من مباهج الديمقراطية في بلادنا المنكوبة إن إستعصاءات الأزمات السياسية والصراعات على المناصب غالباً مايحتكم فيها الى السلاح تهديدا وترهيباً أو استخداماً فعليا ومن قوى لاتمر خطاباتها السياسية على المجتمع الا وتتشدق بالديمقراطية الناجزة أو اشباهها !
في ديالى التي لامحافظ لها حتى الآن ، والتي وصلت حدود الازمة فيها الى التلويح باستخدام السلاح والتهديد به ، كما حصل مع النائبين مضر الكروي وناهدة الدايني ، دخلت مرحلة الازمة فيها الى مقتربات خطيرة تهدد سلمها المجتمعي والجهود التي بذلت لتعميقه ، لسواد عيون منصب المحافظ ، المنصب الذي يدور حوله الصراع والمتمسك به المحافظ السابق السيد مثنى التميمي .
الرسالة التي بين يدي اشك تماما انها مذيلة من وجهاء وشيوخ بني تميم وهم الأكبر من المنصب ومسمياته واغراءاته ووجاهته ، الرسالة حتى لم ترسل وفق الاعراف العشائرية المتسمة بالاحترام ، فقد سلمها مجموعة من المسلحين مع نحو عشرين سيارة الى حرّاس مضيف الكروية في جلولاء المسمى ” مضيف الديرة ” تجاوزا على المفهوم العشائري الضيق لتشمل الديرة الجميع بكل تلاوينهم وانتماءاتهم .
تقول الرسالة ” نصر من الله وفتح قريب …رسالة شعب بني تميم الى اعضاء مجلس محافظة ديالى ….نحن شعب ال ” 4000″ شهيد الذين ضحوا بدمائهم من اجل تحرير محافظتنا وعراقنا من الارهاب ومنصب محافظ ديالى ثمن دماء شهدائنا وأي تميمي في أي حزب لايمثل بني تميم ولانقبل بمقاسمة المنصب وانما مرشحنا الوحيد مثنى علي مهدي التميمي.ونتمنى منكم ان لاتدخلوا في أي تحالف ضد شعب بني تميم ” .
ليس معقولا ان يتحدث شيوخ بني تميم الكرام بلغة النصر من الله والفتح القريب مع ابناء المدينة الواحدة والوطن الواحد والذين تزّكت دماءهم المشتركة في محاربة الارهاب ، انها على الاغلب رسالة حزبية ارادوا الباسها لبوساً عشائريا لتحقيق غايات سياسية ضيقة !
والأسئلة :
هل سيعتبر نصراً لو ان السيد مثنى التميمي حصل على المنصب بقوة السلاح؟
والنصر على من ؟
وما مستقل مشاريعه وبرامجه في مواجهة قوى سياسية ومجتمعية لاتتعاونمعه ؟
وهل يمكننا الحديث عن الديمقراطية اذا كانت المناصب تؤخذ عنوة تحت خيمة السلاح ؟
أكرر ان مثل هذه التوجهات القسرية لاعلاقة لها بحكماء ووجها وشيوخ بني تميم الكرام والأكارم، الذين يتوقف عليهم الآن مسؤولية نزع فتيل الأزمة في محافظة البرتقال الذي رائحته لاشراكة ولاشبه ولاعطر لها مع رائحة البارود !!
ليس أمام الجميع الى الارتكان الى لغة العقل ومنطقه ، ليس لانقاذ ديالى من ازمتها الحالية بل لتجنب انعكاساتها على العراق عموماً !!