منذ أن أسست بريطانيا حدود ما يعرف بدولة العراق لاحقا قبل مئة عام ونحن نقبع كشعب في خانة التساؤلات بحثا عن أجوبة تشفي من يبحث عن حقيقة الوطن ؟
تراه حلما أم سراب أم خليط من العقد التي شكلها الزمان واستخدمتها حكومات العراق المتلاحقة … تارة في الحروب ونحن نرى العلم العراقي ملفوف على أجساد شهدائنا وتارة نراه في ساحة المعركة بل المعارك الطوال التي خاضها العراق منذ بدأ التأسيس !
تغيرت أعلامنا وتعددت ثقافاتنا حتى صار الخلاف جزء من موروثنا العقائدي والاثني والديني والمذهبي بحكم من أوكلت لهم مهمة العراق أو بحكم من أدار ملف العراق من الخارج عن طريق ( الكونترول ) لا يهم الشرح بقدر ألم الحقيقة المرة وهل دخل الأجنبي للعراق محررا ام محتلا بغض النظر عن جنسيته منذ مئة عام الى يومنا هذا …
سؤال عميق عقيم بعمق من حكم البلاد واغرق البلاد ببحر من الحروب المتلاطمة داخليا فيما بين الشعب وخارجيا مع الجوار بتعريف السياسية .
يعاود السؤال تكرار ذاته ويخالجني شعور عاش معي وانا في الغربة ابكي على وطني المستباح ونشرات أخباره المتعثرة المتشابهة من حيث الدماء والاغتيالات والعقوبات .ترى هل ستشهد أجيالنا القادمة حكما عراقيا بأيادي ستبني الوطن ام أن لدول العالم العظمى رأي اخر يخالف ما اتمناه وهل سيتحول العراق من تابع كتب عليه الشقاء لمتبوع بأحقية الحضارات والتاريخ الذي بدأ من ارض الرافدين .
دعوني هنا ابتدأ من اخر الاحداث التي مرت على عجالة في عراق الديمقراطية الحديث ! الذي تشكل بعد أن أسقطت الولايات المتحدة الأمريكية نظام صدام لتضع بعد ذلك في السلطة من أوكلت لهم مهمة قيادة العراق عام ٢٠٠٥ بعد أن باركتهم سقوط الدكتاتور … وهنا لا اخصص الجميع فمن الذكر والتذكير أن الكورد في إقليم كوردستان كانوا ومنذ عام ١٩٩١ في إقليمهم الخاص وبرلمانهم التشريعي وحكومتهم المنفصلة عن بغداد … ليدخلوا طواعية بعد ذلك في بناء العراق الجديد الذي حررته امريكا وهنا بدأت الصدمة …بعد أن اكتشفنا أن من أوكلت لهم مهمة قيادة العراق كانوا غير قادرين على فهم الديمقراطية بل ساهموا بتفتيتها وتحويلها لحكم مركزي مقيت مذهبي حد النخاع فصائلي حد التشكيل العسكري … لندخل بعدها في متاهة تحرير العراق من جهة ومتاهة قصف الميليشيات العراقية !!!! لإقليم كوردستان من جهة والتحركات الإيرانية السياسىة في ملف العراق إضافة إلى التدخلات التركية بحجج المعارضة في الآخرى !
يبدو أن الملف شائكا وكل يوم يمر اصعب من ماضيه في ظل زحمة الشعارات الرنانة والحقيقة المتأزمة باتجاه بركان قد يثور بأي لحظة . بين مطالب وهبته امريكا حكم البلاد وعاد ليقول (فلتخرج امريكا ) وبين حقوق مغيبة وصواريخ تستهدف الأبرياء في إقليم كوردستان.