19 ديسمبر، 2024 1:13 ص

الجيل الخامس.. تطبيقات الردع بين إيران وإسرائيل!!

الجيل الخامس.. تطبيقات الردع بين إيران وإسرائيل!!

يسجل الرد الإيراني ثم الإسرائيلي نموذجا لتطبيقات الردع في أسلحة الجيل الخامس من الصواريخ بعيدة المدى والمسيرات المتفجرة او تلك التي تطلق صواريخ محمولة.
معضلة الكثير والكثير جدا من المتصدرين لتحليل هذا التطور التقني في توظيف هكذا نموذج من الاسلحة في الردع الإقليمي.. يتمثل في التباين بين حاجز العاطفة وبين القدرة على التحليل الموضوعي والخروج من دائرة المظاهر إلى تحليل بواطن الوقائع.
تاريخيا.. هناك أكثر من أربعة عقود مضت على التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل ومن يتحالف معها لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية.
وايضا تاريخيا لم يحصل تصادم عسكري مباشر مثل الذي حصل مؤخرا.. السؤال هل يتواصل الفعل ورد الفعل وسط صخب العواطف ام ستعود الأمور إلى ذات التقدير الاستراتيجي للحنرال البروسي كارل فون كلاتوفيتز  في قوله (الحرب وسيلة التعبير عن فشل السياسة في التوصل لحلول مقبولة بين أطراف الازمة.. سرعان ما تهدأ نيران المدافع لجلوس السياسيين والتفاوض حيث انتهت نتائج المعركة).
وقائع التصريحات الرسمية المتلفزة سواء الإيرانية ام الإسرائيلية ثم الأمريكية والبريطانية ثم حلف الناتو.. تتعامل مع تسويق سياق للردع وفق معطيات نتائج الضربات المتبادلة.
نعم تمتلك إيران بالذات قدرات صناعة وقرار استخدام أسلحة الجيل الخامس.. وربما ستعلن عن حصولها على الردع النووي المتبادل مع إسرائيل ودخول نادي الأمم النووية الصغيرة..
لكن..
معضلة الردع المتبادل مع إسرائيل يتطلب مراقبة ردود أفعال من يقف أمامها.. والقصد في ذلك دول الخليج العربي وتحالف الابراهيمية.. الذي يضم العراق والاردن ومصر… وإسرائيل!!
هكذا تسكن العبرات.. والسؤال هل تأخرت إيران في ركوب قرار الردع المباشر قبل احتلال العراق.. ووقعت في الخطأ الاستراتيجي للتعامل  مع عراق ما بعد الاحتلال بتصور كونه الحديقة الخلفية لإيران؟؟
ربما لصبر تاجر السجاد اليدوي الإيراني مواقف مغايرة تبحث عن ركوب موجة التفجير النووي كمطلب للردع بما يجعل ردود الأفعال الإقليمية والدولية عند حافات هذا الردع المتبادل باسلحة الجيل الخامس وفرض شروطه على الجميع..
عندها ستنهمر دموع العواطف بالقبلة النووية الإيرانية بعد أن انهمرت هذه الدموع بعيون المتحاورين عن الصواريخ الإيرانية !!
هذه النبرة المفضوحة تتجاوز حتى الأسلوب الإيراني في إدارة عمليات الردع المتبادل.. وبكل ذكاء منقطع النظير تثبت إقليميا تلك الهواجس عن مخاطر الهلال الشيعي.. فالنزاع ليس عقائديا أكثر من كونه تنازع سلطة وسيادة دولة وطنية تتعامل مع متغيرات جعلت مثلا حافظ الأسد يقصف مدن سورية بسبب الاخوان المسلمين.. وهي ذاتها من حملت الرئيس المصري السيسي الي معقد الرئاسة بدلا من الرئيس مرسي.. وهي أيضا من جعلت إمارات الخليج العربي تكرر الولاء للصهيونية العالمية وستكرر ذلك ما دامت تستشعر الخطر والخوف الطائفي  من هلال شيعي.. يطرح عواطف جياشة بين مواطنيها بدلا من اعتبار حنكة الموقف الإيراني الذي جعل وزير الخارجية الإيراني يضم ويقبل وزير الخارجية الأردني في اجتماعهم الاخير!!
لذلك منهج العواطف والغلواء فيها. لم ولن يخدم إدارة الازمة.. وتلك مهمة المتصدرين للراي العام.. مطلوب محاكاة هواجس القوم كل حسب ظروفه.. فكما تحول العراق من اتهام نظام بشار الأسد بتصذير الارهابين إلى أبرز حليف اقليمي ما بعد إيران.. يتطلب مواكبة عمليات الردع في أسلحة الجيل الخامس بعقلية أسلحة المستقبل.. وهكذا سيكون الموقف الإيراني في خطابه الدبلوماسي والاعلامي.. فهل يستطيع المخطط الاعلامي لمنصات التواصل الاجتماعي العراقية ضبط الإيقاع على الموجة الإيرانية من دون صخب العواطف.. سؤال يفتح أبواب نقاش حاد واتهامات شتى.. لكن القول الفصل ان الكثير جدا سيتمسك بصخب العواطف مقابل التفكير الاستراتيجي الإيراني بالتفجير النووي.. وتلك الأيام نداولها بين الناس.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!