19 ديسمبر، 2024 12:08 ص

ماذا بعد رفح .؟

ماذا بعد رفح .؟

 تُعتبر مدينة رفح ساقطة عسكرياً وفق أيّ حساباتٍ عسكرية مجرّدة < فهي ضمن مديات مدفع المورتر 80 و 82 > الإسرائيلي المحاذي لأطراف وحافّات المدينة , عدا سيطرة مطلقة من البحر والجو .!

ومن قبل أن تتدفّق نحوها القوة الإسرائيلية التي قد تشرع بالهجوم خلال وقتٍ قصيرٍ على مايبدو , ويتوقّف هذا الهجوم على بعض عناصرٍ من الإعتبارات والتحذيرات الدولية التي استنفذت مفعولها لحدّ الآن .! مع ما يرتبط بمحاولاتٍ تكررت لأكثر من مرة لإجراء هدنة مؤقتة بين حماس واسرائيل بغية اطلاق سراح الرهائن والأسرى بين الجانبين , إذ هنالك خلافات لم تنته بعد حول اعدادهم رغم الوساطات المصرية والقطرية , وهذا أمرٌ ليس بجديدٍ في نشرات الأخبار , لكنّ التطوّر الأحدث والأخطر الذي قد ينسف محاولة التوصل الى هذه الهدنة المفترضة ويقلب طاولة المفاوضات المحتملة رأساً على عقب , هو ما تكشّف عنه الغطاء اعلامياً عن تمكّن وزارة داخلية حماس ( جهاز المخابرات ) من القاء القبض على عشرة من ضباط ومراتب ” لحدّ الآن ” من قوّة خاصّة تابعة للواء ماجد فرج مسؤول مخابرات السلطة الفلسطينية في مدينة رام الله , حيث تسللت هذه القوة سرّاً من جنوب غزة واجتازت وسطها ووصلت الى منطقة شمال غزة الخطرة , حيث غدت طريقة التسلل هذه عبر التنكّر كسائقي شاحنات المساعدات القادمة من مصر , وبتعاون واسناد من جهاز الموساد والجيش الإسرائيلي , تحقيقات مخابرات حماس قائمة على قدمٍ وساق وبأنتظار الكشف عن مزيدٍ من التفاصيل والمعلومات السريّة والخطيرة الأخرى والتي قد تفوق ما وقع وما يمكن ان يترتب ويقع .

لا نبتغي استباق الأحداث عمّا جرى وهو في بداياته , ولا التطرّق المبكّر للدَور المصري المتوائم والمتناغم مع تل ابيب , لكنّ ما يمكن استنتاجه أنّ مجمل ذلك قد يُعجّل من اقتحام الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح وفي وقتٍ اسرع , مع ما سينجم عن ذلك عن مجازر كارثية انسانية , وهذا التعجّل في جزءٍ ضيّقٍ منه هو للتغطية وحجب اضواء الإعلام عن عملية غدر السلطة الفلسطينية ومصر في هذه العملية التي جرى وأدها بسرعةٍ فائقة .!

  في عودةٍ وخروجٍ من هذه الإستدارة الحادة والنارية عن صلب الموضوع , فيمكن القول مسبقاً أنّ ” الواقعة قد وقعت ! ” وستضحى رفح كشقيقاتها من مدن القطاع التي احتلتها اسرائيل بخسائرٍ جمّة , انما بقدر ما طبّل وزمّر نتنياهو خلال الأسابيع القليلة الماضية عن نيّته لإحتلال هذه المدينة التي كان شديد التردد المغطى في اقتحامها , حيث جزء من ذلك هو تكتيك محاولته تهدئة احتجاجات عوائل الرهائن الأسرائيليين المطالبين بعودة اسراهم وايقاف الحرب لأجل ذلك وسواه , لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد ورّط نفسه ” بشكلٍ او بآخر ” بصورةٍ مزدوجة .! , فماذا بمقدوره تخدير الجمهور الأسرائيلي ” الموعود بالنصر واعادة او استعادة الرهائن من حماس , بينما كل او معظم ما تحت ارض ومدن قطاع غزة من شبكة الأنفاق المعقدة والممتدة الى اتجاهاتٍ مجهولة , هي تحت السيطرة المطلقة لحركة حماس وكتائب القسّام والأخريات , وبتعبيرٍ في اللغة او اللهجة الدارجة : < كأننا لا رُحنا ولا جينا .! >

  ضمن الإستقراءات العسكرية وفي رؤىً اعلامية استباقية , يترآى أن قيادة حماس قد قلّصت اطلاق صواريخها على تل ابيب والمدن الإسرائيلية الأخرى , استعداداً للمرحلة القادمة والمجهولة والتي اوّل من يجهلها هو بنيامين نتنياهو .!