لا يختلف اثنان على ان التاريخ فيه الغث والسمين فيه الصحيح والضعيف فيه التحريف والسليم وهذا ناتج من وعاظ السلاطين ومن لا يتصف بالنزاهة ، وقد نادى بعض الاعلام اعادة كتابة التاريخ او تصحيح التاريخ وما شابه ذلك ، وهذا الامر حسب وجهة نظري القاصر امر مستحيل ، لان هواء التاريخ هو ديني صرف والديني يكون محل خلافات حادة لان المقدسات والعقائد تدخل ضمن مفاصله .
قراءة التاريخ بتجرد صعبة للغاية من حيث لو تجرد الانسان من عواطفه وجعل عقله هو الحكم فانه سيصطدم بمتعصبين من كلا الفريقين سنة وشيعة اذا ثبت لهم خطا ما يعتقدون ، المتعصبون هم اساس تزييف التاريخ فهنالك من يصر على صحة وقداسة كتبه التاريخية وهنالك من يقتنع بخطا هذه الرواية او تلك فيحاول ايجاد مخرج لها مهما كلف الامر حتى ولو على حساب العقل .
كل انسان من حقه ان يقرا التاريخ ليطلع على ما يرغب ولكن من المهم تنظيم هذه الرغبات وفق الزمان والمكان وثقافة المجتمع وما تحتاجه من امور ضرورية للنهوض به .
السيد حسين البروجردي مثلا كان لا يرغب في مناقشة ما يتعلق بالخلفاء الراشدين وهذا هو عين الصواب لان الامر لا يصل الى نتيجة ولكل مسلم رايه في ذلك والنقاش يعني تمزيق النسيج الاسلامي . بل هنالك روايات في كتب الشيعة يختلف فيما بينهم اساطين الشيعة حولها ولا يتقبل كل منهم راي الاخر ، وفي نفس الوقت هذه الروايات عند السنة والشيعة اصبحت مادة دسمة لمن يقال عنهم التنويريين او من يكيد للاسلام فتجد لهم مؤلفات صدرت تعتمد الخزعبلات وبالمصادر الموثقة للمسلمين بحيث من يقراها من سذجة العقول يصبح لديه شكوك في الاسلام .
مما لاشك فيه الخط الاموي والعباسي عبثا كثيرا بالتاريخ ولكن هذا لا يعني انه لا يوجد الصحيح والموثق فالقران هو الدليل على ما نريد معرفة صحته . واسوء ما يخدش الحقيقية عندما تجد مسلم سني او شيعي يقدس شخصية ما فيدافع عن كل ما ينسب له دفاعا اعمى والنتيجة حتى المقدسات الحقيقية ينالها القدح وهنالك من يفقد الثقة بالكل بعدما ينصدم بما كان يثق بانه مزيف .
كتاب الكافي فيه قرابة (16) الف حديث تقريبا ( 6) الاف حديث تم توثيقها والبقية كلا فهذا يعني بحدود 60% من الكتاب فيه خلل ، وهنا يبدا الخلط بالنقد بين الكاتب والمكتوب ، واخر يعتمد كتاب صحيح البخاري يقول عنه عدل القران وفيه من الروايات مما جعل اغلب ان لم يكن كل علماني الدول الاسلامية يقدمون على انتقاد الموروث الاسلامي بسبب هذا المدسوس او المزيف .
هنالك روايات مثلا في تفسير القمي او في كتاب سليم ابن قيس الذي اتحف بمديح جعلت منه من ضروريات المذهب هذه الروايات عندما تصطدم بالقران يبدا التاويل والتبرير بانها نسبت لمؤلفها ، اذا كان كذلك فلماذا لا تنقحوها ويتم طباعتها مجددا ؟ الحديث عن الموروث وليس عن الشخصيات فان لها مكانتها المرموقة في التاريخ
هنالك احداث لا يفضل اطلاقا اثارة النقاش حولها لما يترتب عليها من اولا اثر سيء وثانيا لا تنتهي بنتيجة .
كتاب سبات العقل في الاسلام او المعجزة لجورج طرابيشي فيه دراسة واحصاءات للموروث الاسلامي السني والشيعي عن المعجزة والكاتب كما تعلمون هو مسيحي وليس مسلم ، وكاتب اخر اسمه بسام الجمل له كتاب عن التاريخ الخاص بفاطمة الزهراء ليعتمد روايات في البحار غير موثقة ويرتب عليها نتائج طاعنة بالاسلام وكتاب اخر عن اسباب النزول للقران وهو الكاتب المسيحي فيظهر ارقام واحصاءات عن رواة تفسير القران واسباب النزول تظهر التفاوت فيما بين الرواة والاشكالات التي تثار على الموروث الاسلامي هنا وهناك .
لابد من التاكيد على الاسلوب الصحيح لقراءة التاريخ ولكشف الضعيف والمحرف حتى تكون المعيار في معرفة صحة اي رواية ومناقشتها وفي نفس الوقت قطع الطريق على من يبحث عن الخزعبلات لانتقاد الاسلام .