اليوم الحزب الحاكم رجال سلطة، وليس رجال مشروع، و الدعوة أسلامية لديها أهداف سامية، وبعد تجربتهم بالحكم لفترة تسع سنوات، لم نرى من حكمهم غير الدمار، والكذب والاستهزاء بالمواطن، والقفز عن الدستور، وفساد إداري ومالي، و كثير مما لا يسعنا جمعه وإحصائه من الإخفاقات،
يسعى اليوم حزب المالكي إلى تحالفات جديدة بالية النسيج، بسبب سياستهم في تداول الحكم، ولكذبهم على المواطن في المسائلة عن الفساد، يدعون بأنهم يوسف والتحالف الوطني أخوته! لكن الموضوع برمته ان (الحجاجيين المالكيين) كانو هم من رموا يوسف في البئر وهم من وسوسوا لأخوته برميه، واتهموا الذئب أي(متحدون) بأكله وهو لم يفعل، حيث إن التحالف الوطني اليوم كله لا يستسيغ المالكي، لأنه أصبح مكشوف، أمام الكورد والسنة والبيت الشيعة، وهذا سبب بحثه عن تحالفات جديدة ورموز مصطنعة (شماعة جديدة) ليعلق عليهم إخفاقاته المستقبلية في ما إذا حصل على ولاية ثالثة وهذا المستحيل بعينه.
المالكيين! أسم جديد لصفة اتصف بها رجال السلطة الحاليين، كما كان سابقاً أزلام النظام البائد بالـ(صداميين)، واليوم أصبحت صفة الحزب الحاكم، المتستر باسم حزب الدعوة الإسلامي، العريق الذي فيه رجالات ناضلت، وضحت بالغالي والنفيس، أمثال السيد الشهيد الصدر (قدس سره) ورجاله الذين أعدمُ على أيدي الكفرة الصداميين!
وحتى التيار الصدري هو أيضا يعيش حالة من الترميم، وتغليف جدرانه التي تلطخت، بسبب كم سارق ومتسلق غاب عنهم مشروعهم، فسلخهم سيد مشروعهم، السيد (مقتدى الصدر).
وان كل هذه الآثار التي خرجنا بها من الذين اليوم في السلطة، أي دولة المالكيين (القانون) والتيار الصدري، ستكون حظوظهم في هذه الانتخابات ليس كسابقتها من الأصوات، والسبب كله يرجع إلى وعي الناخب، وتجربته أكسبته خبرة لمعرف الصالح من الطالح! وان فقدان التيار الصدري والقانون الكثير من جماهيرهم ونخبه السياسية، وتحولوا إلى تيارات أخرى تحقق اليسير من أماله للبلد الجريح، ومن هذه التيارات هو تيار شهيد المحراب لقرب الفكر و انسجام التيارين بالعقيدة والمبدأ.
إن نخب المجتمع ومثقفيه باتت اليوم تتطلع إلى تيار مشروع، وفكر جديد لإدارة الدولة، والمهمة صعبة وخطرة وعليها معلقة كل أمال الشعب والمراجع ودول الإقليم،
سيما وان أهمية الحفاظ على مستقبل العراق مسؤولية الجميع في التغيير الصحي، وتحمل المسؤولية! على كل الجماهير ليهبوا في اختيار الأصلح، والأفضل ومن هو خارج دائرة الفساد الإداري والأمني والسياسي والمالي، وكل سلبيات من هو اليوم بالسلطة،
وتبديلهم بمن هم لديهم مشروع ومنهج، قادر على النهوض بالوضع العراقي المتطلع إلى التغيير بحرقة قلب على هذا البلد الجريح، وخوفاً على ضياع الوقت وفوات الفرصة، ولكي لا نعض أصابعنا ندماً، على من اخترنا وتحملنا المسؤولية في سوء الاختيار أمام الخالق جل وعلى.