المغتربون العراقيون في مملكة السويد كانو يتباهون بأنجاز الجواز السويدي لكافة المواطنين خلال ثلاثة أيام فقط ، ولكن !! بلدنا الحبيب العراق قد أختزل وأختصر هذه الفترة الى نصف ساعة فقط لأستلام الجواز الالكتروني الجديد الذي يتميز بمعايير عالمية وتقنية عالية ومتطورة ، ويتيح للمسافر العراقي حرية السفر الى جميع بلدان العالم بكل سهولة ويسر .
يأتي هذا الانجاز الكبير ولأول مرة في العراق بعد توجيهات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وبأشراف مباشر من قبل وزير الداخلية عبد الامير الشمري ومدير عام الاحوال المدنية والجوازات والاقامة اللواء الحقوقي نشأت ابراهيم الخفاجي ، وقد يجد المسافر العراقي بعد مراجعته قسم جوازات الكرخ ( العلاوي ) مثلا ، البناية الحديثة والمتطورة التي تليق بالمراجعين والتي تتوفر فيها كافة وسائل الراحة ومنها التدفئة والتبريد والنظافة على مدار الساعة ، عكس ما كانت عليه البناية سابقا ( بائسة ) والتي لا تصلح حتى ان تسمى دائرة ، فضلا عن التعامل الانساني والمهني من قبل مدير الدائرة وكافة المنتسبين دون استثناء ، اضافة الى انسيابية العمل وفق الجدول المعد للمواعيد المسبقة من اجل عدم ارباك العاملين والمراجعين ، وهذه الحالة تحدث لأول مرة ايضا في مثل هكذا دوائر خدمية في العراق .
هناك أستثناءات من المواعيد للمواطنين العراقيين المغتربين الذين يراجعون من اجل الحصول على الجواز الجديد ، اضافة الى تقديم التسهلات لهم حسب التعليمات الواردة من الجهات العليا ، والملفت للنظر بعد مراجعة المواطن العراقي هذه الدائرة لم يجد ( اصحاب الاكشاك ) المتواجدين مقابل الدائرة والذين كانو يبتزون المواطنين بأسعار خيالية بعد كتابة الاستمارة يدويا والمعدة لطلب الحصول على الجواز العراقي ، حيث يتم حاليا كتابة كافة المعلومات داخل الدائرة ( الكترونيا ) وغير قابلة للتزوير فضلا عن سرعة الانجاز والدقة المتناهية ، وفي هذه المرحلة يتم تثبيت المعلومات الخاصة بالمواطن والتقاط الصورة الشخصية له ضمن المواصفات العالمية ، اضافة الى التوقيع وبصمة اليد وهذا العمل لم يستغرق اكثر من عشر دقائق فقط ، ومن ثم تأتي مرحلة دفع فاتورة الحساب البالغة ( 91 ) الف دينار عراقي كرسوم الجواز الالكتروني لفترة قادمة أمدها عشر سنوات ، ونتوقف هنا بالشيء المفرح حيث لا يتم استلام المبالغ بطريقة ( الكاش ) وانما يتم الدفع عن طريق البطاقة الالكترونية وفي حالة عدم امتلاك المراجع هذه البطاقة يتم تجهيزها في الدائرة نفسها وخلال دقائق ، وبهذا الاجراء المدروس والمخطط له بشكل جيد سيتم الحد من الفساد المالي والاداري الذي أستشرى في جميع الدوائر والحد من هذه الظاهرة التي بدأت تتلاشى مع مرور الايام .
بعد هذه المرحلة يتم انتظار المواطنين كمرحلة أخيرة في غرفة أستلام الجوازات والتي لا تستغرق اكثر من ( 15 ) دقيقة لأستلام الجواز الألكتروني العراقي الذي يتصف بخزن المعلومات الخاصة بصاحب الجواز في ( سيم كارت ) ، كما يتم طبع الصورة الشخصية بالليزر والذي يسهل عملية السفر ، كما يمكن لحامليه المرور في المطارات عبر البوابات الالكترونية من دون المرور عبر طوابير الجوازات … الف تحية للعاملين في مديريات الجوازات كافة ، ومبروك لجميع العراقيين هذا الانجاز الكبير الذي يتسم بالفرح والسعادة وراحة البال في الحصول على مستمسك مهم من المستمسكات الرسمية في بلدنا الحبيب وايضا القضاء على الروتين وانهاء حالة الطوابير التي كنا نشهدها سابقا في هذه الدوائر والتي لا مبرر لها ، وانهاء حالة انجاز المعاملات من قبل المعقبين واصحاب النفوس الضعيفة في أستغلال المواطنين .