تمـثل ظاهرة تدهور وتدني مستوى التربية والتعليم في العراق ، من الهموم الرئيسية التي يلمسها كل عراقي ، بل وتمارسها بشكل مباشر العوائل العراقية ابتداءً من أول يوم يداوم فيه التلميذ في المدرسة الابتدائية ، مروراً بمختلف مراحل التعليم وحتى التخرج من الجامعة .
الجميع يعرف ان ثالـوث التربية وقوامه ..(( الطالب ..المعلم ..المدرسة )).. وهذا الثالوث يشهد تدهوراً بالغاً في مستوياته يوماً بعد يوم ، والنتيجة هي من الممكن ان نسمي التعليم في العراق بالوقت الحاضر ب (المتخلف ) .
ولو رجعنا الى المدارس الحكومية ، فهي تكتظ غالبيتها بالتلاميذ في المدارس الابتدائية وكذلك بالطلاب في المدارس المتوسطة والاعدادية …مما يدفع بعض العائلات اضطراراً للجوء الى المدارس الاهلية بعيداً عن مشاكل التعليم في المدارس الحكومية ، مع الأخذ بنظر الأعتبار ان ظاهرة المدارس الاهلية اصبحت منتشرة بفضل ( الطبقات المتنفذة ) سواءً أكانت سياسية أم محاصصاتية أو حزبية .
طبعاً الحال في الجامعة ليس بأحسن منه في المدرسة وخاصة الكليات الاهلية التي ومع الاسف الشديد ان معظمها نستطيع أن نسميها ب ( كليـات تجاريـة ) على حساب العلم والمعرفة .
وبصدد الجامعات والكليات ( الرسمية والأهلية ) اصبحت بمثابة معامل تـفريخ تـقـذف للشارع العراقي البطالة بالآلاف المؤلفة من الخريجين العاطلين .. ولم تتخذ الحكومات المتعاقبة الحل لانتشال هذه الطاقات المعطلة من خلال امتصاصها بتشجيع القطاع الخاص او استعادة الكثير من المصانع المعطلة التي بامكانها احتواء الكثير منهم .. وكلنا يعرف ان الدولة لا تستطيع تعيين الجميع في وظائف حكومية . ولكن بامكانها ان تنتهج برامج وخطط لاستيعاب هذه الاعداد وبطرق علمية مختلفة لتكون هذه الطاقات منتجة في القطاعات الصناعية والخاصة .
والخلاصة ان المشاكل المرتبطة بنظام التعليم في العراق بالوقت الحاضر سببه هو الفساد الاداري وانعدام الكفاءة والافتقار الى الموارد الكافية ونظام الجودة الضعيف فضلاً عن نقص في كفاءة ( بعض ) الهيئات التعليمية والتدريسية وضعف ( بعض الادارات ) وحتى التهاون من قبل الاشراف ، لان معايير الاشراف هي استكشاف نقاط الضعف او اخطاء المعلم والمدرس من أجل تقويم الاداء نحو الافضل .