25 سبتمبر، 2024 7:31 م
Search
Close this search box.

حفاظًا على هدنة “المقاومة العراقية” .. “نيويورك تايمز” تكشف امتناع أميركا عن اغتيال أحد قادة الفصائل !

حفاظًا على هدنة “المقاومة العراقية” .. “نيويورك تايمز” تكشف امتناع أميركا عن اغتيال أحد قادة الفصائل !

وكالات- كتابات:

كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، أن “الولايات المتحدة” امتنعت عن ضرب واحد على الأقل من كبار قادة “الفصائل المسلحة” في “العراق”، بعد 02 شباط/فبراير 2024، لتجنب تعطيل الهدنة التي أعلنت عنها الفصائل.

الصحيفة الأميركية؛ ذكرت في تقريرٍ لها، أن “إيران” بذّلت جهودًا متضافرة لكبح جّماح الفصائل المسلحة في “العراق وسورية” بعد أن ردت “الولايات المتحدة” بسلسلة من الضربات الجوية لمقتل ثلاثة من جنود الاحتياط بالجيش الأميركي هذا الشهر.

وأضافت أنه في البداية؛ كانت هناك مخاوف إقليمية من أن يؤدي العنف المتبادل إلى تصّعيد الصراع في الشرق الأوسط، لكن منذ الضربات الأميركية؛ في 02 شباط/فبراير الجاري، يقول المسؤولون الأميركيون، لم تكن هناك هجمات من قبل الفصائل على القواعد الأميركية في “العراق”، ولم تحدث سوى هجومين صغيرين في “سورية”.

هدوء نسبي يثبت التزام الأطراف..

وقال مسؤولون في (البنتاغون) إنه قبل ذلك؛ سجل الجيش الأميركي ما لا يقل عن: (170) هجومًا ضد القوات الأميركية خلال أربعة أشهر، وفقًا للصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهدوء النسّبي يعكس القرارات التي اتخذها الجانبان؛ ويُشير إلى أن “إيران” تتمتع بمستوى معين من السيّطرة على الفصائل، في وقت ان إدارة “بايدن” أوضحت أن “طهران” ستتحمل المسؤولية عن الحسابات الخاطئة والعمليات التي تقوم بها القوات الوكيلة، لكنها تجنبت أي هجوم مباشر على “إيران”.

نتائج الحكم الذاتي للفصائل..

وشعر القادة الإيرانيون بالقلق من أن مسّتوى الحكم الذاتي الممنوح للفصائل المسّلحة بدأ يأتي بنتائج عكسية وقد يدفعهم إلى الحرب، وفقًا لمسؤولين إيرانيين وأميركيين تحدثوا للصحيفة.

ونقلت الصحيفة الأميركية؛ عن “سينا آزودي”، المحاضر في جامعة “جورج واشنطن” والخبير في الأمن القومي الإيراني؛ قوله: “إنهم خائفون من المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، ويعلمون أنه إذا قُتل أميركيون مرة أخرى فإن ذلك يعني الحرب”. “كان عليهم كبح جّماح الفصائل وإقناعهم بأن الحرب مع الولايات المتحدة يمكن أن تُلحق الضرر بطهران أولاً ومن ثم بالمحور بأكمله”.

في ظل قيادة “قاآني”..

(نيويورك تايمز) أوضحت أن الجهود الإيرانية لكبح جمّاح القوات بدأت بعد فترة وجيزة من مقتل الجنود الأميركيين الثلاثة في هجوم بطائرة بدون طيار في “الأردن”؛ يوم 28 كانون ثان/يناير، حيث تعهدت “واشنطن” بردٍ قوي.

الجنرال “قاسم سليماني”؛ الجنرال الإيراني رفيع المستوى الذي اغتيل في غارة أميركية بطائرة بدون طيار في عام 2020، أبقى الفصائل الشيعية في “العراق وسورية” تحت قيود مشّددة. ويعود ذلك إلى حدٍ كبير إلى أن الحرب كانت مسّتعرة في كلا البلدين خلال معظم فترة ولايته، وأمر الفصائل بمحاربة الأميركيين ومن ثم (داعش) الإرهابي. ولكن عندما خلفه الجنرال “إسماعيل قاآني”، تمت تسّوية معظم تلك الصراعات، وتولى الجنرال “قاآني” أسلوب القيادة غير المتدخل، ولم يُحّدد سوى اتجاهات واسّعة، وفقًا للصحيفة.

إعادة رسم الخطط في طهران وبغداد..

الجنرال “قاآني”؛ قاد سلسلة من الاجتماعات الطارئة في أواخر كانون ثان/يناير، في “طهران” و”بغداد” مع الاستراتيجيين وكبار قادة (الحرس الثوري) وكبار قادة الفصائل لإعادة رسّم الخطط وتجنب الحرب مع “الولايات المتحدة”، وفقًا لاثنين من الإيرانيين المنتّمين إلى (الحرس الثوري)، أحدهما منهم استراتيجي عسكري. وكانت (رويترز) أول من نشر تقريرًا عن زيارة الجنرال لـ”بغداد”.

وفي “بغداد”، عقد الجنرال “قاآني”؛ اجتماعًا مطولاً مع ممثلي جميع الجماعات الشيعية المسّلحة التي تعمل تحت مظلة جماعة يسّمونها (المقاومة الإسلامية في العراق). وكانت الجماعة تُنفذ ثم تُعلن مسؤوليتها عن عشرات الهجمات على القواعد الأميركية، وألقت “واشنطن” باللوم على الجماعة في هجوم الطائرات بدون طيار الذي أودى بحياة الأميركيين.

أخبرهم الجنرال “قاآني” أن “إيران” والفصائل المختلفة حققت مكاسّب كافية في الضغط على “الولايات المتحدة”؛ لأن الرئيس “بايدن” كان يواجه انتقادات شديدة بسبب دعمه القوي لـ”إسرائيل”؛ وظهرت شقوق بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، وقال الإيرانيان إن الحرب بين “طهران” و”واشنطن” يمكن أن تُعرض للخطر أيضًا الهدف طويل المدى المتمثل في استئصال “الولايات المتحدة” من المنطقة.

تعهدات الفصائل العراقية..

وقال الإيرانيان إن اثنتين من أكبر الفصائل العراقية، (كتائب حزب الله) وحركة (النجباء)، قاومتا بشدة في البداية طلب الجنرال “قاآني”؛ بوقف الهجمات على الأميركيين، بحجة أن قتال القوات الأميركية كان جزءًا لا يتجزأ من إيديولوجيتهما وهويتهما.

انضم سياسيون مؤثرون في “العراق”، بما في ذلك كبار رجال الدين المعروفين باسم “المرجعية”؛ المتمركزين في “النجف”، إلى الجهود الرامية إلى إقناع الفصائل بوقف الهجمات. ولعب رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”، دورًا أيضًا، حيث أخبر قادة الفصائل العراقية والجنرال “قاآني”؛ أن الهجمات المسّتمرة على القوات الأميركية أدت إلى تعقيّد المفاوضات بين “بغداد” و”واشنطن” بشأن انسّحاب القوات الأميركية من بلاده، وفقًا لمصادر إيرانية. والمسؤولين العراقيين تحدثوا للصحيفة الأميركية.

وأعلنت (كتائب حزب الله) وقف الهجمات على القواعد الأميركية؛ وأن قراراتها مستقلة عن “إيران”.

وكانت نتيجة مشاورات الجنرال “قاآني”؛ عبارة عن استراتيجية جديدة دعت الفصائل العراقية إلى وقف جميع الهجمات على القواعد الأميركية في “العراق”، بما في ذلك “إقليم كُردستان” في الشمال، والسفارة الأميركية في “بغداد”.

وفي “سورية”، طُلب من مجموعات الفصائل خفض شدة الهجمات على القواعد الأميركية لتجنب سقوط قتلى، وفقًا لمسؤولين إيرانيين وتقييّمات استخباراتية أميركية. لكن الإيرانيين المطلعين على الاستراتيجية قالوا إن الجماعات النشّطة ضد “إسرائيل” في “لبنان واليمن” ستواصل العمل بوتيرة سريعة.

أنقذت أحد قادة الفصائل..

وبمجرد أن هدأت الهجمات على الأميركيين، امتنعت “الولايات المتحدة” عن ضرب واحد على الأقل من كبار قادة الفصائل؛ بعد 02 شباط/فبراير 2024، لتجنب تعطيل الهدنة وإذكاء المزيد من الأعمال العدائية، وفقًا لمسؤول في “وزارة الدفاع”؛ تحدث للصحيفة.

وقال مسؤول أميركي آخر؛ إن (البنتاغون) مسّتعد لضرب المزيد من أهداف الفصائل إذا لزم الأمر، لكنه قرر أن تنفيذ المزيد من الضربات الآن سيؤدي إلى نتائج عكسية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة