نتذكر مدارس ايام زمان كانت ابنيتها تضم قاعات وصفوف خاصة بالنشاطات المدرسية من مراسم ومختبرات وغيرها يتوجه اليها الطلبة من مختلف المرحل الدراسية في اجواء تربوية جدية ومنعشة ينتظرونها بفارغ الصبر لتغيير الاجواء واكتساب معارف ومهارات جديدة ..
وزارة التربية اعلنت مؤخرا عن انشاء مختبرات ومسارح وساحات ضمن التصاميم الأساسية للمدارس الجديدة وتجهيزها بالمستلزمات كافة في اهتمام وعودة الى ما كان موجود سابقا , وبالتالي اعادة ما حذف من المناهج من النشاطات اللاصفية لأهميتها وتأثيرها على عموم العملية التربوية وانعكاساتها الايجابية على الحالة النفسية وتحسين الامزجة والارتقاء بها وتخفيف من حدة التوتر في الايام الدراسية , وتوفير بيئة دراسية ملائمة تؤدي الى الاقبال الاكبر على التعلم والارتقاء بمستوى الدراسة .
ان توفير هذه البنية وتجهيز المدارس لاشك انه يضيف اعباء على موازنة وزارة التربية ونامل ان لا تتحمل العوائل نفقات التجهيز مثلما فهمنا من تصريح المتحدث باسم وزارة التربية الذي اكد ان مجالس الاباء ستدعم هذه التجهيزات .
ان هذه المسؤولية من صلب واجبات الجهات الحكومية المختصة , فعليها تقع مسؤولية توفيرها لأنها جزء تمارس فيه المناهج التربوية المعدة لهذا الغرض ولا يجوز ان تتحمل مجالس الاباء او الاهالي ” بالتبريع ” او اي اسلوب اخر يرهق ميزانية الاسر او يبقها تعاني من النقص الذي قد يغلقها او يقلل الاستفادة منها .
من المؤكد ان هناك حاجة الى نظرة جديدة الى هذه الاضافات واستغلال امثل لها بما يؤمن تطور العملية التربوية والعملية ومواكبة تعلم التطور التكنلوجي , وهي من جانب اخر ستدفع نحو اعادة تأهيل الطاقات البشرية المتوافرة في المداس وادخال وظائف نوعية لإدارة هذه المرافق والمهن , أي اضافة فرص عمل ربما تدخل لأول مرة وتجديد القوام التربوي منها .
انها خطوة ثمينة في الاتجاه السليم لتنمية قدرات الطلبة وتطوير مداركهم وتحسين حسن تلقيهم للتعليم والارتباط بالمدرسة , وتنمية المواهب ورعايتها, خصوصا اذا تخلصت التربية من الدوام المزدوج والثلاثي واتيح للمتلقيين قضاء وقت اطول في مدارسهم واعادة الساعات التي حذفت من مناهجهم المقررة .