يحكى ان تيمورلنك دأب على احراج جلسائه باسئلة من الصعب الاجابة عليها، وفي يوم من الايام حضر مجلسه رجل، فاراد تيمورلنك ان يحرجه، فسأله: كم اساوي بنظرك؟، فرد الرجل بثقة: انت تساوي 1000 دينار فقط، فرد تيمورلنك: ان هذا ثمن ثيابي التي ارتديها، فرد الرجل نعم هذا ثمن الثياب ، اما انت فلا تساوي شيئا. وكسر بجمع فان السياسيين عند تقييمهم، لايساوون شيئا سوى ثمن ثيابهم التي يرتدونها، على اساس واحد فقط، وهو ان الانسان يقاس بعمله، فان كان بلاعمل ا وان اعماله تعود على الاخرين بالضرر لا الفائدة فانه لايساوي شيئا، وفي هذا صرح ابو العلاء المعري عندما عابوا ثيابه فقال:
ان كان في لبس الفتى شرف له….. فما السيف الا غمده والحمائلُ
وكذلك كان كثير الشاعر، حين دخل على عبد الملك بن مروان فقال الاخير: ان تسمع بالمعيدي خير من ان تراه ، فاهتز كثير غضبا وانشد وكان دميما قصيرا:
ترى الرجل النحيف فتزدريه…..وفي اثوابه اسد هصورُ
ويعجبك الطرير اذا تراه…….. فيخلف ظنك الرجل الطريرُ
وكم طرير الان في العملية السياسية والديمقراطية، لاتاخذ منه سوى الكشخة والنفخة وهو فارغ كالطبل الاجوف، وربما لايساوي حتى ثمن ثيابه التي يرتديها، لواننا وفي نهاية الاربع سنوات، اتينا بالنواب ال325 وسألناهم عن منجزاتهم في الاربع سنوات السابقة، ومنهم من رشح ثانية بلا خجل، بل وثالثة ايضا، ومنهم من يبحث عن التحالفات قبل ان تبدأ الانتخابات وكانه قد ضمن فوزه فيها، ليكوّن مع من يأتلف معه ثنائيا غير مفيد بل وضار ايضا، لو اننا سألنا اي نائب من النواب، ماهي اعمال مجلسكم الموقر، للاحظنا انه سيحار ولايعطي جوابا، نقاشات وحرب كلامية وشحاطات في اقرار الموازنات، وبلا شحاطة لايمكن ان تتوقع اية موازنة كما رأينا في موازنة 2014، ولو اننا سألنا احد الوزراء: ماذا حقق مجلسكم الموقر، للاحظنا انه سيرمي الكرة بملعب المالكي ليتخلص من الاجابة، ومن مجلس الوزراء نعرج على رئاسة الجمهورية لنبحث عن الرئيس او نسأل احد مرشحيه: ماذا حقق فخامة الرئيس او نائبه، فسيضحك كثيرا للبطالة التي تعيشها رئاسة الجمهورية، وحماياتها ومستشارو الرئيس مع موظفيه، والادهى من هذا اننا لانعلم اين هو
الرئيس، واجمالا ارى ان بعض الشعراء يصيبون كبد الحقيقة عندما يشخصون بعض الامراض التي نحياها بسبب النواب فهذا شاعر يقول:
ساده واعمايم وقوط او اربطه….. توالفوا صياد وي سرب الكطهْ
هذا بمريكه الهْ احسن غطه……. وآخر بايران الهْ احسن نصيرْ
قررت انسه الشعر وآكل شعير…. لان بالدنيه ابد ماكو ضميرْ
وهذه الامنية امنية الشرفاء الذين سئموا هذه العملية بكل تفاصيلها، لما تفرزه من اوساخ وروائح تزكم الانوف، ولا ادري كم واحدا ستفرز انتخابات 2014 لايساوي ثمن ثيابه التي يرتديها، الا ان يدفع ظلما او يحقق عدلا، في بلد مات فيه العدل، اما هؤلاء الذين يتبجحون بفتح مكاتبهم للناس، فهو مجرد ادعاء لايرقى الى الحقيقة التي يتمترسون بها خلف فللهم العالية وحماياتهم، انها عملية فارغة لاتجلب سوى الويلات على هذا الشعب الذي ابتلى بالتعدد، وابتلى بكثرة الحركات المتطرفة، ليكون العراقيون بقبولهم بهؤلاء السياسيين بحسب المثل القائل: اليشوف الموت يرضه بالصخونهْ.