رغم ساحة الحرب التي تشهدها البلاد على طوله وعرضه بين أرهاب معلن واخر خفي وقوات جيش وعشائر متضررة وميليشيات طائفية وأخرى بدوافع تنم بالدفاع عن قيمها ونفسها ووجودها , لكن يبقى داعش وأرهابه هو الطاغي على الموقف في تماديه بقتل الناس الابرياء وأستباحة أعرافهم ومقدساتهم وأنتهاك قيمهم , وسط طبول الحرب هذه وتداخلاتها وغباراتها … يتعالى صوت أخر , لم يكن أقل قبحا من الحرب الدائرة والتلاعب في راحة الناس ومشاعرهم …. الانتخابات العراقية البرلمانية ومروجيها من السراق والخونة والفاسدين , الذين يعلو صراخهم مرة أخرى بحب العراق وخدمة الحسين بعد سنوات مرار تربعوا بها تحت قبة برلمان ومجلس وزراء ورئاسة جمهورية وقادة كتل ولم يتمخض عنهم الا فأرا , رغم كل مقومات النجاح المادية قي رفاهية الناس وبناء دولة موؤسسات .
الانتخابات المزمع عقدها في نيسان القادم بكل قوائمها وكتلها تعمل بزيادة غلتها في مجلس النواب رغم كل الفشل والتدهور في الفترة السابقة , والذي تحول عبئا على المواطن في أمنه وأمانه .. واليوم ضجيجهم واعلاناتهم وتشهيرهم ببعضهم وصلت حد الاقصاء والاجتثاث والاغتيال بصدور مذكرات اعتقال وقوائم أجتثات , أنهم غير معنيين بالدماء التي تسيل في شوارع بغداد وديالى والفلوجة وسلمان بيك
وطوزخرماتوا ومدن العراق الاخرئ , بعضها خارج سيطرة حكومة المنطقة الخضراء وهناك توقعات بعودة الامريكان مرة اخرى سرأ الى العراق لحماية أبار نفطها ومصالحها .
فعلى من هذا الصراخ والعويل للانتخابات ولمن ؟ … كانوا الاجدر بهم , أن يضعون في أولياتهم الأمن والأمان وأن يعم السلام الاجتماعي في البلد ونطهر مدننا من داعش والميليشيات وطرد أمراء الحرب والقضاء على المليشيات من مدننا الجميلة وتخليص أهلنا من الفساد وسوء الخدمات .ولم تعد مخفيه على ابسط مواطن عراقي ان موضوعة الانتخابات لم تحدث أي تغيرا متوقعا في القرار السياسي .. فهي تحصيل حاصل لاجندة ونتائج وضعت مسبقا من الدوائر الغربية والايرانية .. وأغلب الاحتمالات سيأتون بالمالكي مرة ثالثة لاكمال مشروع التقسيم بالعراق على الاسس الطائفية .. وفي تقديري حاليا لم يجدوا لا الامريكان ولا حتى الايرانيين انسب منه لهذ المرحلة وتمشية أجندتهم على كافة الاصعدة , وعلى أقل تقدير تكملة ما تبقى سالما وبعيدا عن متناول أياديهم القذرة . أن حدثت الانتخابات في موعدها المقرر … فعلى القوة اليسارية والديمقراطية فرصتها سانحة وكبيرة في تحقيق مواطيء قدم لا لشيء الا لهزيمة مشروع الاسلام السياسي بكل توجهاته وطوائفه في عجزه وفشل أدائه الاداري والسياسي والدبلوماسي طيلة 11 عاما من عمر العراقيين , الذين ذاقوا مرارة وخيبة من وعودهم الكاذبة وفسادهم العلني . فرغم تخلف وجهل الخطاب السياسي للقوى اليسارية والديمقراطية في مواكبة تطورات أحداث البلد سياسيا وأمنيا وأداريا , لكنها هناك فرصة , أن يحققوا مكاسب على حساب فشل الاداء الحكومي المتمثل في الاسلام السياسي . وتطورات البلد الحالية تنذر , أن شعر السيد المالكي أن كفة الميزان غير راجحة له سوف يقدم على الاحكام العرفية ويلغي الانتخابات باتفاق أمريكي أيراني لتكملة مشروعهم في تقسيم العراق .