لاشكّ ولا جدال أنّ السلطات العسكرية والسياسية في ايران منهمكة الى اقصى الحدود وعلى مدار الساعة في تنظيم وترتيب تحصيناتها الدفاعية والتمويهية ضد الضربة الجوية – الصاروخية القادمة ” المجهولة الموعد ” وبما يمكن تقليل الخسائر المفترضة ازاءها الى الحدّ الأدنى الممكن والمفترض , وخصوصاً أنّ ايران تعجّ وتضجّ بالأهداف الأقتصادية والعسكرية ” ولا نتطرّ ق هنا ! ” الى المنشآت النووية , كما مّما يضاعف من اعباء الإستحضارات والإنهماك الأيراني في ذلك هو عدم معرفة اتجاه او اتجاهات هجوم الطائرات الأسرائيلية , وهل ستكشفها الرادارات ووسائل الدفاع الجوي أمْ انها ستخضع للإستسلام والصمت أمام وسائل لتشويش الألكتروني الأمريكية – الإسرائيلية , وهذا أمرٌ وارد وقائم , ولا من سبٌلٍ لمعرفة حقيقة ذلك سوى الإنتظار الحارّ , كما تنعدم بالمطلق أيّ محاولةٍ ايرانية ” افتراضية ” واستباقية لإجهاض الهجوم الإسرائيلي المقبل و وأده .! , فلا من مجالٍ لممازحة تقنيات التكنولوجية الحربية لدول الغرب , واتي تجهلها حتى روسيا .!
من الجانب الآخر , وَوِفقَ التحليل المُفصّل لتصريحات القادة الإسرائيليين منذ اليوم الذي اعقبَ هجوم المسيّرات والصواريخ الإيرانية , فهذه التصريحات الممنهجة التي يجري تدويرها بدرجاتٍ صوتيةٍ متقاربة سواءً من نتنياهو او ” يوآف غالانت – وزير الدفاع ” او ” هرتسي هاليفي – رئيس الأركان ” وحتى الناطق بإسم الجيش الإسرائيلي ” دانيال هاغاري ” , فما يُستخلص ويُستنتج منها أنّها مُضخّمة وتفوق الأحجام والأوزان المفترضة ضمن متطلبات الحرب النفسيّة , وقد يغدو ذلك شبه طبيعيٍّ جرّاء محاولة زرع الرعب الإستباقي لدى الجانب الأيراني , بجانب حالة الإرباك السيكولوجي لدى القادة الأسرائيليين ” بشكلٍ او بآخرٍ ” خشيةً او كتحسّبٍ مسبق لمشاركة عدة قوى ” من الفصائل والميليشيات ” ومن مناطقٍ جغرافيّة متباينة ضمن ردّ القيادة الأيرانية المفترض على الضربة الإسرائيلية القادمة بالرغم من أنّ كلا الطرفين الصهيوني والفارسي لابد أن يكونا ملتزمين بأنّ ” الأفعال وردود الأفعال ” ينبغي ان تغدو مخفّفة ومُلطّفة .! لإعتبارات دوليّة مرسومة ومُحكمة تمنع من توسيع رقعة الحرب من زاوية الجيوبوليتيك , ولحفظ ماء الوجه لكلا الطرفين المتصارعين من دونِ حلبَة مصارعة .!