ظهر لنا في الآونة الأخيرة، بشكل غريب وبأسلوب ملتوي، سعي حثيث لتجريد المرأة العراقية من كل قيم الخلق الرفيع، وسحبها إلى حيث الإنحطاط والخسة، وذلك بعرضها بأسواق الرياضة، فالأمس بمارثون مختلط، واليوم مسابقة سباحة للبنات، وهذا في كليات التي يفترض أن تكون منابر علم تحافظ على القيم الثقافية للمجتمع العراقي، لا إن تكون معاول لنسف ثقافتنا الإسلامية.
ما يحصل من محاولات لتمزيق ثقافة المجتمع العراقي، التي تقف شامخة على الأسس الإسلامية، والتي كانت ولا تزال عائق أمام كل من يريد سرقة خيرات هذا البلد، وتحقيق مأربه الخبيثة، فعندما انهزموا في سواتر الجهاد، جائوا بحرب ناعمة لتفتيت تلك الأسس، وهم يعلمون جيداً، إن المجتمعات تقوى بنسائها المؤمنات، التي تمثل مدارس تربوية تخرج على يديها أجيال فاعلة بسير حركة الحياة.
إن المحاولات تخريب المرأة وأبعادها عن دورها الأساسي في التربية، وسحبها بشكل تدريجي لتكون سلعة معروضة للتقييم، فأجراء مسابقة سباحة في كلية آشور ماهو إلا سهم من أسهم تلك الحرب الناعمة، التي تريد تمزيق النسيج الثقافي، الذي يجعل المرأة في أفضل مكان للمرأة في تأدية رسالتها السامية في تربية أجيال مؤثر، ولكن ما يراد هو سلب كل مقومات نجاحها بمشروعها السامي.
إن كل أمرأة تلبس الحجاب قد دفع ثمن حجابها شهيد بدمائه الطاهرة، وحفظ سترهن بجسده الطاهر، فما نحن عليه هو نتيجة تضحيات جسيمة، ولا نسمح بهذا الانحراف الأخلاقي الخطير الذي يرمي إلى قلب أخلاق وقيم المجتمع عن طريق هذه المسابقات الخبيثة.
ندعوا كل من له شأن في صد هذه الحرب الشعواء على مجتمعنا العراقي، وبالأخص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من الغاء هذه الفعاليات ومحاسبة كل من يدفع إلى تلويث الحرم الجامعي بها، كذلك كل رجال الايمان أن لا يسمحوا بهكذا أعمال التي تمثل خطورة ضمن خطوات مدروسة ستأتي أن سمحنا تمر هذه الفعاليات كمسابقة السباحة للبنات في كلية آشور.