25 سبتمبر، 2024 11:29 م
Search
Close this search box.

من السيطرة على بحر البلطيق إلى تعريض أمن أوروبا للخطر .. مزايا وعيوب انضمام السويد لـ”الناتو” !

من السيطرة على بحر البلطيق إلى تعريض أمن أوروبا للخطر .. مزايا وعيوب انضمام السويد لـ”الناتو” !

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في خطوة أزالت العقبة الأخيرة أمام انضمامها لحلف الـ (ناتو)؛ وتُنهي عقودًا من حياد “ستوكهولم” الرسّمي في السياسة الخارجية، وافق “البرلمان المجري”، الاثنين، على طلب “السويد” الانضمام إلى “حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو)، لتُصبح العضو رقم: (32) في التحالف العسكري، وفقًا لما ذكره المكتب الصحافي لـ”البرلمان المجري”.

وصوّت إجمالي: (194) عضوًا في البرلمان، منهم: (188) صوّتوا لصالح انضمام “السويد”؛ وصّوت: (06) ضد الطلب.

بموجب بروتوكول الانضمام إلى حلف الـ (ناتو)؛ يجب أن توافق جميع الدول الأعضاء في الحلف على الطلب.

في آيار/مايو 2022، طلبت “السويد وفنلندا” الحصول على عضوية الـ (ناتو) بعد شهور من اجتياح “روسيا” لأراضي “أوكرانيا”. أصبحت “فنلندا” عضوًا رسّميًا في الحلف في نيسان/إبريل 2023؛ بينما واجهت “السويد” عقبات عديدة، على رأسها اعتراضات وطلبات من “تركيا والمجر”.

وكما “تركيا”؛ تحتفظ “المجر” بعلاقات جيدة مع “روسيا”.

رد روسي عسكري انتقامي..

وكرد فعل؛ قالت “روسيا”، الأربعاء، إنها ستتخذ إجراءات عسكرية وفنية وإجراءات مضادة أخرى لم تُحدّدها لحماية نفسها بعد انضمام “السويد” إلى “حلف شمال الأطلسي”؛ في خطوة وصفتها بأنها عدائية وخاطئة.

وقالت “ماريا زاخاروفا”؛ المتحدثة باسم “وزارة الخارجية” الروسية: “سنُراقب عن كثّب ما ستفعله السويد في التكتل العسكري العدائي، وطريقة ممارستّها للعضوية عمليًا، وعلى هذا الأساس، سنّرد بخطوات انتقامية ذات طبيعة عسكرية وفنية إلى جانب خطوات أخرى”.

وأضافت أن تحرك “السويد” للانضمام إلى “حلف شمال الأطلسي” يؤجج التوتر ويُثير النزعة العسكرية.

وتحدثت السفارة الروسية في “ستوكهولم” أيضًا؛ على حسابها على (تلغرام)، أمس الأول الثلاثاء، عن اتخاذ إجراءات عسكرية وفنية مضادة لم تُحّددها بناءً على عدد القوات وحجم العتاد الذي سينشره الحلف داخل “السويد”.

يُعزز من قبضة الحلف على “بحر البلطيق”..

تعليقًا على تلك الخطوة؛ ذكر مقال نشرته صحيفة (الغارديان) البريطانية، أن انضمام “السويد” لـ”حلف شمال الأطلنطي”؛ الـ (ناتو)، سوف يُعزز من قبضة الحلف على “بحر البلطيق”.

وقالت كاتبة المقال؛ “ميراندا براينت”، إن “السويد” بانضمامها لـ”حلف الأطلنطي”؛ تودع حقبة من الحياد وهو ما يُمثل تغييّرًا جذريًا في هويتها الوطنية، موضحة أن “السويد” كانت قد تقدمت بطلب للانضمام للحلف؛ في آيار/مايو 2022، في أعقاب العملية العسكرية الروسية الخاصة في “أوكرانيا”، التي بدأت في شباط/فبراير من نفس العام.

وأوضح المقال أنه بانضمام “السويد”؛ لعضوية الـ (ناتو)، فقد أصبح الطريق ممهدًا أمام الحلف للوصول إلى “بحر البلطيق”، الذي تحول إلى “بحر محاط بالعديد من دول الأعضاء في الـ (ناتو)”.

يسمح بتحويل “السويد” لمركز خدمات لوجستية..

وأشار المقال في هذا السيّاق إلى تصريحات؛ “إيما روزنغرين”، الباحثة في المعهد السويدي للشؤون الدولية التي تقول فيها، إن انضمام “السويد”؛ لـ (الناتو)، سوف يسمح باستخدام الأراضي السويدية كمركز خدمات لوجستية بما في ذلك عمليات نقل الأفراد والمعدات إلى أي جبهة قتال محتملة.

وأضاف المقال أن “السويد”؛ ظلت لعدة أشهر مضت تسّتعد للحظة الانضمام لحلف الـ (ناتو)، بل أنها بدأت تتخذ خطوات كما لو أنها أصبحت بالفعل عضوًا في الـ (ناتو)، حيث قامت بتوقيع اتفاق مع “الولايات المتحدة” لمنحها استعمال: (17) قاعدة عسكرية من قواعدها، كما أعلنت عن عزمها إرسال قوات إلى “لاتفيا”.

ولفت إلى أن تلك التطورات تُشير إلى تحول جذري في الهوية الوطنية لـ”السويد”؛ التي ظلت لعقود طويلة: “دولة محايدة”.. مشيرًا إلى تصريحات رئيس الوزراء السويدي؛ “أولاف كريسترسون”، في كانون ثان/يناير الماضي، التي طالب فيها الشعب السويدي، الذي اعتاد أن يتّبني موقف الحياد، أن يسّتعد للحرب في أي وقتٍ؛ بينما بدأت الدولة في إعادة العمل بنظام الخدمة المدنية الإلزامية والذي كان قد توقف مع انتهاء حقبة “الحرب الباردة”، موضحًا أن انضمام “السويد” لحلف الـ (ناتو)، سوف يسّتلزم كذلك زيادة ميزانية الإنفاق العسكري.

وأكد المقال؛ في الختام، أن العملية العسكرية الروسية في “أوكرانيا” أسّهمت بما لا يدع مجالاً للشك في تغييّر موقف الرأي العام في “السويد”؛ وكذلك موقف الأحزاب السياسية لقبول ذلك التحول الجذري في الهوية الوطنية، والذي تمثل في انضمام “السويد” لحلف الـ (ناتو).

يضّر بالأمن الأوروبي..

وفي تعليقه؛ قال “إندري سيمو”، رئيس الجماعة المجرية من أجل السلام، إن انضمام “السويد وفنلندا” إلى حلف الـ (ناتو)؛ يضّر بالأمن الأوروبي لأنه سيُجبر “روسيا” على اتخاذ إجراءات الرد.

وأوضح “سيمو”؛ في تصريحات لوكالة (تاس) الروسية: “من خلال دمج السويد وفنلندا المحايدتين في صفوف الـ (ناتو)، أراد الـ (ناتو) الإضرار بأمن روسيا بشكلٍ أكبر، وبالتالي الإضرار بالأمن الأوروبي بشكلٍ أكبر، لأن من خلال التوسّع على حساب أمن روسيا، يتجاهل الـ (ناتو) المطالب الأمنية الروسية المقدمة إلى واشنطن وبروكسل؛ في كانون أول/ديسمبر 2021″، لافتًا إلى أن هذا يدفع الجانب الروسي إلى اتخاذ إجراءات مضادة.

وبحسّب “سيمو”؛ فإنه: “من الخطأ التاريخي أن يتخليا؛ فنلندا والسويد، عن حيّادهما بسبب تهديد عسكري روسي مفترض، ولكن غير مثبّت ضدهما، ولكن كان ينبغي عليهم أن يعلنوا (مصلحتهم في حياد أوكرانيا)”، مشيرًا إلى أنه: “وفقًا للمثل الهنغاري، فإن الخوف مستشار سيء”.

وأضاف: “كان من الممكن أن تُقدم هلسنكي وستوكهولم؛ خدمة جيدة للسلام، لو أنهما بدلاً من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، دعتا إلى التوصل إلى حل وسط مع روسيا من أجل إنشاء نظام أمني وتعاون أوروبي أوروآسيوي جديد”.

وشدّد على أنه: “كان ينبغي عليهم المُضي قدمًا في عملية السلام، لأن الأمن الجماعي وحده هو الذي يضمن حياة خالية من الخوف”، مضيفًا أنه يأسف لأن: “السلطات المجرية خضعت لضغوط الـ (ناتو)، ووافقت على ضم السويد”.

وقال الخبير المجري: “ومع ذلك؛ فإنني أعتبر أنه من المهم ألا تتخلى الحكومة المجرية عن جهودها لإقناع حلفائها بالحاجة إلى السلام”.

الترسانة العسكرية لـ”السويد”..

من جهتها؛ قالت مجلة (نيوزويك) الأميركية، إنه بانضمام “السويد” يُنهي الحلف عملية التوسّع إلى: (32) عضوًا، التي بدأها بعد اندلاع حرب “أوكرانيا”؛ في 2022، وشملت أيضًا “فنلندا”، وهو ما يطرح سؤالاً حول الإضافة التي ستُقدمها “ستوكهولم” إلى الترسانة العسكرية لـ (الناتو).

وفي حين أكدت “وزارة الدفاع” السويدية أنه؛ بحلول نهاية العام الجاري، سيصل إنفاقها العسكري إلى: (2%) من ناتجها المحلي الإجمالي، قال “نيل ملفين”؛ مدير الأمن الدولي في المعهد (الملكي) للخدمات المتحدة في “لندن”، إن “السويد”: “تجلب إلى الحلف جيشًا مجهزًا تجهيزًا جيدًا”.

وتتكون القوات المسلحة السويدية من حوالي: (24) ألف فرد نشّط؛ و(11) ألفًا و(400) احتياطي، و(21) ألفًا من الحرس الداخلي، لكن “ستوكهولم” تُخطط لتجنّيد: (8000) شخص سنويًا اعتبارًا من عام 2025؛ بدلاً من: (6000) حاليًا.

وتحظى وحدات المشاة السويدية بدعم حوالي: (500) مركبة مشاة قتالية مدرعة، بما في ذلك مركبات (CV-90) الحديثة.

ويمكن للقوات السويدية استدعاء: (26) نظام مدفعية (آرتشر) ذاتية الدفع؛ عيار (155) ملم، مصّممة لتجنب نيران البطاريات المضادة؛ والتي يمكنها أن تسّتقر لتُطلق: (03) طلقات موجهة قبل أن تترك الموقع في غضون (75) ثانية.

ويمكن لمشّغلي (آرتشر) تعديل زاوية الإطلاق وعدد الشُحنات لجعل القذائف الثلاث تهبط في وقتٍ واحد؛ كما يمكن لقذائفها الأطول مدى الوصول إلى أهداف تصل إلى مسافة (31) ميلاً.

القوات الجوية..

تتلخص أهم مسّاهمات “السويد” في الـ (ناتو)؛ في قواتها الجوية والبحرية الهائلة، المصّممة لتغطية ساحل البلاد الذي يبلغ طوله: (2000) ميل، و”بحر البلطيق”، والمجال الجوي الممّتد إلى منطقة “القطب الشمالي”.

وتمتلك “السويد” حوالي: (100) طائرة مقاتلة من طراز (Saab JAS 39 Gripen)، وهي مصّممة لمواجهة الصواريخ (أرض-جو) الروسية والطائرات السّريعة من خلال التحليق على ارتفاع منخفض جدًا، كما أنها تستطيع الإقلاع والهبوط على المدارج والطرق السريعة المتضررة.

ولدى “السويد”: (04) طائرات استطلاع، اثنتان من طراز (Gulfstream G-IV)، مجهزتان لاستخدام استخبارات الإشارات، وطائرتان من طراز (Saab 340 AEW&C) للإنذار المبكر؛ وقدرات التحكم المحمولة جوًا.

كما تمتلك أربع بطاريات من أنظمة (باتريوت)؛ “أرض-جو”، أميريية الصنع مع صواريخ اعتراضية (PAC-3) يصل مداها إلى حوالي (75) ميلًا.

القوات البحرية..

ستلعب “السويد” دورًا رئيسًا في سيّطرة الـ (ناتو)؛ على “بحر البلطيق”، الذي يخدم الموانيء الروسية الحيوية، فلديها: (04) غواصات، (03) من طراز (غوتلاند)؛ وغواصة تعمل بالديزل والكهرباء من طراز (سودرمانلاند)، إضافة إلى غواصتين هجوميتين جديدتين من طراز (A26) و(Blekinge) و(Skåne) من المقرر إطلاقهما عامي: 2027 و2028.

والغواصات السويدية مصّممة للعمل في مياه “بحر البلطيق” الضّحلة، مقارنة بغواصات الدول الأعضاء الأكبر وهو ما يُساعد التحالف في سّعيه لتتبع السفن الروسية ومنع التطورات في قاع البحر.

وتشمل السفن السويدية الأخرى: (07) طرادات و(08) كاسّحات ألغام وسفينة دورية كبيرة؛ وأكثر من: (12) سفينة دورية أصغر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة