رغم كثرة الأحاديث التي توصف ما سيكون مستقبلا في التطبيق الاستراتيجي للشرق الأوسط الجديد.. بكونه مجرد اضغاث احلام صهيونية.. سواء بإرادة وأفعال أمريكية مباشرة او عبر مجموعة أدوات إقليمية.
الا وقائع الحال تتحدث عن غير ذلك.. كيف ولماذا؟؟
في عنوان هذا المقال.. خطوط الدم.. توصيف لكل ما يتمناه أطراف متعددة.. بمصالح متضاربة لان يكون ويحصل ويطبق في الصفحة المقبلة لمشروع الشرق الأوسط الجديد.
تبدأ بالمشروع الصيني الحزام والطريق.. ثم المشروع الهندي نحو البحر الأبيض المتوسط. ثم طريق التنمية العراقي او ما عرف بالقناة الجافة.. في مقابل مشروع استراتيجي أكثر خطورة يتمثل في خط نقل النفط والغاز من البصرة نحو ميناء العقبة.. الذي يجعل إمكانية إيصال غاز الشرق الأوسط الجديد نحو الشتاء الأوروبي المتعطش للدفء الاستراتيجي.. والغاء تلك الغلطة الإستراتيجية التي وقع بها الاتحاد الأوروبي تحت رحمة القيصر الروسي في إمداد أوروبا بالنفط والغاز بإدارة موسكو.
هكذا لابد أن يقرا الاتفاق العراقي مع موانيء ابو ظبي لتطوير ميناء الفاو الكبير.. وايضا النتاج الاستراتيجي لزيارة الرئيس أردوغان لبغداد.. لان السلطان العثماني لا يغادر مخدعه لاغراض المجاملة او توقيع عقود ببضعة ملايين الدولارات.. انها الخطوة التالية المنتظرة.. والجميع يرغب ان تكون له بصمته الواضحة عليها.
عراقيا.. هناك حالة صمت وترقب من فرقاء العملية السياسية.. الكل بانتظار ما لا يمكن توقعه من زعيم التيار الصدري.. وهناك مساعي لرص الصفوف لاحزاب المناطق الغربية منها ما يتجه نحو الإقليم كحل ومنها من يتجه نحو تحالفات عابرة للمكونات كحل مقابل تحت عناوين تحالف المستقلين.
كذلك إقليم كردستان بانتظار إعادة ترتيب كلمة المرور للتوافق الحزبي نحو نتائج معروفه في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
السؤال.. عن ردود أفعال المحور المقابل.. هل تسكت موسكو عن مثل هذه التهديدات وهي تخوض حربا مع أوكرانيا؟؟
كيف يمكن أن تشارك في مشاريع الطاقة وأهمها العروض التي تقدمت بها لاستثمار غاز عكاس وحتى مناطق حقول النفط في إقليم كردستان؟؟
ما موقف الفصائل المسلحة الموالية لإيران عن شق ومد الانبوب الناقل للنفط والغاز باتجاه العقبة.. وربما يكون باتجاه ميناء اشدود الإسرائيلي والصين والإمارات ابرز المستثمرين فيه وصمم كنقطة تجمع للغاز والنفط ونقله نحو اليونان.. عبر قبرص.. وهناك عدة اجتماعات حصلت ومؤتمرات عقدت لمناقشة اليات وأساليب هذا الاستثمار المشترك مع حقول نفط وغاز شرق المتوسط الذي يشمل مصر وإسرائيل ولبنان!!
كل ذلك يكرر السؤال عن الموقف الأمريكي في عدم انتهاء مخاطر عودة ظهور الإرهاب الداعشي من جديد!!
تساؤلات حائرة تبحث عن إجابات وقحة.. تخرج من معطف تضارب المصالح الإقليمية والدولية… فيما الكثير من الذين يتصدرون التحليل السياسي والاقتصادي.. يكتفون بمط شفتهم.. والقول مجرد اضغاث احلام.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!