لا تستغرب عزيزي القارئ فأنت في بلد العجائب والغرائب فبعد الجنائن المعلقة وغيرها من العجائب قد ظهرت اعجوبة جديدة في بلاد الرافدين وهي مفوضية الانتخابات وهيئتها القضائية حيث بدأت تظهر العجائب والغرائب تقريبا بشكل يومي ولا تتفاجىء ايها المواطن اذا ما طلب منك يوم الانتخابات ما يثبت انك حي وليس ميت! لان مفوضية الانتخابات قد اصدرت بيان دعت فيه كل من لم يحصل على بطاقة الانتخاب عليه التأكد من عدم وجود اسمه في سجلات المتوفين ! فهذه اخر عجائب وغرائب المفوضية المستقلة للانتخابات بعد العجائب التي قد سبقتها عندما تم توزيع لعدد كبير من العسكريين بطاقتين احداهما للاقتراع الخاص والاخرى للاقتراع العام في بلد ينبغي ان لا يسمح للعسكرين التصويت ولا يسمح لهم بالترشيح كما هو الحال في البلدان التي تنتهج الديمقراطية في الحكم. وعجيبة اخرى تضاف لعجائبهم و هي ان دلت على شيء فإنها تدل على ثقتها الكبيرة بالمتقدمين للترشيح حين تقدم قطري ليرشح للانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق ولم يتم التعرف عليه الا بعد اعلان الاسماء التي يحق لها الترشيح . وتتضح رغبة المفوضية سعيها لا شراك جميع المواطنين في الانتخابات وتسهيل عملية الاقتراع من خلال ما تقوم به من اجراءات وقرارات ولا تستغرب اذا سمعت عن فتح مراكز اقتراع في “المقابر” لان المفوضية قد اصدرت 46901 بطاقة اقتراع لمتوفين! , وفي ظاهرة غريبة وعجيبة اخرى تنم على نبذ العنصرية وعدم التفريق بين العراقيين وغيره تم اصدار182بطاقة اقتراع لغير العراقيين! ,وحتى الاطفال والمراهقين كان لهم نصيب من البطاقات فقد تم منح 2723بطاقة اقتراع لهم لينشؤا في بيئة ديمقراطية منذ الصغر! , اما المجانين فلم تنساهم المفوضية فقد اصدرت لهم 23 بطاقة لعلهم يجدون من يمثلهم يوما في البرلمان “العقال” , ولم تغفل المفوضية عنصر المفاجئة فقد كان هناك “جوكر” للمحظوظين لبعض الناخبين الذين يبلغ عددهم 3373 الذين ربحوا بها واستطاعوا الحصول على بطاقتين نعم بطاقتين ! . اما على الجانب الاخر فان قرار السماح لمشعان الجبوري بالترشح للانتخابات رغم ماضيه في دعم الارهاب والفساد ليس سوى رغبة من المفوضية لأثبات ان باب الترشيح باب من ابواب التوبة لا يمكن غلقه حتى عن جند الشيطان . اما عدم السماح لصباح الساعدي وجواد الشهيلي في الترشح هو لإثبات ان المؤمن مبتلى فقد ابدعت بذلك. اما تغريم مها الدوري مئة مليون دينار بعد محاولة اغتيالها فهو اجراء قوي لإثبات مدى “ايمان” مها الدوري من خلال صبرها ومقابلتها بالإساءة لها ومحاولة اغتيالها بالإحسان. واعتقد انكم بدأتم تفكرون بعجيبة العجائب وهي عند اعلان النتائج عندما ستقاتل من اجل إثبات نظرية ان الـ” الجدر” ما يتنصّب الّا على ثلث رجلين !!!.