجها ، تلك التي كان يعتمد عليها في الولاءات أو الشخصيات الجديدة التي تنضوي تحت لوائه من حركات وقوى أخرى (قديمة أو ناشئة) لتكون هي واجهته في القيادة حتى وان تطلب إعطائها الضوء الأخضر للظهور السياسي والإعلامي (المميز) لكنها كلها تنطق بإسم السيد الحلبوسي أو تعبر عن وجهات نظره أو سبل تسييره للأمور ويعتمد على توفير سبل الدعم التي هيأها لمن سبقوهم سواء على مستوى (الدعم السياسي أو المالي أو المعنوي) ليكونوا أدواته المقبلة للـ ( التيار الوطني العراقي ) أو ( التيار الوطني العروبي) .. وبهذه الطريقة يتمكن السيد الحلبوسي من التخلص من أرث (حزب تقدم ) وما لحق به من هفوات كان السيد الحلبوسي (نفسه) ربما أحد أسبابها بسبب (أساليب تعامل إنفردي) كما يطلق عليها في وقتها لم يعد يقبلها أحد حاليا وأدت الى ما أدت اليه من (إنهيارات) كانت نتائجها (كارثية) على المكون السني بكل تأكيد.
3. النقطة الثالثة والأساسية هي أن ينفتح السيد الحلبوسي على كل الشخصيات والقوى العراقية الوطنية الاصيلة تلك التي إختلف معها في السابق أو إستهدفها بأية طريقة من طرق الإستهداف المعروفة والتي تسببت بها تلك (الكارثة) والتي تحتاج الى صبر وتان وتحمل عواقب (النكسة) واعادة صفحة جديدة مختلفة كليا مع رفاق الدرب وكذلك الانفتاح على قوى وطنية عراقية لم تشترك في السابق تحت عناوين جديدة أيا كانوا ويعتبر ماحدث مع رفاق الدرب قبل عام وأكثر وكأنه لم يحدث إن أراد (رد الإعتبار) لمكانته ودوره الريادي في أن يعود مجددا الى (الدور والمكانة) حتى وإن كان (التوجيه عن بعد) لكن دوره هو من يفرض وجوده على الآخرين كونه (الداعم الاكبر) و(الراعي الأمين) الذي سيرعى حقوق المكون مرة وفي أخرى حقوق كل العراقيين في كل محافظات العراق وهو عهد لن يحيد عنه قادة ومفكرو السنة ورموزهم وعشائرهم العروبية على مر السنين..فعراقهم يعدونه (أمانة في أعناقهم) ولن يفكروا بـ ( التفريط) بمكانته ودوره مهما تكالبت عليهم قوى الشر أو أرادت جهات أن تزيحهم عن مكانتهم لتحتلها (نيابة عنهم) وهو أمر لاينبغي السماح له باي شكل من الأشكال.
4. لايزال السيد الحلبوسي يمتلك ثقلا سياسيا كبيرا في الأنبار عليه أن يستغله لصالحه منذ الآن وأن لايفرط به كونه رصيده المستقبلي وعليه ان يتواصل معه بإستمرار ويقدم له الدعم والمساندة والتواصل المباشر وبلا إنقطاع فهو جمهوره الذي دعمه ووقف الى جانبه وعليه أن لايضحي به بأي شكل من الاشكال لكن هناك نقطة أساسية على السيد الحلبوسي أن ينتبه اليها ان الرصيد الجماهيري (متحرك) على الدوام وهو لن يبقى (راكدا) كذلك بعد سنوات وبخاصة إذا ماتعرض لريح صرصر عاتية لاسمح الله ..وعليه أن يأخذ ملاحظاتنا في هذه الورقة بعين الإعتبار وأن الحقيقة المطلقة أمام السيد الحلبوسي أن الأنبار والرمادي على وجه التحديد تبقى لسنة أو سنتين مركز إنطلاقته الجماهيرية نحو الصعود وعليه أن لايخسرها وعليه أن (يتنازل) قليلا عن بعض (كبريائه) عند التحاور مع شركائه من المكون السني بما يخدم المحافظة على قاعدته الجماهيرية لكي لايفقد بعض بريقها الذي كان قد ضمن فيها فوزه الكبير في العام الماضي وعليه ان يتواصل معهم ويمدهم بكل وسائل الدعم التي يشعرهم بقربه منهم ودفاعه عما يؤمنون به من توجهات وما يدور في خواطرهم من آمال وتطلعات مشروعة وبخاصة في مجال التعيينات والوظائف وفي الامساك بسلطة القرار السياسي والأمني في الأنبار وأن لايبقى أهل الانبار محرومين من المشاركة في القرار الاعلى للمحافظة أو أن مشاركتهم تبقى (هامشية) وكذا الحال مع المحافظات التي لديه فيها ثقل مؤثر.
5. أن لايضع السيد الحلبوسي (فيتو) على أي شخص سيتم إختيارها لرئاسة مجلس النواب من ( رموز المكون السني ) لكون المرحلة الحالية لن تقدم له شيئا يذكر حتى وان تولاها قيادي من تقدم بل عليه أن يعول على المراحل المستقبلية لأن (المؤامرة) عليه كبيرة جدا من أكثر من جهة سياسية من مكونه ومن خارجها وعليه أن يعي حجم المؤامرة التي تستهدف تقويض معالم مكونه بكامله لكي ينسحق دوره ومكانته ولن يكون له دور أو مكانة في قادم الايام حسبما يخططون وبخاصة من جماعة (الإطار) ومن جهات تلتقي مع الإطار في الطائفة والمنهج والتوجهات وهو إن إستطاع (التوافق) مع جماعته من قادة المكون السني للتوصل الى شخصية (توافقية) لرئاسة البرلمان المقبلة القصيرة المدى وحلها معهم بما يحفظ هيبته ومكانته ودوره بالتوافق معه سيكون له مستقبل أفضل بالتأكيد وستمر الازمة بسلام في كل الاحوال وأن لايتم الإصرار على (الأكثرية السياسية) داخل المكون نفسه بل على (الأكثرية التوافقية) التي هو مشارك في صنع معالمها بكل تاكيد وعلى الآخرين بالمقابل أن لاينكروا له مثل هذا الحق .
6. يعتمد السيد الحلبوسي على إستعادة دوره السياسي من قوة تأثيره الحالية ومن رقعة حزب تقدم الى حد ما لكن بعد أن يتم تبديل حركته من تقدم الى (التيار الوطني العراقي) مع طاقم تقدم ونوابه وسياسييه إضافة الى من يلتحقون به وهم كثر من قوى سياسية وشبابية عراقية من مختلف الاطياف والتوجهات لديهم خلافات مع التوجهات المناظرة بإمكانه ان يصيغ (مشروعا وطنيا عراقيا) تحت إسم (التيار الوطني العراقي) وهو سيشكل عامل قوة ودفع كبيرين لمشروعه السياسي يفوق مشروع حزب تقدم وعليه أن يقنع الدول الأقليمية العربية وحتى الدولية بأن مشروعه سيقدم لهم خدمة كبرى في ان يحافظ على وحدة العراق وأستقراره وسلام المنطقة والعالم وعلى المكون السني من ان يكون (الشريك ألاكبر) الذي لايمكن الإستغناء عنه في أية مرحلة سياسية مقبلة وقد أعاد صياغة (خارطة طريقه المستقبلي) بروح منفتحة على الآخرين وفيها تفاؤل وأمل كبير بالمستقبل بأن العراق أمام مرحلة جديدة من الإستقرار الآمن والنظرة الستراتيجية لطبيعة المرحلة وما تتطلبه من رجالات دولة قادرين على إعادة الهيبة والدور والمكانة الى العراق بأكمله بعون الله.
7. حبذا لو (تحالف) مع السيد الحلبوسي (كبار قادة السنة) ممن لديهم قوى سياسية ونواب في البرلمان من قوى أخرى وإعادة تشكيل (أهل الحل والعقد) فهم (الشخصيات) التي تخطط وترسم الأدوار والطرق الملائمة للسير بالمكون والعراق نحو الأفضل وأن لانخسر مشورتهم كما خسرها في السابق.. فلديهم (تجارب) لايمكن الإستغناء عنها وهم من يحفظون التعهدات والإتفاقات وكيفية تصدر (الواجهة الاولى) لمن يتصدر (رئاسة مجلس النواب) أو أية رئاسة مقبلة كرئيس الجمهورية مثلا أو رئاسة الوزراء وإن كان الحلم الاخير يبدو حاليا بعيد المنال وأن يغظوا النظر عن خلافاتهم التي لامعنى لها ويضعوا مصلحة مكونهم وعراقهم في أولى الإهتمامات وفي مقدمة من يسعون لرفعة بلدهم وتقدمه ونهوضه وعليهم أن ينزعوا تلك العداوات والاحقاد ويركنونها جانبا لأن (الإستهداف الاكبر) من خارجهم كبير الى الحد الذي يريد تقديم رؤوسهم (قرابين) الواحد بعد الآخر ولن يهم عند البعض منهم من يكون (الضحية الاولى) أو (الثانية) أو (الثالثة) لأنكم كلهم (مشاريع ذبح مستقبلية) إن بقي قادة (المكون السني) على هذه الشاكلة من التناحر والإنقسام والحزبية الضيقة والمطامع الشخصية وتبحثون فقط عن مغانمكم ومكاسبكم ونسيتم عراقكم وجمهوركم الذي (يذبح) كل يوم وعلى مدار السنين وهو يجد نفسه في وضع كارثي أليم لايحسد عليه.
هذه (خارطة طريق) عملية وواقعية وفيها أبعاد (ستراتيجية) و(تكتيكية) وهي من ترسم لكم معالم الطريق الموصل الى النجاح ولن تكلفكم الكثير بل سترفع من شأنكم ودوركم ومكانتكم ومن خلالها تعيدون (الإعتبار) و(المكانة) لمكونكم أولا ولأنفسكم ثانيا بأنكم قد وضعتم أنفسكم في (طريق الخلاص) وأصبحتم (المنقذ من الضلال) لمكونكم وشعبكم وتاريخكم وحضارتكم ..اللهم أني بلغت ..فأشهد..والله الموفق .